حقائق واكاذيب الإعلام الملوث/المحامي عبدالاله عبدالرزاق الزركاني
Sun, 21 Oct 2012 الساعة : 23:51

لقد عانت الساحه الاعلاميه العراقيه بحكم الانفتاح الفضائي وغياب استلام العراق لمفاتيه الفضائيه ما يبث من ملوثات خبريه مختلقه لاوجود لها على ارض الواقع فقد استغل البعض القنوات الفضائيه المعروفه بعدائها للشعب العراقي وتطلعاته لبناء وطنه فسرعان ما زاد نشاطها لافراز الملوثات السامه وبدون حياء اتجاه الإنسان العراقي وعبر بضاعه فاسده تسوق من خلال تزوير الحقائق بطريق الكذب والبرمجه المباشره ومن مصانع ومصادر الارهاب المستمد مخابراته من الارهاب الرسمي مع التعمد في إخفاء الحقائق وتحويل الباطل إلى حق فيكنى الارهاب مقاومة وتدمير العراق وقتل العراقيين جهاد طبعا دموي فاسقا وتضليل الحقائق إلى الأكاذيب للتشويش على حركة التنميه والاستثمار والاستقرار الامني وما يجري من بناء العراق لخلط الحقائق حتى يستقر في العقل الباطن للمتلقي عما يكن له من عداء لكي يتصور كان الذي يطرح حقيقة ثابتة بحكم الرشاوى التي تقدم لذلك الاعلام الماجور بغية الاخراج المتعمد للحقائق بحيث يبدو المعتدي ضحية والضحية هو المعتدي وتحويل الأنظار عن الحقائق وجوهرها التي تمس المواطن يما يعانيه من مآسي فتاوى الجاهليه وزمر الارهاب الذي يفتك بالدم العراقي يوميا في الوقت الذي يكون فيه الطفيليون ملهون في القتل والتنكيل بالشعب العراقي بقصد جلب المواطن الضحية المستهدف كي تدس له الأفكار والمعلومات المعادية لوطنه خلسة وبطريقة فنية خبيثة مع لقاءات تلفزيونية مع بعض المواطنين البسطاء ومحاورتهم بواسطة مذيعين دهاه لتحويل أفكارهم إلى الجهة المعادية. وهذه حقيقة الإعلام الطفيلي المرتبط بالكارتل المعادي وخاصة ما يدس عبر الصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية الناطقه بلغة الارهاب وبأشد المتاجره بالرذيلة وذلك بالدفاع عن عدو العراق وشعبه الذي يمارسه الارهاب التكفيري الرسمي فتراهم يجاهرون بسفك الدم العراقي الزكي وذلك مكافأة للأعداء القتله الذين وضعوهم في هذا المنصب والشهرة الطفيلية والمعيشة الرغيدة المتآمرون وأعوانهم فيها . متناسين دور الإعلام كنشاط إنساني يهدف للتواصل والتأثير عبر الوسائل المتعددة كأحد أهم مصادر تشكيل الرأي العام وأحد الوسائل البارزة لصياغة نمط التفكير ومعايير القبول والرفض لثقافات متعدده ولم يعد وسيلة للترفيه أو نشر الأخبار فحسب، بل غدا صانعاً للأفكار منتجاً للقيم مهندساً للنجاح والقوة التي يمتلكها على الرأي العام ، لذا فان قضية تأثير أجهزة الإعلام بجميع أنواعها وأبعادها اجتماعية وسلوكية ونفسية وإنسانية عميقة تمس حياتنا و مستقبل الوطن الذي نعيش فيه وتؤثر في مركب نسيج المكون الاجتماعيه لما لحجم وخطورة الإعلام ذاته على ثقافتنا وسلوكنا حيث أصبح الإعلام المرئي في عصرنا الحالي الأخطر بين الوسائل الإعلامية المختلفة لوجوده معنا طوال ساعات اليوم ويعرض من خلال شاشاته كل شيء بلا استثناء الطيب والخبيث ،الخير والشر ،الصالح والطالح الواقع والخيال الحق والباطل الراقي والمتخلف وقد نقصر في بعض الأمور ونسهو عن أشياء لها أهمية أكبر على المدى البعيد فتغيب عنا مهمة تعزيز بعض القيم والمبادئ لفلذات أكبادنا لأننا لم نمنحهم الوقت الكافي ولا أبالغ لو قلت إن تأثير بعض القنوات السلبي أصبح خطراً حتى على البالغين بحكم أجهزة الاستقبال الخطيرة وانتشار النقال اذ ان هناك العديد من المواقف نفاجأ بها من أبنائنا بعض تصرفاتهم وما يعبرون عنه من خلال السلوك وألاقوال الغريبة كمحاوله مع مرور الزمن ترسخت في أذهانهم وأفكاراً قد تتسلل إلى العقول لتستقر نتيجتا للفهم الخاطئ لمعنى الحرية نتيجة الظواهر السلبيه في السلوك والأخلاق التي تدفع إلى متاهات العنف الذي يحسب كشجاعه وهناك السخرية والتهكم والألفاظ الخارجة يعتبرونها قوة وحرية شخصية بالاضافه الى ثورة الفيديو كليب فحدث ولا حرج من تقديمها لنا كاسوء النماذج في السلوك والأخلاق فيصبح الغريب مألوفاً و الضار محبباً و الشاذ طبيعياً وخاصة ما يسمع الأطفال في الإعلانات ألفاظا عامية و كلمات سوقية تؤثر على مكونهم الاجتماعي فتعطل قدراتهم العقلية و الفكرية نتيجة الاستمرار في مشاهدة البرامج الترفيهية وتنخر عادات مجتمعنا و قيمه مما يقلل من فرص القراءة لدى الاطفال ويشوش على العملية التي تقوم بها المدرسة ويؤثر على متابعتهم لدروسهم باستحواذه على وقت أطول مما يخصص لاستذكارهم واجباتهم كما أن مشاهدتهم للبرامج المثيرة تجعل من أحدهم طفلاً خائفاً قلقاً إضافة إلى خلطه بين الواقع و الخيال ويؤكد الأطباء و علماء النفس من أن جلوس الأطفال أمام التلفاز لساعات طويلة يهدد صحتهم البدنية و العقلية و يؤثر على حواسهم البصرية و السمعية و يحد من حركتهم وكان باحثون في جامعة فلورنسا قد درسوا التأثيرات الناجمة عن الأشعة التلفازية للأطفال الذين اعتادوا مشاهدة التلفاز لفترة تصل إلى أكثر من ثلاث ساعات يومياً . ولا أحد يعرف إلى أي مدى ستحملنا هذه القنوات في السنوات القادمة لذا علينا أن ندرك أننا نعيش الآن أمام منعطف خطير في ظل هيمنة الغزو الفكري المدمر لمبادئنا وتقاليدنا إنها مسئوولية الجميع ولا بد أن تواجه ويتم التصدى بحكمة وتعقل ومنهجية سليمة لكي ننشئ إعلاماً أسرياً تربوياً وطنيا ينطلق من ثقافتنا وجذورنا لنحمي أبناءنا ومجتمعنا من الانجراف في تيار الجاهليه الارهابيه والاخبار المدسوسه لان ما يلاحظ ان بصمة الإعلام اليوم على الأشخاص المولعين بالتلفاز أو الإنترنت المدمنين يتسلل من خلالها الارهاب والجريمه لهم لذا لا بد من ترشيد الاستخدام التكنولوجي لأبنائنا كمظلة تقيهم شرور ثورة الاتصالات في عصر يحكمه ويديره الإعلام السام في افكاره وقيمه الماجوره وبشتى وسائله وكما هو معروف الإعلام المعادي قادر علي تغير الكثير من ملامح الحياة لما يقدم له من دعم مادي من قوى الداخل ودول المجاوره للعراق كما ان الكلمة في عصرنا الحديث التي اصبحت سيدة الموقف خاصة مع من يستطيع تسخيرها لتحقيق الأهداف النبيلة والمقاصد السامية ويتحمل أمانتها بحكم ما أمطرته وسائل الإعلام الملوث بوابلها من تغير الحقائق فلابد إذن من تفعيل إعلام تربوي يكون رافداً توعوياًً وتثقيفياً يأخذ بأيدي شعبنا الامين على مكتسباته إلى بر الأمان في ظل المبادء الانسانيه التي جاءت به الشريعه الإسلامية وتعاليمها السمحاء ورسائل اهل البيت عليهم السلام الهادفه في بناء أجيال صالحة ترضي تطلعات الحاضر والمستقبل وتحقق الطموح النبيل وانشاء المناخ المناسب للتواصل والتفاعل الموجه وإصلاح حقيقي لأهداف المجتمع لا تشوبه الضبابية ولا تنعدم فيه الرؤية الصحيحة ليصبح قادراً على قول كلمة الحق وإرساء قواعد الصدق والحقيقة من خلال الدعوة إلى بث القيم والتعامل والبعد الأخلاقي بما يحصن الذات لإرساء إعلام ينهض بالمجتمع ويتصدى للتغلغل والانحرافات الفكرية داخل المجتمع وخارجه بحيث يتحقق التفاعل التكاملي على نحو يعزز الرأي العام والذوق السليم خاصة وتحقيق الفهم والوعي والحس المتنامي وترسيخ القيم الدينية والثقافية والأخلاقية و الاجتماعية بغية الارتقاء بالنمو الحضاري وكل ما من شأنه ٍ التميز بين الإعلام الهادف و الإعلام الهادم لنضمن سلامة الانسان واستقراره وتحصين النشء في مواجهة الإعلام الهادم وتنشيط الاختيار بشكل عام ومؤثر في المجتمع ليس بمجرد نقل خبر أو معلومة وإيصالها للمتلقي عبر وسيلة من الوسائل الإعلام بل وفق خليط من العلم والإبداع والممارسة وبالتالي نستطيع توجيه الإعلام الحديث وفق قاعدة فن استقصاء الحقائق والأخبار والمعلومات ومعالجتها بإبداع ونشرها على أوسع نطاق جماهيري في الوقت المناسب ومن خلال الوسيلة المناسبةولا بد من معرفة عناصر الاعلام لكي نسترشدبالجانب العلمي لصناعةاعلام موجه لان الإعلام علم وفن في آن واحد وله أسسه ومنطلقاته الفكرية ويعتمد على الصورة والكلمة بشكلها المرئي والمسموع والمكتوب حتى يكون اكثر تأثيرا وبشكل المباشر لدا المتلقي استناده على البحث العلمي نظريا وتطبيقيا باعتباره فن يهدف إلى التعبير عن النظريات والأفكار الهادفه والقدرات الإبداعية النبيله وعليه يستخلص ان عوامل الإعلام الهادف والتي يجب ان تعتمد يتضمن الاهتمام بالتراث التاريخي والديني والوطني وعلى الحقائق والوقائع بدون تشويه إبراز ايجابيات المجتمع والتخلص من السلبيات الاجتماعية احتوائه على مضمون هادف ومحصن بالقيم الوطنيه يوعي العقول وينبه النفوس ويعمل على تثقيف المتلقين بالحقائق والوقائع الايجابية بعيد عن الإسفاف لميوعة. وألاهداف التي تنشأ الوسيلة الاعلام فهناك من الملوثات الإعلامية ما يندى لها الجبين التي تهدف إلى تغيير النظام الاجتماعي ومحاولة طمس قيمه وتزوير حقائق كثيرة منها قلب الوقائع وتزوير الحقائق وأخفاء وطمس الوقائع والتشويه والتضليل وممارسة التعتيم الإعلامي المركز بغية تشتت الحقائق والوقائع واشاعة التفسخ الاخلاقي والارهاب لذا لذايجب ان تكون هناك حصانه دينية تعتمد على تعاليم الشريعة الإسلامية والنهج القرآني النبوي والمبادى التي جاءت بها الثوره الحسينيه المستلهمه منهاجها من فلسفة فكر الامام علي عليه السلام وعليه يجب ان يتحلي المواطن بالصفات الحسنة وتتحلى شخصيته بمحاسن ومكارم الأخلاق متحصنا بالثقافة والوعي وتحمل المسئوولية والحماية المعرفية للتمييز ما بين الحسن والسيئ من التيارات والأفكار والنظريات الآتية من الآخر ولا سيما في وسائل الإعلام الحديثة مما يتطلب باستمرار التعاون المستمر بين أفراد المجتمع في عملية التوعية والإحساس العام بأهمية التوعية للكل ليتحمل الجميع مسئوولية اجتماعية للاهتمام بكل أفراد المجتمع بالحصانة العامة كونها مسئوولية الجميع وبما يتخللها تحصين وتعزيز حسن الاختيار والتمييز بين ما هو ونافع وضار. والتحصين ضد التيارات الثقافية الجذابة مفهوم والرقابة الذاتيه أمام التيارات الوافدة والاستنباط والاستكشاف الحياء لزرع التحدي في النفس والالتزم بأنظمة وقوانين الوطن لكي نقلل من الخطورة لصنع جيل يحمل لواء والمسئوولية وتعزيز المواطنة في شخصيته الوطنيه لبناء إستراتيجية إعلامية