( مقومات الاعلام الاسلامي )(حوار مع النا قد والكاتب ..يوسف الكاتب)/حاوره- صبري السعدي

Thu, 18 Oct 2012 الساعة : 0:16

 

هناك اشخاص يجذبك حديثهم عند سماعك لهم . وهم يتحدثون في اطروحات هي لك أماني تنتظر تحقيقها . وبما اني أعمل في الاعلام . وفي داخلي ما اتمناه للأعلام عامة واعلامنا الاسلامي خاصة. كنت اصغي لأحدهم وهو يقترح ويطرح مواضيع لها اهميه للأرتقاء بعمل الاعلام الاسلامي ، فاستمعت لحديثه وانا التقيه لأول مرة في المؤتمر التأسيسي لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية في العراق . الذي تم انعقاده على قاعة قناة الغدير الفضائية في مدينة النجف الأشرف . استوقفتني اطروحاته في بناء اعلام اسلامي رصين يجاري متطلبات العصر.
وها انا التقيه اليوم خارج العراق أثناء مشاركتنا في اعمال الجمعية السادسة لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية في العاصمة الايرانية _ طهران . كان وقته ثمين لتوالي جلسات المؤتمر من الصباح حتى المساء ولمدة ثلاثة ايام متتا لية . وكذلك انعقاد الدورة الرابعة لسوق الفلم ضمن نشاطات اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية . حاولت ان التقيه واحاوره اثناء استراحتنا في حدائق فندق الاستقلال في طهران . وكان حديثه يحمل الكثير من المقترحات والمعالجات التي تنهض بعمل الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية .
...اهلا بك استاذ يوسف..
وعسى ان لا نأخذ من وقتك الثمين لأجراء حوار معك عن اعلامنا الاسلامي وما يحتاجه لمواكبة عصرنا ونشر رسالتنا الاسلامية من خلال الاذاعات والتلفزيونات .
يوسف الكاتب _
بكل سرور.. اهلا بكم ولا بد من اجراء الحوارات التي تصب با لفائدة لأعلامنا الاسلامي .
س _ اذن كيف ترى اعلامنا الاسلامي ؟
يوسف الكاتب _
هناك مقوله أنا أؤمن بها ايمان كبير للأمام الخميني الراحل( قدس )
( ان عجلة الدنيا تقوم على الاعلام ) فلنأتي نسلطها ونسقط الضوء على واقع اعلامنا الاسلامي . نحن كإسلاميين لم يكن مسموح لنا العمل في الاعلام بسبب الطاغوت والحروب والاضطهاد حيث كان لدينا شبكة عراقية واحده هي الاذاعة والتلفزيون في الصالحية ببغداد . وكذلك الاعلام المقروء كله مجير لصالح ا لنضام . وعندما لاتمدح النضام لاتوجد لك فرصه للعمل في الاعلام.
س _ ولكن حاليا هناك مجال واسع لعملنا ونشر رسالتنا الاسلامية ؟
يوسف الكاتب _
بعد سقوط ا لطاغيه أصبح هناك فسحه من الامل وتأسست اذاعات وفضائيات كثيره ومتعدده ربما يبلغ عددها اكثر من( 50) فضائيه واذاعة في العرا ق. وهذا الشيء مفرح ولكن الشيء المحزن ان الفضائيات والاذاعات تشكو من جوانب كثيره فبعضها هي فئوية حزبيه ويحركها الحزب . وهذا ليس عيبا وليس اشكال عندما تكون منفتحة. وان تكون مجيره ل.. س.. او.. ص.. لا يوجد ضير اذا انفتحت على الجماهير.
س _ اذن فسح المجال لعملكم ولكنك غير راضي على عمل الاذاعات والفضائيات ؟
يوسف الكاتب _
ان كل عمل لابد ان تتوفر فيه رؤيا نسميها معرفه ثقافيه وتتوفر فيه تقنيه عا ليه وكذلك المهنيه. نأتي لنسلط الضوء على الواحده تلو الاخرى.
الاولى.. ان هذه الفضائيات ليس بعنوان جديد لأن العراقي كله عطاء والنخله العراقية عندما ترميها بالحجر تبتسم لك وتعطيك التمر. والمفروض ان نتعلم درس من النخله ا لعراقيه . انه من يختلف معنا لا نسقطه وانما نتعامل معه بالحسنى كا لنخله عندما ترمى با لحصى..
نستنتج من هذا سؤال ماهي السلبيات التي ترافق فضائياتنا ؟
س _ عذرا للمقا طعه .. هل تحدد لنا اهم السلبيات ؟
يوسف الكاتب _
عدم المهنيه والحرفيه . لا اقول لا يوجد المهني ولكن بنسبة كبيره . نعم يوجد في الاسلاميين الحرفيين والمهنيين ولكن العدد الاكبر ليس كما نريد من ا لمهنيه . واصبحنا ضد المقوله التي تقول( الرجل المناسب في المكان المناسب ) لكننا نعكسها ونقول الرجل اللا مناسب في المكان المناسب يتبوأ مقعده في الفضائية او الاذاعه وتقول له خطط واعمل ونفذ . هذه السلبية الكبيرة
الموجودة في كثير من الاذاعات والفضائيات وكثير من الوسائل الاعلامية . وهي عدم وجود القائد المدبر الاعلامي الذي يحاول ادارة القنوات . ولو اجرينا احصائية ترى مستواهم الاكاديمي انه لايوجد لديهم تحصيل اكاديمي . ولا توجد لديهم رؤيا اعلاميه . وتستشف من خلال ما يطرح... هذا اولا...
اما ثانيا ..هناك تكرار في البرامج وترى فضائية تكاد تشبه الفضائية الاخرى . وهناك مشكلة كبيرة بخصوص البرامج الدينيه وبرامج الدراما. فأغلب فضائياتنا لا تستطيع ان تعمل على الدراما ليس لكلفة الانتاج فهناك لدينا فضائيات لديها ميزانيه اكبر من الشرقيه في العدد والماده. مثلا هناك فضائيه قدمت في رمضان دراما اسمها........... يخجل حتى المجنون ان يتابعها ويكتبون الاشراف العام فلان . طيب اين الاشراف . حركة الكامرة خطأ . سيناريو لا يوجد . تمثيل مهزلة . لقطات خطأ . ارتجال . اذا نحن لا نعمل في الدراما . وانا اقول كل فضائيه لا تفعل برامج الدراما فمشاهديها يكونوا قله .
س _ هذا في الدراما .فما رأيك بالبرامج الدينية التي تقدم ؟
يوسف الكاتب _
البرامج الدينية دائما يثبتون الكامرة ويخرج رجل معمم نصف ساعة او ثلاثة ارباع الساعة يتكلم وفي الفضائيه كل شيئ محسوب . اللقطات. اللوكيشن. الوقت . الاضاءة .الفواصل . اذن نحن في اي زمن ... الكامرة ثابتة وهو يجر بالكلام وكأننا في القرون الوسطى . الان نحتاج الى خطاب ديني جديد يواكب الشباب .ثم وحتى حركة الكا مرة لابد ان نحاول نرمي اللقطة . نغير اللقطات. نغير بحجم ا للقطة . نغير بالأضاءة .الموسيقى . نحرر هذا الموضوع .واغلب البرامج الدينيه غيرمشاهده لماذا. لان رتابة في الطرح .الوقت كبير. ضعف بالموسيقى . ضعف بالديكور. ضعف باللوكيشن . ضعف بالاضاءة .
س_ هل تبين لنا الحل الامثل ؟
يوسف الكاتب _
الان شبابنا امامه آللاف القنوات موجوده . ولديه الكنترول. و كذلك هناك سباق .الشباب يبحثون عن قناة فيها اكشن . فيها سرعة. فيها فكر. اذن هل من الممكن للشاب اوالشابه ان يشاهدوا البرامج الدينية ؟
اقول نعم اذا كان هناك طرح جد يد .الناس تنتبه له وبأسلوب حديث وليس بأ سلوب المحاضره. فالمحاضره لها ساحتها . اما الطرح الديني عن طريق الفضائية يجب ان يكون خاضع لاساليب معاصرة تخاطب الشباب .
س _ ولكن هناك برامج وبعدد كبير تقدم .هل هي دون المستوى المطلوب ؟
يوسف الكاتب _
لحد الان أنا اقول ان اغلب فضائياتنا عندما تسأله .. كم عدد البرامج لديك .. يقول لنفرض (20) برنامج... اذن اعطني برنامج واحد يشد الناس وله تأ ثير بالجمهور.. فأني ارى عدم وجوده.. فما هي الجدوى من انشاء فضائية مشتره ، ومتكرره ومستنسخه واحده من الاخرى. لابد ان تكون برامجنا المباشرة والتسجيلية مفتوحه مع الجمهور ولها تأثير على الشارع لانك تقدم الخطاب للأحياء وليس للأموات. اذن فالأحياء من هم ؟ فأنا في اعتقادي نفكر كفضائيات كأذاعات بالحصة الاكبر والحصه الاوفر للذي اسميهم الربيع وهم الشباب . واذا لم نخاطب الشباب فلا خير بالفضائية
س_ هل هناك برامج تراها تعم بالفائدة المرجوة لو استثمرت ؟
يوسف الكاتب _
البرامج الرياضية يجب ان نستثمرها استثمارا جيدا وممكن لرسالتنا الدينية ولرسالتنا الأسلامية ان نبعثها من خلال السيجي ومن خلال الفاصل بين الاشواط . اذن وضعت انا ما اريد من خلال البرامج الرياضية . انا دائما اتمنى ان تتوفر المهنية والحرفية والناس الاكفاء لابد ان يعملوا في المحطات الاذاعية والتلفزه . ثم هناك مسأله ..أنا اقول مثلا عندما اشاهد افلام كارتون سعوديه يظهرون فيها عملية الوضوء على مذهبهم . فلماذا فضائياتنا لا تعرض فواصل تظهر فيها طريقة الوضوء على مذهبنا . لان هذه الصورة ترسخ في ذهن الطفل . وبرامج الاطفال هي الاخطر من برامج الكبار وكما في القول المشهور( التعلم في الصغر كالنقش على الحجر ) اذن الاطفال حتى لايتابعو قنوات اخرى لابد لنا ان نعبئ اطفالنا بعقائد مبسطه تتناسب واعمارهم. وانا أكثر تأكيدي على الفواصل وأقول ولا فضائية تقدم فاصل عقائدي .
س _ اذن لابد من التركيز على برامج الشباب والأطفال . ولكن ماهي الامور الواجب تعبئتها بصوره عامة ؟
يوسف الكاتب _
نعم هناك نقطه مهمه يجب تعبئتها في فضائياتنا . فنحن لدينا فكر وعقيدة ومعرفة واسلام . فيجب ان يقدم الفكر والعقيدة والاسلام والمعرفه وحتى شخوصنا التاريخية الرجالات التي ساهمت بترسيخ ا لعقيدة المحمدية والعلوية الاصيلة بأسلوب عصري وليس بأسلوب المعمم الذي يقف وراء الكامرة لمدة ثلاثة ارباع الساعة والكامرة استوب كادر على حاله واحده . اذن اين فواصلنا . اين هويتنا . اين انتماؤنا للوطن . برامجنا يجب ان تنتمي للوطن . تنتمي للجمهور . لابد أن تنزل للشارع وترى معاناته واحاسيسه .أنا ارى بعض فضائياتنا تحاول ان تكون صدى للشرقية فيا اخي الشرقية لها اهدافها المحددة والواضحة لتسقيط شبكة الاعلام العراقي. ولتسقيط الحكومه ولتسقيط الانسان العراقي .اذن لابد لنا كأ سلاميين ولدينا رساله وواجبنا ان نصنع انسان ومجتمع حسب المعايير الالهية .هم يريدون ان يصنعو انسان ومجتمع حسب الماكنة الغربية الهمجية التي تحاول ان تقتل الفضيلة عند الأنسان .اذن هويتنا لها مميزاتها فلابد ان اظهرهذه المميزات وهناك كلام جدا جميل يقول( لا ينتشر الهدى الا من حيث انتشر الضلال ) فيا اخي قدم لي الهدى
والفضيلة وقدم لي التقوى والصدق . دعني اشم من خلال اعلامنا الاسلامي رائحة الصدق ورائحة المثل ورائحة القيم واصدرها للناس .والناس ستقوم بمتابعتها . رصيدي الحقيقي في الاعلام الاسلامي هو الجمهور .هناك رأي انا لا اتفق معه بأن فضائياتنا ان لم تقدم الاغاني فلا احد يتابعها .. ولكن هذا الكلام غير صحيح وغير سليم . لانه ..اغلب القنوا ت الاخرى تعرض الاغاني وتعرض الابتذال ولكن لا يشاهدها الجميع .
س_ نستشف من خلال حديثك ان هناك مشكله داخل كادر الفضائية او الاذاعة ؟
يوسف الكاتب _
المشكلة الاساسية هي من يرتقي سلم الفضائية اي المسؤول . يجب ان يعبئ تعبئة معرفية كونية وبمستوى ثقافي ويعرف تماما هويته وانتمائه وجذوره. واقدم لك مثالا ..من خلال جلوسنا في هذا اللقاء وامامنا هذه الحديقه وامامنا الورود الجميلة الكثيرة . فهناك رأي لبنت الهدى رحمها الله جميل جدا..تقول...الوردة جميلة .. لكن متى تكون جميله ..عندما تكون في مكانها الجميل .. وعندما تقطعها من غصنها ستصبح غير جميله .. لا نك تقوم بشمها وترميها حتى تسحق تحت الاقدام . ولماذا فقدت الوردة جمالها لانك فصلتها عن جذورها وفصلتها عن هويتها .
فالأعلام الاسلامي اذا لم يرتبط بالجذر و بالهوية وبالانتماء و بالعقيدة ويستل نظريته من القران ومن أئمة اهل البيت عليهم السلام . فبالتأكيد الاخرين لا يستطيعو ان يشاهدوه او يسمعوه .وانا اقول ان اعلامنا الان اعور . فأما ان يتجه الى العمى واما ان يبصر . متى يبصر . حينما ينتمي الى العقيده والى القران والى المعصوم والى تاريخه يبصر النور. وخلافه يتجه نحو العمى .وانا اقول ما زال اعور وانا اخشى من حالة العمى.
س _استاذ يوسف كل ما تطرحه من امنيات هو امنياتنا للرقي بأعلامنا الاسلامي ..الحوار معك جميل .وان شاء الله يأخذ بكل ما تطرحه من قبل القائمين على الاذاعات والفضائيات وهو تقويم ايجابي للعمل بمهنيه.
يوسف الكاتب_
شكرا لكم على هذا اللقاء الجميل والذي قدمنا فيه رأي متواضع وبسيط وأتمنى ان تكون ردود فعل معينه ناقده على الكلام نسمعها ونراها .وانا ا كرر كلام ا خير .ان لم نستمع الى النقد فلا يمكن ان ننهض بأعلامنا الاسلا مي .لان الامام علي بن ابي طالب عليه السلام . يقول (من مدحك فقد ذبحك ) ونحن لسنا بحاجه الى المدح وانما علينا ان نشتري النقد ونستمع.
...شكرا لك من القلب .وفقك الله
حاوره
صبري السعدي
Share |