جانب من خطبة الامامة بالعقل والنقل للمرجع الشيخ محمد محمدطاهر الخاقاني/فاطمة ال شبير الخاقاني

Fri, 19 Oct 2012 الساعة : 23:44

 

تطرق الوالد الشيخ محمد محمد طاهر الخاقاني في موضوعة اثبات الامامة بالعقل والنقل في احد خطب الجمعة*، حيث بين جانبا من البحث كما يلي:

(( إثبات الإمامة بالعقل والنقل ))

نتعرض إلى إثبات الإمامة تارة من زاوية الدليل العقلي وعلى أن يقع على أنحاء.

1- وجوب الإمام إن يكون معصوما لأن من كان غير معصوم يحتمل في حقه الخطأ والنسيان وهذا ينافي إن يكون إماماً كما ورد في قوله تعالى(لاينال عهدي الظالمين)فان كل من تلبس بالظلم والجور أو مخالفة النفس فانه يوجب عدم تناسب ذاته للقيام وللحفاظ على حقوق الأمة فان من لم يحافظ على نفسه كيف يحافظ على حق غيره.

2- أن يكون الإمام منصوصا عليه فلا يعقل أن يموت القائد بدون إن يرجعهم إلى من ينوب عنه فمثل النبي(ص) لايمكن أن يدع الأمه هملا من غير قائد فلا بد إن يوكلهم إلى خليفة شرعي من قبله(ص) وإلا كان ذلك موجب لإهمال الأمة وجعلها ترعى من غير راعي.

3- إن الإمام يجب إن يكون حافظا للشرع عالما بجميع أحكام الله تعالى المودعة في كتابه لانقطاع الوحي بموت النبي(ص) وقصور ما يفهمه الناس من الكتاب والسنة عن جميع الأحكام فلا بد من إمام منصوب من الله تعالى عالم بجميع أحكام الله تعالى منزه عن الزلل في الاعتقاد والقول والعمل وغير علي(ع) لم يكن كفوا بالإجماع ان يكون هو الإمام دون غيره.

4- أن يكون الإمام أفضل رعيته للعقل والنقل وهذا لاينطبق إلا على شخصية علي(ع).

5- شرط الإمام أن لاتسبق منه معصية بينما الملاحظ من الغير قد ارتكبوا المعصية فكيف يصح أن يجعلوا خلفاء بعد رسول الله(ص) لعدم التطابق بين وعدم بين الامامة والخلافة المرشحة من قبل الناس فان الإمامة تتطابق مع الوحي الإلهي والخلافة المرشحه من الناس تتطابق مع الأهواء والرغبات.

6- الإمامة من المناصب العامة لابد إن تتصف بالعلم والورع والتقوى والزهد والإيمان بالإضافة إلى ما يتمتع به من مظاهر الشخصية كالشجاعة وهذا لاينطبق إلا على شخصية الإمام علي(ع).

بالاضافه إلى الأدلة الاثباتية قوله تعالى( كونوا مع الصادقين) فان وجوب المشايعة والمتابعة مع الصادقين يقتضي ان يكون على نهجهم في الأقوال والأفعال وليس مجرد الاجتماع معهم وهذا موجب خلاف الحكمة في الأمر بالمشايعة مع الصادقين وعدم الفائدة في الخطاب وورد عن الثعلبي عن ابن عباس أن المراد بالصادقين (محمد وعلي) وعن علي(ع) أن الصادقين هم عتره رسول الله(ص) وعن جعفر بن محمد(ع) أن الصادقين هم آل محمد(ص).

وقال الرازي في تفسيره أن هذه الآية أمر الله تعالى أمر المؤمنين بالكون مع الصادقين فلا بد من وجودهم لأن الكون مع الشيء مشروط بوجوده فلا كل زمان مع الصادقين وعدم جمع الأمة على الباطل وهذا دليل حجة وليس هذا مخصوصا بزمان رسول الله(ص) لأنه ثبت بالتواتر خطابات القرآن تتوجه إلى جميع المكلفين إلى يوم القيامة وأيضا إن لفظ الآية شامل لجميع الأوقات والتخصيص ببعض الذي لايفهم من الآية موجب تعطيل حكمها وأيضا إن الله تعالى قد أمر أولا بالتقوى وهذا الأمر يشمل كل من يجوز منه ترك التقوى ومباشرة العصيان فتدل الآية على إن كل من يجوز منه المعصية يجب عليه متابعة الذين تجب عصمتهم من المعصية وهم الذين حكم الله بكونهم صادقين و حكم الكون معهم على التقوى ويدل على وجوب متابعته لو كان جائز الصادق المعصوم منه لابد من تحققه في كل زمان فيجب وجود المعصوم في كل زمان وهذا لاينا سب صدور ذلك من الحكيم إن يلزم المعصوم من غير المعصوم.

Share |