لا حظت برجليه ولا حظت سيد علي!/سيد صباح بهبهاني

Mon, 22 Oct 2012 الساعة : 23:02

 

ومشكلة الكتب المدرسية في العراق
المقدمة |
هل هو تمرد؟ أو تعبير عن جرت أذن للدولة؟!
أم |
أكلمك يا بنتي أسمعي يا جنتي !
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
(يا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) مريم/12.
 
 
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) المجادلة /11.
للأسف إهمال المسؤولين لحمل المسؤولية التي أمرنا بها النبي صلى الله عليه وآله : ((‏ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع ومسئول عن رعيته)) ويروي البخاري في الصحاح
((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، الإِمَامُ رَاعٍ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ و مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، قَالَ : وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) . وأن المداس والجامعات هي صروح العلم ومنارات المعرفة ومراكز الإشعاع الحضاري في المجتمع .
وطلاب المدارس والجامعات وطالباتها .. هم شباب الأمة الناهض وأمل المستقبل المضيء بالمنجزات والتطلعات . وللأسف أن المدارس والجامعات العراقية تعاني من نقص في الكادر التدريس العامل في هيئة التدريس الجامعي ’ واليوم المشكلة أكبر وتعقيد أن الكتب المدرسية لم توزع على الطلبة لحد الآن رغم مرور شهر على بداية السنة الدراسية وأن الطلبة والطالبات هم في نفور وزاد عدد الكلبة والطالبات الذين لم يلتحقوا بالمدارس بحجة ماكو كتب ؟! شنسوي رايحين؟؟!
وان هناك أناس في أمس الحاجة للتعليم وللكتب وهؤلاء يرمونها !!
فأنت أو أنتِ لماذا هذا التصرف ؟؟! أكلمك يا بنتي أسمعي يا جنتي !
 
يعرفه كل الناس، الأطفال في المدارس، والآباء والأمهات في البيوت، الصحفيون يتحدثون عنه وعن التعليم يومًا بعد يوم، والبرلمانات تتكلم عن مستقبل الأمة، والمحتوى الذي يرد في الكتاب المدرسي، مجلس الوزراء يعرف أهمية التعليم، ويضع السياسات، ويرسم الخطوط العامة لما ينبغي أن يتعلمه التلاميذ وما يتضمنه الكتاب المدرسي، علماء الدين يراجعون ما يرد في الكتاب المدرسي، ثم يمدحونه أو يقدحونه. وفي نهاية كل عام دراسي للأسف الشديد، يتحول الكتاب المدرسي إلى عبء، يلقيه الطلاب في كل مكان، ويكون عامل النظافة هو من ينشغل بالكتاب المدرسي، يجمع العلم المتناثر أوراقًا مبعثرة، وكتبًا ممزقة، تحولت إلى قمامة .
 
الكتاب المدرسي هنا وهناك
 
اعتاد في العالم كله على أن يستلم الكتب المدرسية في اليوم الأول للدراسة، يذهب الأستاذ والمعاون والفراش مع ومراقب الصف إلى المستودع، ويقف الجميع صفًا طويلًا، ويحصل كل صف على كتب الشعبة الكثيرة، كلها جديدة أو مخلوطة من الكتب القديمة التي يحتفظ بها أكثر المدارس في دول العالم المتقدم .. وأن للكتب الجديدة رائحة الورق والحبر مازالت فيها، ولا يتخيل أحدنا أن يستلم كتابًا قديمًا، استعمله غيره من قبله، حتى ولو كان المنهاج لم يتغير، فقواعد اللغة العربية لا تتغير، والنصوص الواردة فيها صالحة لهذا العام ولأعوام كثيرة قبله وبعده، ولذلك يمكن استخدام نفس الكتاب لسنوات كثيرة، كما يفعل غيرنا في دول لا تعاني من ضعف الموارد ولا من كثرة عدد التلاميذ وهنا يجب أن نحافظ على اقتصاد وطننا ونحمي أمواله لأن أموال الدولة هي أموال الشعب .
 
لاشك أن احترام الكتب المدرسية والمحافظة عليها واجب تربوي وأخلاقي نظرا لما تتضمنه الكتب المدرسية من آيات قرآنية كريمة وأحاديث شريفة وعلوم ومعارف نافعة وقد انتشرت ظاهرة فقدان الوعي والاهتمام بهذه الكتب ورميها في الشوارع والساحات العامة والمدارس وذلك بعد الانتهاء من الاختبارات نظرا لعدم وجود الرقيب والمتابع والناصح لهؤلاء الطلاب من قبل المدرسة والمجتمع ونظرا لجهل الطلاب والطالبات وعدم وعيهم وإدراكهم لقيمة هذه الكتب والفائدة المرجوة منها ظنا منهم أن النجاح هو آخر علاقة لهم بهذه الكتب وان الطالب أو الطالبة يدرس تلك الكتب من اجل النجاح فقط وليس من اجل طلب العلم والثقافة والفائدة والتربية .
 
أمر محزن حقيقة فما إن تنتهي الاختبارات المدرسية حتى تمتلئ الطرقات والساحات المجاورة للمدارس بقصاصات الكتب والدفاتر في صورة تسيء للعلم فضلا عن كونها هدراً اقتصادياً وتربوياً كبيراً .
وأنه من المحزن أيضا أن تجد كتب التفسير والحديث والعقائد ملقاة على الأرض بما تحويه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية .
قضية رمي الكتب لابد من التوسع في مناقشتها للوصول إلى مسبباتها والخروج بتوصيات تحافظ على هذه المليارات الدنانير المهدرة ..
ما يؤلمنــي حقاً هو عندما بعض كتبهم تُرمى على قارعة الطريق وفي الشوارع وتدهسها بعض السيارات والحافلات !!.
لماذا؟
والوزارة قامت بإنفاق مبالغ مالية لنشر الكتب في كل أنحاء مناطق العراق حتى تصل إلى الطلاب (مجانا)....(بعض الدول ليست بالمجان )
فهم لا يدفعون فقط للكتب وإنما أيضا للمؤلفين الذين يؤلفون الكتب ..
وفي النهاية للأسف أن بعضهم .... يلقونه ..
لماذا....؟
وأمر أكثر حزناً وأمر مخزي حقيقة فما إن تنتهي الوطن يتهيئوا الطلبة والمدرسة بإتلاف هذه الكتب الثمينة التي بذلت الدولة المليارات من الدنانير من أموال الخزينة المركزية لطبعها ونشرها واليوم تحرق ؟! وللأسف أن الحزن هو اليوم أكبر لأن الكتب الجديدة لم تصل لأيدي الطلبة ! وأن عدد من الأهالي في العراق يطالبوا دولة رئيس الوزراء ومن وزير التربية والتعليم بفتح تحقيق عاجل لكل المقصرين والمتطورتين في عدم وصول الكتاب المدرسي إلى طلاب المدارس حتى اللحظة رغم مرور قرابة شهر كامل من العام الدراسي ,وفي مقدمة المتضررين من تلك التجاوزات مدارس العاصمة بغداد.
وقال عدد من الأهالي راسلوني وقالوا أن مدرسة أبنائهم تبعد عن مطابع الكتاب المدرسي مئات الأمتار فقط , لكنها لم تقم بصرف أي كتاب مدرسي حتى اللحظة .
 
ونطالب من هيئة مكافحة الفساد بفتح تحقيق عاجل فمع إدارة مطابع الكتاب المدرسي التي لم تستطع طول الفترة الماضية من توفير الكتاب المدرسي , رغم إعلانها عن توفير المناهج التعليمية لكل طلاب وزارة التربية والتعليم في التعليم الأساسي والثانوي .
 
وقال بعض الأهالي كيف يأخذوا من الطلبة الكتب القديمة ويحرقونها في حين هم لم يمنحوا الطلبة أي كتاب فكيف يتمكن الطالب وهيئة التدريس تنسيق عملهم؟ ويذكر لي أحد الأهالي أن أحد المدارس التي تمثل نموذجا لفضيحة التعليم في بغداد والعجز الفاضح الذي وصل إلى نسب مخيفة حسب حديث الأهالي عبر الاميل والهواتف و, وأضافوا أن العجز الحاصل تجاوز أكثر من 60 % في الكتب المدرسية , في حين هناك شعب بكاملها في المدرسة لم تستلم كتابا واحدا .
 
ونطالب جميعاً من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بسحب شهادة التقدير التي سلمت لمطابع الكتاب المدرسي العام الماضي , وفتح تحقيق في إخفاقات العام الحالي .
وأحب أن أبدي رأي وأحث الطلبة وأقول لهم يا أبنائي وأخوتي كيف نساعد بعضنا البعض لنتغلب على هذه المشكلة ونقلص ظاهرة تلف الكتب أو حرقها هو على النحو التالي :
تخصيص مكتبة بسيطة في منزله لحفظ تلك الكتب التي سوف يستفيد منها ذلك الطالب أو الطالبة للرجوع إليها مستقبلاً، في حالة عدم التوفيق في المرحلة الدراسية، أو أن يقوم كل طالب بإعادة كتبه إلى المدرسة فور الانتهاء من الاختبارات حتى يستفيد منها طلاب آخرون في العام المقبل لسد العجز في المقررات إن وجد، على ألا يستلم الطالب نتـــــــــيجته إلا بعد أن يرجع الكتب المدرسية إلى المدرسة، وفـــي حـــــــالة إكماله أو رسوبه تبقى معه كتبه ولا يعطى كتباً جديدة، والطالب الذي ترى المدرسة وتعرف من سيرته وســـــــــــلوكه أنه يستـــــــفيد من الكتاب يعفى من إرجاع كتــــــــبه وذلــــــك لأنه أولى الناس بها إذا كان يســـــتفيد مــــــــنه ويجعلها في مكتبته الخاصة، كما من المناسب أن تخـــــــــصص المدارس جوائز تشجيعية ومكافآت للطلاب الذين يحافظون على الكتب وتكريمهم أما م زملائهم، أو أن تباع الكتب المدرسية المسترجعة في حال عدم استخدامها لعام آخر، لشركات الورق لإعادة تدوير الورق وللاستفادة من عائد البيع في نواح تربوية أخرى، توظف الإذاعة المدرسية وبرامج النشاط الطلابي داخل المدرسة لتوعية الطلاب بأضرار رمي الكتب، على أن تستثمر الحفلات والمناسبات المدرسية لتوعية الطلاب وأولياء أمورهم في هذا الجانب، قيام المدرسة بتهيئة حاويات وأماكن مخصصة لتجميع الكتب والدفاتر والمذكرات عند مداخل المدرسة أثناء الاختبارات .ويداً بيد للتعاون لإسراع في حل هذه الأزمة ومساعدة الطلبة للالتحاق بالمدارس والمواظبة على الدوام الرسمي والهمة في المطالعة والتحضير حتى ولو من الكتب الخارجية لنرد اعتبار وقيمة الحالة العلمية في المجتمع الدولي ورفع شأن الترتيب العالمي لمدارس دول العالم وإعادة وزن القدرة الدراسية للعراق بين دول العالم ولنحني المدارس والكتب واقتصادنا ودعم الأرام وحضن الأيتام والحافظ على نظافة المدارس والجامعات ونظافة مدننا وشوارعنا لأن الحديث يقول : ((رحم الله أمر من رفع الأذى من طريق المارة )) وبمناسبة عيد الأضحى أتمنى للجميع الأماني السعيدة والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
 
المحب المربي
سيد صباح بهبهاني
Share |