مباراة العراق والبرازيل/اثير محمد الشمسي

Tue, 16 Oct 2012 الساعة : 0:25

 

اختلاف كروي ايجابي وتكامل في لغة مشاعر الحاضرين
هلْ أراكْ. سالِماً مُنَعَّماً و غانما مكرما هكذا بدأت مباراة العراق والبرازيل حيث هتف الجمهور العراقي بدفْ المشاعر وقوة الانضمام الى أحضان الام عندما بدأ النشيد الوطني العراقي وانا اشاهد شباب وشيبة صغار وكبار يبكون فذهبت بعيدا بمخيلتي وقتلني فضولي فتقربت وتساءلت احدهم لماذا تبكي وكانت الاجابة لا ادري وذهبت الى فتاة في مقتبل العمر وكررت سؤالي قالت لا ادري وهكذا الشيخ والطفل أيضا ، غمرهم حب البلد الذي يعيش أزمة منذ تشكيله وجمعهم بلد بارد بجوه دافئا بتعاطفه وإنسانيته، ضمهم من شتات بلدهم الام من كل اوربا لندن النرويج الدنمرك ايسلندا فليندا ايطاليا فنجد تخلى الجميع من لغة بلاد المهجر وبدا يتكلم اللهجة العراقية مع الرغم من صعوبتها على أكثرهم لأنهم لم يشاهدوا العراق إلا من خلال شاشات التلفاز كانت ليست مباراة لكرة القدم بل كانت هيجان ولحمة وطنية قل نظيرها بكثير من الاماكن وخصوصا بين السياسيين تحدث الجميع عن الدروس والعبر ليس بالنسبة لنتيجة مباراة العراق والبرازيل التي كانت تفتقد تشجيع لعبة كرة القدم وإنما كانت تعيش مغفرة اخطاء بعضنا البعض والإبحار بمشاعر العاطفة التي لا تشتري الغموض من الوضوح ، ولو تحدثت عن تفاصيل ما حدث منذ ان تجمع الالاف المشجعين امام فندق الهيلتون في مالمو وحتى نهاية المباراة ورجوع المنتخب لكتبت سيناريو جميل بعيدا عن الاوهام العنيفة التي يريد ان يصورها البعض فمتد حبل العشق بين الجميع بعيدا عن التقاط رائحة الموت فسقيت شجرة الكرامة والإخوة حينما كانت تدخل مرمى منتخبنا الوطني الاهداف ويهتف الجمهور لحارس منتخبنا الوطني نور صبري الذي تألق بهذه المباراة فدوه ألك فدوه اي لا تحزن ، حيث سالني طفل لا يبلغ من العمر إلا عشرة او احدى عشر سنة بلهجة عراقية ناعسة ( عمو ماذا تعني فدوه الك مستفهما عن قصد هذه الاهزوجة وعند جوابي له قام يقفز بحرارة الى الاعلى مناديا فدوة الك فدوة ) عندما شرعت بكتابة تقريري هذا كنت لا اعرف ماذا اكتب هل استخدم خبرتي الرياضية واحلل المباراة فنيا او اتماشى مع عنوان خبر انزله باسمي او اكتب ما شعرت به بعيدا عن دائرة التأثير، أم اتحدث عن حب بلد سار في مسار مرتبك وكأن التاريخ كتب بريشة جدتي البالية ، العنوان مباراة كرة قدم بمستوى واقعي لمنتخب العراق الذي تعالت الاصوات المتشدخة بالرياضة ، تنتقد مدرب هو على لائحة افضل مؤسسين فرق كرة القدم ، فوضع الاتحاد العراقي والجمهور واللاعبين امام تجربة واقعية بمستوى طموح بطولة كاس العالم كانت خسارة منتخبنا خسارة موضوعية وهو هذا مستوى اللاعبين المتواجدين في الساحة الكروية العراقيه فرجائنا كمتابعين ورياضيين ومهتمين دعوا خلافاتكم ودعوا فلسفلتكم الفارغة بعيدا عن المدرب زيكو ليكون لكم فريقا وكرة قدم موسوعية ، لأن زيكو تفاعل مع صوت الجمهور العراقي وهو ينادي وبصوت واحد زيكو زيكو ايمانا منهم بهذا المدرب ونحن نبقى نردد هلْ أراكْ. سالِماً مُنَعَّماً و غانما مكرما .
شكرا لك يا جمهور العراق في بلاد المهجر وشكراً لمنتخب البرازيل العالمي الذي تعامل مع المباراة بجدية وشكرا الى اتحاد كرة القدم في مدينة مالمو السويدية لأنها احتضنت هذا العرس ولقاء الاحبة من ابناء البلد الواحد على بساط المستطيل الاخضر بملعب سويد بانك في دولة السويد .
اثير محمد الشمسي
Share |