الحرية والسياسة في المنظور الغربي/ابو هدى الشطري
Sat, 20 Oct 2012 الساعة : 0:59

يخطيء من يضن ولو ظنا" ان الحرية قيمة مجردة في منظور الحضارة الغربية تكتسب قوتها من ضروتها الذاتية باعتبارها من ثوابت قيم الانسان المولودة معه والتي لاعلاقة لها بالمواقف السياسية ..يخطيء من يظن ذلك لان مامن شيء عندهم سواء كان على مستوى المفاهيم او القررات الاونظرو من خلاله الى مصالحهم ..فتارة يمنعون عليك ان تتحدث في هذا الاتجاه لانه يتقاطع مع مصالحهم ..ولكنهم لايقولونها بل يلبسونها ثوبا"اخر ويضعون لها سببا"بصيغة اخر ..
وتارة يسمحون لانفسهم ان يفعلوا كل شيء لان مصلحتهم في ذلك ويضعون له اسبابا" بعبارات براقة جميلة ..
ان الحرية عندهم ذات طابع نسبي متحرك وكذلك حقوق الانسان يرفعونها متى شاءوا ويصمون اذانهم عنها متى شاءوا ..وهذامانلاحظة فيما يسمى بالربيع العربي ..فهم يجيشون الجيوش ويتدخلون بشكل سافر في ليبيا وسوريا تحت عنوان حقوق الشعوب في تقرير المصير ..ويتامرون على ثورة اليمن وعلىثورة شعب البحرين حفاظا"على نظام الحكم فيهما مع العلم ان الانسان هو الانسان وتقرير المصير واحد لكلبني البشر ..وحينما تمنع اجزائر استيراد الخمور تقوم قائمة وزير التجارة الخارجية الفرنسي بدعوى ان هذا النع مخالف لقوانين حرية التجارة ..ولكنهم من جانب اخر يخافون من قطعة قماش تضعها البنت المسلمة فوق راسهافي فرنسا فيشرعون قراران يمنعها لانها تضر بالامن الاجتماعي كما يقولون !!! فتسقط قيمة الحرية في الاعتقاد وحرية الاختيار التي يتشدقون بها ويعتبرونها من خصوصيات حضارتهم ..وحيمنا يتم حرق القران الكريم مثلا"على يد القس الاميريكي (تيري جونز )وتحت اشرافه ويحتج المسلمون على ذلك تجيب الدوائر الامريكية ان هذا يدخل في اطار حرية التعبير واحترام الحرية الفردية ..وانه ليسفي وسعهم منعه لان المنع قمع لحريته..
ولكنهم يسوقون المفكر والفيلسوف الفرنسي (روجية غارودي)الى السجن لانه ناقش في مدى مصداقية محرقة اليهود على يد (هتلر)او كما يسمونها (بالهولوكوست)فرمو حرية التعبير وحرية التفكير وراء ظهورهم لان مصالحهم تقتضي ذلك ..
وحينما تتم الأساءة للاسلام من خلال االأساءة لركن المقدسات فيهوهو نبيه الكريم محمد(ص)ويتظاهر المسلمون في كل الدنيا احتجاجا"على اهانتهم والاستخفاف بعقيدتهم نسمع الرد صريحا"من كل الدوائر الغربية وعلى اعلى المستويات ان هذا جزءمن حرية التعبير المكفولة لديهم
ولست أدري اين ذهبت هذه الحرية حينما يتخذ الاتحاد الاوربي قرارا"بمنع البث الفضائي (لقناة العالم )وقنوات اخرى عبر القمر الاوربي (هوتبيرد)..
ان الحضارة الغربية بنت وجودها على ركزتي القوة والهيمنة..والحرية عندهم جزء من القرار السياسي ليس الا..وهوما يجب علينا فهمه وان نعيد النظرفي موقفنا ونربي ابناءنا على هذاحفاظا"على ثقافتنا وقيمتنا وعقائدنا التي بها اعز الله اسلافنا وحينما طلبنا العز في غيرها اذلنا الله فتسلطت علينا الكلاب والذئاب


