حديث في موضوع مختلف/علي الخياط
Mon, 22 Oct 2012 الساعة : 0:32

الفعاليات الرياضية جزء من عمل كبير ومتنوع يرسم صورة نشاط وطني واسع وممتد إذا ماتم إستثماره بشكل جيد فإنه سيعود بمنافع جمة على الوطن وأهله ويرفع من الحالة المعنوية العامة لقطاعات رسمية وشعبية كبيرة .
مايحدث الآن ان معظم دول العالم تستثمر في الرياضة وفي مختلف الألعاب ومنها كرة القدم التي تنتشر في كل الدنيا كتجارة ومادة إقتصادية وربح معنوي للبلد الذي يتفوق من خلال هذه اللعبة في البرازيل وفي بلدان اوروبا ، إذ تنهض كرة القدم وتروج هناك ويكون المحترف هو الميزة التي تطبع هذه اللعبة وحال المشتغلين فيها.
عندنا في العراق مثلا تشتهر كرة القدم وتحظى بإهتمام واسع وكانت قد حققت انتصارات في مناسبات واستحقاقات تكررت على مدى عقود لكن التردي الواضح في مستوى اللعبة اخذ شكلا اكثر وضوحا خلال سنوات التسعينيات التي شهدت تراجع حال هذه اللعبة نتيجة تخبط النظام السابق والمتغللين في الرياضة الذين كانوا يحابون المخبول عدي صدام الذي كوش على الرياضة والصحافات وقطاع الشباب والجامعات وكان له رجاله الاوفياء امثال حسين سعيد الذي نزل بالكرة العراقية الى الحضيض ومثله ناجح حمود وهذان الشخصان بالذات كانا هما الخليفتين له بعد ان سقط النظام المباد حيث دمر البنية الاساسية وصارت مشاركات المنتخبات الوطنية مجرد شكليات باستثناء بعض الانتصارات جهود اللاعبين في الفئات العمرية المختلفة.
الاتحاد الحالي الذي خلف حسين سعيد يتخبط في سياساته ويحابي اطرافا محلية وعربية لتحقيق مكاسب شخصية كما يفعل رئيسه ناجح حمود الذي تربطه علاقات مشبوهة مع القطريين واخرين من داخل الوطن الذين حصروا النشاط الكروي في اقليم كردستان وحطموه في وسط وجنوب البلاد ، ويفعل حمود ذلك من خلال تحالفه مع اسياده في الدوحة من امثال محمد بن همام الذي يحابيه على حساب الوطن ويحقق مكاسب ذاتية غير مواتية لمصلحة الوطن ووجوده الحضاري والسياسي والاجتماعي ومكانته التاريخية التي سطرتها الاجيال عبر حقب زمنية متطاولة.
ماحصل للمنتخب الكروي اخيرا يمثل حلقة من سلسلة اخفاقات تكررت في مجال كرة القدم العراقية بسبب سوء الادارة والتنظيم وغياب التخطيط والرؤية والتحول الى تحقيق احلام ورغبات اشخاص لا يهتمون بالوطن ابدا،عدا عن انهيار البنية التحتية في مجال بناء الملاعب الحديثة وتوفير الدعم للفئات العمرية الصغيرة ورياضة المحافظات والتعامل بفوقية مع المدربين المحليين وتغييب دور الرياضة المدرسية واكتشاف المواهب والمدارس الكروية التي تنشط القدرات المتوفرة لدى الصغار وعدم توفر اسلوب احتراف كروي منظم يعود بالفائدة على مستقبل الكرة العراقية.
إن ماحصل في تصفيات كأس العالم الحالية والخسارات الكروية المتتالية يمثل جرس انذار حقيقي لإعادة النظر في الحسابات وابعاد الشخصيات المشبوهة من قادة الرياضة العراقية وكرة القدم خصوصا.