سيرة أنصار الإمام الحسين عليه السلام – الحلقة الثالثة ( 3 )/الشيخ جواد الخفاجي

Wed, 17 Oct 2012 الساعة : 22:14

( 3 )

-ابو الحتوف الانصاري :-
كان من الخوارج ممّن خرج على الإمام علي(عليه السلام) بعد التحكيم في صفّين، كما أنّه خرج مع عمر بن سعد لحرب الإمام الحسين(عليه السلام)، فلمّا كان اليوم العاشر، وقتل أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) وجعل الإمام الحسين(عليه السلام) ينادي ألا من ناصر ينصرنا، سمع أبو الحتوف النداء فقال: إنّا نقول لا حكم إلاّ لله ولا طاعة لمن عصاه، وهذا الحسين ابن بنت محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، ونحن نرجو شفاعة جدّه يوم القيامة فكيف نقاتله وهو بهذا الحال لا ناصر له ولا معين.
نقطة التحوّل:
من هذا المنطلق مال «أبو الحتوف» بسيفه مع الإمام الحسين(عليه السلام) على جيش ابن سعد وجعل يقاتل قريباً منه حتّى استشهد في سبيل الله.
وكان معه أيضاً أخوه «سعد بن الحارث الأنصاري»، واستشهدا معاً وسقطا صريعين في مكان واحد(1).
____________
1- انظر: الكنى والألقاب 1: 45.
وورد في حقه في اعيان الشيعة جلد 2 :- أبو الحتوف بن الحارث بن سلمة الأنصاري العجلاني‏
نسبة إلى بني عجلان بطن من الخزرج عن الحدائق الوردية في أئمة الزيدية انه كان مع أخيه سعد في الكوفة و رأيهما رأي الخوارج فخرجا مع عمر بن سعد لحرب الحسين (ع) فلما كان اليوم العاشر و قتل أصحاب الحسين (ع) و جعل الحسين (ع) ينادي أ لا ناصر فينصرنا فسمعته النساء و الأطفال فتصارخن و سمع سعد و أخوه أبو الحتوف النداء من الحسين و الصراخ من عياله قالا انا نقول لا حكم الا لله و لا طاعة لمن عصاه و هذا الحسين ابن بنت نبينا محمد ص و نحن نرجو شفاعة جده يوم القيامة فكيف نقاتله و هو بهذا الحال لا ناصر له و لا معين فمالا بسيفهما مع الحسين (ع) على أعدائه و جعلا يقاتلان قريبا منه حتى قتلا جمعا و جرحا آخر ثم قتلا معا في مكان واحد و ختم لهما بالسعادة الأبدية بعد ما كانا من المحكمة و انما الأمور بخواتيمها.

( 4 )
أبو الشعثاء يزيد بن زياد بن مهاصر الكندي :-
جاء في ابصار العين في انصار الحسين ع للشيخ محمد بن طاهر السماوي :
كان يزيد رجلا شريفا شجاعا فاتكا فخرج إلى الحسين 7 من الكوفة من قبل أن يتصل به الحر.
قال أبو مخنف : لمّا كاتب الحر ابن زياد في أمر الحسين وجعل يسايره ، جاء إلى الحرّ رسول ابن زياد مالك بن النسر البدي ثمّ الكندي ، فجاء به الحرّ وبكتابه إلى الحسين كما يذكر في ترجمة الحرّ وكما قصصناه. فعنّ مالك ليزيد هذا ، فقال يزيد : أمالك بن النسر أنت؟ قال : نعم. فقال له : ثكلتك أمّك ، ما ذا جئت به؟ قال : وما جئت به؟ أطعت إمامي ، ووفيت ببيعتي! فقال له أبو الشعثاء : عصيت ربّك وأطعت إمامك في هلاك نفسك ، كسبت العار والنار ، ألم تسمع قول الله تعالى : ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ) (1) فهرأ مالك (2).
__________________
(1) سورة القصص : 41.
(2) تاريخ الطبري : 3 / 309 بتفاوت في النقل.
وروى أبو مخنف : أنّ أبا الشعثاء قاتل فارسا فلمّا عقرت فرسه ؛ جثا على ركبتيه بين يدي الحسين فرمى بمائة سهم ما سقط منها إلاّ خمسة أسهم ، وكان راميا وكان كلّما رمى قال :
أنا ابن بهدله فرسان العرجلة
فيقول الحسين 7 : « اللهمّ سدّد رميته ، واجعل ثوابه الجنّة » ، فلمّا نفدت سهامه قام فقال : ما سقط منها إلاّ خمسة أسهم ، ثمّ حمل على القوم بسيفه وقال :
أنا يزيد وأبي مهاصر كأنني ليث بغيل خادر
يا رب إنّي للحسين ناصر ولابن سعد تارك وهاجر (1)
فلم يزل يقاتل حتّى قتل رضوان الله عليه.
وفيه يقول الكميت الأسدي :
ومال أبو الشعثاء أشعث داميا وأنّ أبا حجل قتيل مجحل
( ضبط الغريب )
ممّا وقع في هذه الترجمة :
( هرأ ) : الرجل بكلامه أكثر الخنا والخطأ به ، فمعنى العبارة : أجابه مالك بجواب غير لائق لخطائه وخناه. وربما صحفت الكلمة بهزا ، فمعناها : أجابه مالك بكلام فيه سخرية.
( بهدلة ) : حي من كندة منهم يزيد هذا. ( العرجلة ) : القطعة من الخيل وجماعة المشاة. ( مهاصر ) : جدّه وهو بالصاد المهملة ، ويمضى في بعض الكتب بالجيم وهو غلط من النسّاخ.
__________________
(0) تاريخ الطبري : 3 / 330 بتفاوت في النقل.

(1) قتال أبي الشعثاء يزيد بن زياد بن المهاصر الكندي و استشهاده

و برك [1] أبوالشعثاء يزيد بن زياد بن المهاصر بن النعمان الكندي بين يدي الحسين، فرمي ثمانية أسهم، أصاب منها بخمسة قتلت خمسة نفر و قال:
أنا يزيد و أبي المهاصر
أشجع من ليث بغيل خادر
يا رب اني للحسين ناصر /492/
و لابن سعد رافض مهاجر
و كان أبو الشعشاء مع من خرج مع عمر بن سعد، ثم صار [2] الي الحسين حين ردوا ما سأل و لم ينفذوه. فقاتل حتي قتل.
البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 405/3، أنساب الأشراف، 198 - 197/3
قال أبومخنف: حدثني فضيل بن خديج الكندي: أن يزيد بن زياد؛ و هو أبوالشعثاء الكندي، من بني بهدلة، جثا [3] علي ركبتيه بين يدي الحسين، [4] فرمي بمائة سهم [5] ما سقط منها خمسة[6] أسهم، [7] و كان راميا [8] ، فكان كلما رمي، قال [9] :

أنا ابن بهدلة
فرسان العرجلة [10] [11]
[12] و يقول حسين [13] : اللهم سدد رميته، و اجعل ثوابه الجنة.
فلما [14] رمي بها قام فقال: ما سقط منها الا خمسة أسهم، و [15] لقد تبين لي أني قد [16] قتلت [17] خمسة [18] [19] نفر، و كان في أول من قتل، و كان رجزه يومئذ [20] :
أنا يزيد و أبي مهاصر [21]
[22] أشجع من [23] ليث بغيل خادر [24]
يا رب اني للحسين ناصر
و لابن سعد تارك و هاجر [25]
و كان يزيد بن زياد بن المهاصر [26] ممن خرج مع عمر بن سعد الي الحسين، فلما ردوا الشروط علي الحسين مال اليه، فقاتل معه حتي قتل. [27] .
الطبري، التاريخ، 446 - 445/5 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، /283؛ المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، /300؛ بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام، /396 - 395؛ المحمودي، العبرات، 52/2

اخوكم
جواد الخفاجي

Share |