المناظرة بين بايدن و المرشح الجديد لنائب الرئيس عن الجمهوريين والتوجه العدواني ضد سورية/عبد الأمير محسن أل مغير
Sat, 13 Oct 2012 الساعة : 22:20

عرضت قناة الحر يوم( 12/10/2012) المناظرة التي جرت بين كل من نائب الرئيس الأمريكي بإيدن والمرشح لمنصب نائب الرئيس عن الجمهوريين رأيان وأوضح السيد بإيدن مدافعا وبقوة عن الضمان الاجتماعي وتخفيض الضرائب على الطبقة المتوسطة وزيادتها على أصحاب الثروات الكبيرة كما دافع عن وجهة نظر الديمقراطيين في تحديد موعد سحب القوات الأمريكية من أفغانستان عام 2014 مبررا ذلك بان الامريكيين قاموا بتدريب مائتين وخمسون الف جندي أفغاني كما أن (49%)من حلفائهم وافقوا على موعد ذلك الانسحاب في حين رد المرشح الجمهوري بان ذلك الموعد ليس مطلقا مبررا قوله من خشية عودة القاعدة إما في المسألة السورية ذكر نائب الرئيس بايدن بان سورية ليست ليبيا لا من حيث الإمكانات أو الموقع أو التحالفات فسوريه لديها كثافة سكانية كبيرة كما إن موقعها في حالة حصول أي خطا غير محسوب يؤدي إلى كوارث إضافة إلى إن روسيا لم تدع أي قرارا يمر في مجلس الأمن يسمح بإرسال قوات الى داخل الأراضي السورية وأضاف بان الديمقراطيين مع حلفائهم في المنطقة من الأردنيين والسعوديين والقطريين يأخذون بأسلوب الدعم لما يسمى بالجيش الحر وعلينا ان نحدد من هم الذين يقاتلون الأسد ألان وهل هم جماعة القاعدة وإن ما نريده هو ان تستلم السلطة في سورية جماعات نطمأن لها على حد قوله وأضاف بأنهم يدعمون المسلحين من خلال السعودية وقطر في سورية فرد المرشح الجمهوري (رأيان) كان على الإدارة ان تضع الخطط لتقويض النظام في سورية قبل ألان وقبل أن تدخل مختلف العناصر من القاعدة وغيرها الى داخل الاراضي السورية وان وجود القوات الأمريكية في المنطقة ضروريا ولو كانت لدينا قوات في العراق لاختلف الوضع تماما في سورية الان وأضاف قائلا علينا ان لا ندع روسيا ان تسيطر على سوريا بنفوذها وأسلحتها وأجاب (رأيان) على سؤال ماذا يحدث لو ان رئيس الأسد بقي في الحكم فقال بان ذلك يعزز الموقف الايراني و مثل هذه المناظرة تفصح عن العديد من المسائل الهامة منها أن الأمريكان لم يعطوا أي اهتمام لنصوص القانون الدولي واحترام سيادة الدول ولم يراعوا ميثاق الأمم المتحدة حيث يعلنون وعلى رؤوس الأشهاد بتدخلهم العلني في سورية كما أفرزت تلك المناظرة بان الجمهوريين أكثر عدوانا من الديمقراطيين وبانهم غير مستعدين للالتزام بالمواعيد التي يقطعونها كما كشفت تلك المناظرة بان محور ما يجري في الشرق الأوسط الان هو حماية إسرائيل وتدفق النفط الى الغرب حتى وان لم يذكر المتناظران ذلك صراحة حيث ان التوجه إلى إسقاط النظام في سورية أساسه إضعاف موقف إيران تعاطيا مع وجود إسرائيل وعندما سؤول السيد رأيان حول المعيار الذي يعطيه لوجود القوات الأمريكية في المنطقة فأجاب بان ذلك الوجود ضمانا للمصالح والأمن القومي الأمريكي كما أن تلك المناظرة كشفت بان الاستهداف ليس لروسيا وحسب وإنما لحلفائها والمتعاونين معها وكذلك عكست تلك المناظرة التوجه الغربي الجديد على نفس الخطى التي كانت متبعة خلال فترة الحرب الباردة بين الشرق والغرب في الحقبة السوفيتية ومحاولات الغرب الجديدة لتحجيم المصالح الروسية وبان اهم هدف استيراتيجي للاقتصاد الامريكي هو احتكار نتائج ما سمي بربيع الثورات وبان ما يجري في منطقة الشرق الاوسط هو ضمن مخطط وضع مسبقا لتغيير خارطة هذه المنطقة وان الولايات المتحدة قلقه من صمود الشعب والجيش العربي السوري وان الحزبيين متفقين على زج المسلحين المرتزقة الى داخل الاراضي السورية ويزايد الجمهوريين على الديمقراطيين بوجوب التدخل العسكري وبالتالي مطلوب من جميع الدول المحبة للسلام والامن الدوليين واصدقاء سورية دعمها بغية حسم المعركة القائمة بالنصر لصالح الشعب والجيش العربي السوري وواضحا من تلك المناظرة ايضا بان الغرب يقاتل في سورية بواسطة الاموال السعودية والقطرية وتطبيقا لميثاق الامم المتحدة وحيث ان العقوبات التي صدرت على ايران وسورية كانت احادية الجانب واذا يريد اعادة هيبة القانون الدولي من الضروري جدا خروج المجتمع الدولي على تلك العقوبات التي صدر عن الأوربيين والامريكان فقط وقد طلب في حينه من الدول الاخرى تطبيقها وهي تؤدي الان الى تدمير المؤسسات والانسان معا في هذه البلدان بفقدان الادوية والاغذية للمرضى والاطفال وكبار السن وعلى المجتمع الدولي المعاصر ان لا يعيد جريمة ما فرض من حصار على الشعب العراقي ابان التسعينات من القرن الماضي وقد ثبت بان الامريكيين ما يهمهم فقط هو ضمان مصالحهم بغض النظر عما يحصل للشعوب والبلدان الاخرى جراء تلك التصرفات وخلاصة القول بان الجمهوريين يؤكدون توجهاتهم العدوانية علنا ومن خلال الحروب والقوة الغاشمة اما الديمقراطيين فهم وان اختلفوا في الوسائل الا ان استراتيجية السيطرة على ثروات الشرق الاوسط والمواقع الهامة في العالم هما متفقان في ذلك فالحزبين في حقيقة الامر تهيمن عليهما هذه التوجهات واننا نؤكد هنا بان سورية ما يجعلها متمكنة من اعادة بنيتها التحتية بعد حسم النصر لصالحها على زمر المرتزقة هو تقديم الدعم لها برفع تلك العقوبات لان اعداء السلام والامن الدوليين مصممين على تنفيذ خططهم وما يقوض تلك الخطط ويقضي عليها عدم الاخذ بما فرض من عقوبات بشكل كيفي وخارج ميثاق الامم المتحدة و مجلس الامن الدولي والا تعتبر تلك العقوبات سابقة خطيرة تشهرها القوى الغربية بوجه أي دولة لم تقدم لها الولاء والطاعة حيث يقول نائب الرئيس بايدن اثناء تلك المناظرة بان ما فرض من عقوبات على ايران لم يسبق ان فرضت على اي دولة فيما مضي ولو تحرينا مسببات تلك العقوبات فأنها حصلت بسبب النهج المستقل الايراني بعيدا عن التوجهات الغربية و ان مفاعلها النووي هو للأغراض السلمية فلماذا يتعامى الغربيون عن ترسانة الاسلحة النووية التي تمتلكها اسرائيل وهي الكيان الوحيد الذي يمتلك تلك الاسلحة خلافا لمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية .