السلام في سورية لا يتحقق ألا من خلال الالتزام بالقانون الدولي/عبد الأمير محسن أل مغير

Sun, 21 Oct 2012 الساعة : 0:19

في الوقت الذي يقدر فيه المثقفين العرب الموقف النبيل والصبور للمندوب الدولي الأخضر الإبراهيمي في تصميمه لإحلال السلام في سورية بين أطراف النزاع ووضع حدا لإراقة الدماء جراء الفتنة التي حصلت بفعل التخطيط المبيت وبشكل مسبق لتدمير البنية التحتية لذلك المجتمع وإحلال الاقتتال بين أبناءة لغرض تحقيق المصالح الغربية الإسرائيلية وقد صرح وزير الخارجية الروسي بان المراقبين الذين يتولون مراقبة وقف أطلاق النار يجب ان يصدر بهم قرار من مجلس الأمن وان توافق سورية عليهم ومثل هذا القول هو ما ينطبق مع نصوص القانون الدولي في حين صرح السيد الابراهيمي يوم 19/10/2012 لدى وصولة دمشق بان السوريون هم الذين يراقبون انفسهم بالالتزام بذلك التوقف عن اطلاق النار ويلاحظ المتتبعين للأحداث بان هنالك فرق كبير بين دولة تعطي وعد وتلتزم به بالإيعاز لقواتها بوقف اطلاق النار وبين مجاميع مسلحه زج بها عبر الحدود ولم يجمعها اي جامع وفي كل شيء تقريبا واعداد كبيرة منهم من جنسيات اجنبية دفعت بهم روح المغامرة وحب المال الذي اوعد به السعوديون والقطريون وقسم اخر من السوريين الذين دربوا في تركيا ودفعوا لتخريب مؤسسات الدولة في سوريا ولا توجد قيادة موحدة لهؤلاء وتناقلت الانباء بان الكثير منهم لا يلتزمون حتى بالإيعاز الذي يرد لهم من القيادات السياسية للمعارضة السورية سواء الداخلية او الخارجية اضافة الى ان الصحف الغربية نشرت يوم 18/10/2012 بان الولايات المتحدة او عدت بأرسال سلاح لمقاومة الطائرات يحمل على الكتف وقد وصلت اخيرا سفينة للسواحل التركية تحمل اسلحة ومجاميع من المرتزقة اضافة لما ورد بتصريحات بعض الساسة الامريكيين بان اسواق السلاح الامريكية يسرها جدا ان تجهز تلك الاسلحة مقابل الأموال التي ترد أليها من السعودية وقطر وبالتالي فان وقف اطلاق النار يستلزم اولا ضبط حدود كل من تركيا و الاردن ولبنان بعدم السماح لعبور الاسلحة والمتسللين الى داخل الأراضي السورية كما يستلزم اجراء مراقبة بواسطة مراقبين يعينهم مجلس الامن وتوافق عليهم الحكومة السورية لتولي مهام تلك المراقبة كما يجب ان تعزز تلك المراقبة من قبل الأقمار الصناعية ولكافة حدود الدول المجاورة لسورية حيث صرح نائب رئيس الوزراء الروسي بان تزويد المسلحين في سورية بسلاح يستهدف الطائرات يعني تسليح قوى الإرهاب الدولية خلافا للمعاهدات والاتفاقيات التي ألزمت الولايات المتحدة نفسها بها وكذلك حلفائها الغربيين وان عدم التزام الغرب بدعم مهمة الابراهيمي يعني الرغبة بان تكون نتيجة وساطته كما هو حال وساطة السيد عنان والمراقبين العرب قبلها الا ان توالي الاحداث والتحذير الذي وجهه السيد الابراهيمي للمجتمع الدولي بقوله ان المسالة السورية اذا ما اتسعت سوف تحرق الاخضر واليابس وفي يوم 19/10/2012 حصل انفجار في منطقة الاشرفية بوسط بيروت ذهب على أثره ضحايه عديدة اضافة الى تبادل القصف المدفعي بين سورية وتركيا وبدلا من ان توعز القوى الغربية لاتباعها في الشرق الاوسط بوقف تزويد المرتزقة الاجانب بالسلاح فان تركيا تجري مناورات عسكرية على الحدود السورية التركية وفي هذا الوقت نفسة يراقب ملك الاردن مناورات عسكرية لقواته على الحدود السورية الاردنية كما ان اسرائيل هي الاخرى وبالاشتراك مع القوات الامريكية تجري مناورات عبر نهر الاردن وهذا يعطي الدليل على ان القوى الغربية ليس ميالة للسلام ومستمرة بتنفيذ مخططها وبان ثورات الربيع العربي التي تحولت أخيرا إلى ثورات اخوانية وبراي اغلب المحللين بأنها لم تكن ربيعا بالنسبة لهذه المنطقة ألا أن كبار الساسة الأمريكان إثار مخاوفهم كما يقولون وصول أكثر العناصر تطرفا من القاعدة وتوليهم زمام الأمور في الاقتتال الدائر في سورية كما ان السيد أوغلوا وزير الخارجية التركي طلب من أطراف النزاع بالالتزام بدعوة الإبراهيمي لوقف إطلاق النار وقال ما نصة ( نطلب من السيد الرئيس الأسد في سورية بالالتزام بما طلبة الإبراهيمي ) ومثل هذا القول يعد وبنظر اغلب المحللين اعترافا صريحا في شرعية النظام في سورية كما ان اللبنانيين يتمسكون بالنأي بأنفسهم عن ذلك النزاع وتناقلت وكالات الأنباء بان الأردن يمنع العناصر السلفية والتكفيرية من التوجه عبر الحدود الى سورية الا ان المتتبعين للأحداث مما يثير استغرابهم وصول قوة استخبارية امريكية قوامها (150 ) مقاتل قيل انها لا غرض السيطرة على ما يحدث بين القوات الاردنية واللاجئين السوريين والحقيقة لم يقتنع المراقبين بمثل هذه القول حيث ليس الجيش الاردني بحاجة لهذا العدد وانما يرونه بان تلك القوة لدراسة الوضع من خلال الوقائع عبر الحدود ولا يمكن وفي جميع الاحوال ان يعم السلام ربوع الاراضي السورية ما لم تتجه الاطراف المؤثرة في الدرجة الاولى على العناصر المسلحة و الغير موحدة القيادة و المشتتة الاهواء والتي لا تخضع لتوجيهات المعارضة السياسية ولا يمكن ان يكبح جماح هؤلاء المسلحين الا من خلال الرقابة الميدانية لمراقبين من مجلس الامن وضبط حدود الدول المجاورة لسورية وهي اللبنانية والأردنية والتركية وقطع كافة انواع التسليح لتلك العناصر و الا و حتي لو حصل وقف لاطلاق النار خلال فترة العيد فيرى اغلب المحللين ان ذلك يحصل لإعطائهم مجال لالتقاط انفاسهم ليمارسوا التخريب من جديد حيث انهم منهكين الان ويلاحظ المراقبين بان الطرف الذي يتوقع عدم التزامه وعدم رغبته بتوجه صادق نحو السلام هي الاطراف الغربية حيث اثبتت الاحداث ان جميع تحركات وتصريحات واقوال تلك القوى هي لأغراض تكتيكية لان الغرب يسره كل ما يحصل من سوء في هذه المنطقة طالما يعتبر بان اسرائيل محقة بنظرة وبالتالي لا يمكن ان ينتظر العرب منه نظرة منصفة رغم ما نسمعه من اقوال عن حقوق الانسان في حين وفي كل يوم تخرق اسرائيل القانون الدولي ولا تتعزز الثقة لدى المثقفين العرب الا عندما يتم ادانة تلك التصرفات الاسرائيلية و ايقاف اعمال تدريب العصابات المسلحة للمرتزقة في الاراضي التركية وتوقف اوردكان عن تحرشه وتحشده على الحدود السورية التركية بزعم حصول قذائف مدفعية باتجاه الاراضي التركية مع ان قواته تقصف يوميا الاراضي العراقية ولابد ان نثبت هنا بان سورية كدولة هي الطرف الوحيد الذي يود صادقا ان يحصل وقف لإطلاق النار وبأسرع ما يمكن حيث ترى بأم عينها وفي كل ساعة يتهدم صرح بنائها الاجتماعي وعلى كافة الاصعدة الثقافية والصناعية والزراعية فهي تقابل مجاميع من المتطرفين الذين وهبوا كل ما لديهم بقتل الحياة وبمعناها الاوسع فالشخص الذي يأتي بطمع دفع الرواتب له يجد من مصلحته استمرار دفع تلك الرواتب ولا يمكن استمرارها الا ببقاء النزاع قائما وتوقفه لا يتم الا بإرغام هؤلاء ومن خلال مراقبين دوليين كما ذكرنا . 

Share |