في بادئ كلامي أحب أن انوه على شيء . عندما يتحدث إنسان في موضوع ما خاصة وهو اختير لطرح موضوع مهم جدا فعليه أن يراعي الله في المرأة وأن يكون منصفا لا متحيزا لأبناء جنسه وإن دل ذلك على ما يتمتع به ذلك الشخص من عقلية متعجرفة تجاه المرأة فالأخ الذي اجري معه الحوار قد حمل كل ما يحدث من مشاكل وطلاق للمرأة متناسيا جبروت الرجل وعنفوانه وما يمتاز به من تسلط نتيجة للجهات الساندة له مفسرا وللأسف الشديد الوظيفة الإلهية التي منحت له وهي القوامة لأجل ترأس العائلة بشكل صحيح وإقامة الحق والعدل لا. للتسلط والعدوان واستخدام العنف ضد المرأة فطالما أنت اخترت من قبل القناة لمناقشة هكذا موضوع مهم وحساس والغرض من المحاورة هو إيجاد الأسباب الحقيقية المبررة للطلاق والحد من الأسباب الغير داعية له عن طريق الإرشاد والتوجيه سواء للمرأة أم للرجل فكليهما يتحملان المسؤولية فلا تحملها لشخص وتترك الآخر ليفعل فيما بعد ما يروق له طالما يجد الشرع والقانون والناس بجانبه و تبقى هذه المظلومة لا حول ولا قوة لها .فعندما تطالب المرأة بالمثول في بيتها رغم ما تتعرض له من قسوة وضرب وأهانه واحتقار وعدم مراعاة الله في حقوقها بل يطالب الدولة بعدم صرف النفقة لكي لا يكون حافزا للطلاق .فهذا يعني انك تجبرها لعمل ما لا يحمد عقباه .فعليك أن تنبه بأن الطلاق حلله الله ولكن للحياة الميؤوس البقاء فيها مشترك و هناك أسباب بسيطة لا تستدعي الطلاق بل وتتم معالجتها دون أن نلجأ إلى المحاكم سواء كانت من قبل الرجل أم المرأة .والآن أ تناول الأسباب الموجبة والغير موجبة للطلاق بما يرضي الله لا بما يرضي بنات جنسي ..

أولا ..عندما يكون الزوجان موظفين في الدولة أي أن حالتهم المادية جيدة وتنشب خلافات بين الزوجة وأم الزوج وهذه الخلافات مستديمة وتصل إلى درجة الطلاق فلماذا لا يستقل الزوج مع زوجته في بيت لوحدهما تفاديا للطلاق والابن البار لا يمنعه خروجه من التودد إلى أهله .وأنت أيتها الأم عندما ترين ولدك متمسكا بك ولا يستطيع أن يفارقك فلماذا لا تسعديه من خلال حسن المعاملة مع زوجته .وبالذات إذا كانت من غير محافظة والدة الزوج تطردها من البيت وهو يقول لها لا استطيع أن اترك أهلي .ماذا تفعل الزوجة وهي غريبة عن المحافظة .ففي هذه الحالة إذا حصل الطلاق من يتحمل المسؤولية بالتأكيد الزوج .

ثانيا .. عندما يكون الزوج ميسور الحال والزوجة موظفة وهو يريدها أن تترك الوظيفة علما بأنه لم يقصر معها بأي شيء من احتياجات واحترام وأخلاقه جيدة معها في البيت فلماذا الزوجة تطلب الطلاق مقابل ترك الوظيفة فهنا الطلاق ليس ابغض الحلال عند الله بل سيلحق الزوجة أثما لان الوظيفة غير مطلوبة للمرأة الغير محتاجة شرعا واقتصرت الوظيفة للمحتاجة والمضطرة شرعا فعليها ليس ترك الوظيفة فقط بل أطاعته واحترامه طالما هو يريد راحتها وحريصا عليها من جميع الجوانب فهنا تتحمل المسؤولية كاملة أمام الله والقانون إن بادرت إلى طلب الطلاق ..

ثالثا .. إذا كانت هنالك مشاكل بين الزوجين والسبب هو الزوج وبدون أن يوضح الأسباب بل حتى الأطفال يتضجرون من والدهم بسبب هذه المشاكل التي باتت لا تفارقهم كوجبات الأكل وأحيانا أكثر علما بأنه لا يمتهن أي مهنة وليس بمستواها الثقافي والتعليمي وعندما تعود إلى بيتها لتستريح من عناء الوظيفة ولو ذهنيا ونفسيا أما جسديا فلا تجد أي راحة فأعمال البيت تنتظرها فهنا اسأل ا لمتحدث إذا كنت أنت الرجل تتحمل هذا وأنت لديك مسؤولية الوظيفة فقط بل هي البيت والوظيفة والمشاكل فلماذا تطلب من المرأة التحمل ففي هذه الحالة أوجب الله الطلاق لحياة ميؤوس الاستمرار فيها لان الاستمرار يؤدي إلى انهيار العائلة .

رابعا ..إذا أرهقت المرأة الرجل بطلباتها الغير ضرورية وهو ليس له القدرة وذات إمكانية محدودة وكذلك من النساء اللواتي يخرجن كثيرا والزوج لا يرغب بذلك أو أنها غير ملتزمة دينيا وأخلاقيا فهنا واجب الرجل تأديبها وإن لم تمتثل فهي تتحمل تبعات الطلاق شرعا وقانونا .

خامسا .. هنالك حالة أخرى تكاد تكون غريبة حينما نرى الأب يتخذ موقفا عدائيا من أبنائه أما بسبب حب الأم لابنها أم انه مستغلا قوامته بطريقة غير صحيحة وغير تربوية وتؤدي إلى إفساد الابن كالضرب والمشاكل المستمرة بدون مبرر وبسبب وبدون سبب مما يؤدي إلى انحراف الابن وربما خروجه من البيت ففي هذه الحالة وهي موجودة فعلا وليس افتراضية ماذا يكون موقف الأم وهي ترى ولدها يتحطم نتيجة جهل والده هل تتحمل مراعاة لنظرة المجتمع وتضحي بإبنها بالطبع لا طالما هي واثقة من نفسها وأخلاقها فعليها أن تعمل بما يرضي الله ويصلح ولدها ..

وأخيرا لابد أن يكون للإعلام دورا بارزا في هذا الموضوع من خلال بث البرامج التثقيفية وإقامة الندوات لعرض المواضيع التي من شئنها أن تحد من ظاهرة الطلاق ومنها توجيه الآباء حول كيفية التعامل مع أبنائهم وفقا للظروف الحرجة حاليا وكيف يستخدم قوامته بالشكل الذي تكسبه احترام أسرته وتوجيه الزوجة كيف تقف بجانب زوجها في أصعب الظروف وخاصة مع الذين لم يحالفهم الحظ ماديا وان تكون معه لا ضده