الى وزارة التربية والتعليم العراقية مع التقدير/عباس الصالحي
Wed, 17 Oct 2012 الساعة : 23:27

نطالب التلميذ والطالب بالاجتهاد وبذل المزيد من الجهد لكي ينجح ويحقق اعلى الدرجات وهذا جيد ، ونطالب المعلم والمدرس بالجد وتقديم افضل مالديه من جهد ومعلومات للتلميذ والطالب وهذا جيدا وممتاز ، لكن اذا كانت مطالباتنا هذه غير واقعية ولا مبنية على ارضية صحيحة ستكون مجرد دعوات لا معنى لها ولا خير يُرجى منها
علينا اولا توفير العوامل الرئيسية لتحقيق النجاح بكل انواعة واقصد النجاح في الدراسة وفي بناء جيل يعتمد علية البلد مستقبلا ونجاح المعلم والمدرس في بناء شخصية قوية وقادره على العطاء من خلال بلورتها مع الظروف المحيطة به ولتحقيق كل هذا يتطلب الامر منا :
اولا ايجاد مكان للدراسة وهي (( المدارس )) التي يجب ان تكون مهيئه لحمل هذا الاسم ونعني مجهزة بكل ما من شانه ان يطور وينمي قدرة التلميذ او الطالب ويعطي المساحة الكافية لخراج مهارة وقدرة الطالب على الابداع ،ولكن اذا كانت هذه المدارس وهي الركيزه الرئيسية تكون مجرد بناء متهالك هذا ان وجدت ولا تحوي ابسط الاشياء وهي مكان لجلوس التلاميذ فنشاهد في كل رحلة يجلس اربع تلاميذ والباقي يجعل من الارض مكان لجلوس فيفترشها ويجلس مضطر وذلك لان الصف الواحد يحتوي على اكثر من 70 تلميذ فهل من المعقول ان نتصور مجرد تصور ان هذا الصف او هذه المدرسة يمكن لها ان تخُرج لنا جيل متعلم او معلم يستطيع ان يوصل الفكرة او المادة لعقل هؤلاء التلاميذ مهما كانت قدرته او خبرته انا اتصور هذا ضرب من الخيال
هذا اولا اما ثانيا فنحن وفي جميع مراحل الدارسة واقصد في جميع المحافظات بدون استثناء لا نراعي ولا نقيم وزن للحالة النفسية للتلميذ او الطالب وكذلك للمعلم او المدرس وهي شيء لا قيمة له ولا يمكن النقاش فيه واذا كان هناك طالب او مدرس متعب نفسيا بسبب مشكلة ما شخصية كانت او عامة يكون جوابنا له (( اذا ما ايعجبك اجلس في بيتكم )) وهذه كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ليس على الشخص فحسب بل على جميع الاصعده فهي سيكون لها مردود سلبي على الطالب والمدرس وعلى الوضع التعليمي بصوره عامة وفي جميع الدول يكون هناك مدرس او معلم تكون مهمتة هي المتابعة النفسية لكل طالب او تلميذ ومراقبتهم بشكل مستمر ويكون للمدرس قيمة عالية يشعر من خلال الاحترام والتقدير الذي توليه الدولة والمجتمع له انه انسان ذا قيمة وهذا يجعل منه بالتالي يعطي المزيد
وبعد مناقشة النقطتين السابقتين ياتي دور النقطة الثالثة وهي ما تقوم به وزارة التربية ومديرياتها مشكورة بجعل من المعلم والمدرس كرجل الي فهو يدرس في مدرسة وهو احد كوادرها وتقوم بتنسيبة على مدرسة اخرى لسد النقص او الشاغر مع العلم ان اغلب المدارس تعاني من الشواغر فيكون على المعلم او المدرس تدريس مادتين او اكثر في بعض المدارس بينما نشاهد طوابير الخريجين تزدحم على تعيينات البلديات او غيرها من التعيينات فهل من المعقول تحطيم ركن اساسي في اي دولة بحجة عدم تخصيص درجات للتعيين وهل من المعقول لا يمكن للوزارة المطالبة من اجل تعيين هؤلاء الخريجين لسد الشواغر في المدارس والمطالبة بذلك سواء عن طريق الوزارة او مجلس الوزراء او البرلمان وغيرها من الطرق الاخرى
وللتذكير فقط توجه بعض الصحفيين بسؤال يوما لرئيس وزراء اليابان وهو كان كيف استطاعت اليابان ان تبني نفسها بهذه السرعة ؟
فقال : جعلنا من المعلم والتعليم هدفنا الاول فقدمنا لهم كل الاهتمام والعون
وبعد هذا السرد احببنا ان نسأل نحن كذلك
وزارة لا يمكن لها بناء مدارس ولا تطوير مدارسها الحالية ولا تعيين مدرسين ومعلمين لسد النقص الحاصل في المدارس ولا احترام المعلم والمدرس ولا مراعاة الحالة النفسية للتلميذ والطالب فماهو عملكم اذا الرجاء اعلامنا لكون حار التفكير بنا ووقف العقل عن فهم وزارتكم وطبيعة عملها
هذا ولكم الشكرمع التقدير
واتمنى ان تكون رسالتي قد وصلت لكم وفهم الكل معناها


