الثقافة الإبداعية وتنمية الإبداع في مدارسنا/رياض كريم العمري
Sat, 13 Oct 2012 الساعة : 0:54

ترتبط العقلية الإبداعية بالحضارة ارتباطا وثيقا, ولا تأتي الأفكار الإبداعية من الفراغ وإنما تحفزها أعمال وانجازات وأفكار الآخرين وهذا ينطلق على جميع جوانب الفكر من تجارة وعلوم ورياضة وأدب وغيرها , فالفكر البشري مبدع وخلاق بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
للمجتمعات أنماط مختلفة من المعيشة كل حسب الأفكار التي يتبناها والمعاني التي يجدها في هذه الأفكار, وبمعنى أدق فنحن نخلق العوالم التي نعيش فيها , ونملك القدرة على تغييرها ,فالأفكار الجديدة والرؤى المختلفة التي أطاحت بالمسلمات القديمة هي التي فجرت الثورات عبر مسيرة التاريخ الإنساني(روبنسون:2008: 16), وان الله دعا البشرية إلى التغيير الثقافي والحضاري وهذا التغيير لا يبدأ إلا من خلال الإنسان نفسه {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}الرعد11.
و يتطور الفكر الإبداعي بتمازج الأفكار والخبرات عن طريق التواصل مع ثقافات جديدة وهذا ليس عيب او نكران للهوية او الثقافة الأصل كما يدعي البعض, يذكر الشيخ الاصفي(2008: 140) بان المسلمين والأسرى جلسوا في مدرسة واحدة, لكي يتعلموا القراءة والكتابة , ولم تأنف القيادة ان يكون المشركون أساتذة للمسلمين, اذا كان ذلك يصب في خدمة الإسلام.
بالإضافة إلى ذلك ان الإسلام يضع أهداف الحياة في إطاره ومدرسته الخاصة, ولكنه يضع الإشكال والصور في إطار العلوم, وفي هذا الصدد فانه لا يدين أي نوع من الصدام او التضاد والمواجهة مع العلم فحسب, بل انه استنادا إلى الوحي وسنة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يساعد على تطوير العلم والمدنية الإنسانية, حيث أكدت سيرة المصطفى(صلى الله عليه واله وسلم) على انه اذا صدرت –أحيانا- حركة بعيدة عن منطق العلم من احد المسلمين, فيجب نقدها فورا وقلعها من جذورها . وعندما رغب بعض الصحابة من النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ان يعالج احد المرضى المسلمين عن طريق الإعجاز , قال (صلى الله عليه واله وسلم) : اذهبوا واجلبوا الحارث بن كلدة (وهو شخص متعلم من الطائف) للمعالجة. وكان تعبيره :انه رجل متطبب.وهنا لفت الأنظار إلى تقدير العلم وحرمته, وعلمهم طريق الحياة الصحيح, وكذلك حادثة موت ولده مع خسوف القمر , وحاول البعض بالترويج على عظمة المصاب ولكنه (صلى الله عليه واله وسلم) جمع الناس وقال ما مضمونه : أيها الناس ان خسوف القمر حدث على أساس السنة والنظام التكويني وقوانينه الخاصة , ولقد مات ولدي بسبب مرض خاص ألم به, وليست هناك أية علاقة تكوينية بين الحادثتين(فاضلي:1994: 71-88) وهنك شواهد كثيرة تدعوا إلى العلم والمعرف وتداولها بين الشعوب والأمم.
ويرى ماتشادو (1989م) أنه يمكننا أن نقيس تقدّم الأمة وفقاً للنسبة بين عدد المبدعين فيها وعدد سكانها قاطبة,وأن تطوير كل الناس أمر ممكن. فثروة الأمة هي ثمرة عقول مواطنيها, فكلما تضخّم عدد الأذكياء المبدعين، فإن البشرية ستتقدّم أسرع. ويقول: إن الغد يعتمد على تربية اليوم بالنسبة لكل الناس، وإنه لا شيء ، على الإطلاق يمكنه أن يكون أكثر أهميّة من هذا، وهو البدء في بناء المستقبل منذ الآن .والأهم من هذا، فهو يؤكد أن بمقدور كل من الفرد والشعب أن يكون سيّد قدره. "فالأمم التي لا تصمّم على الإصلاح الجذري لأنظمتها التربوية ، ستؤول إلى مستعمرات على نحو قاطع. فليس هناك من قطر لا يكون بالكفء لأنه مستعمر، بل إنه مستعمر لأنه ليس بالكفء.
ومن أجل ذلك، دعا ماتشادو (1989) لبناء برنامج تعليم شامل للذكاء في فنزويلا، بحيث غطّى مستشفيات الولادة، والجمهور والمدارس والجامعات والقوى المسلحة، وأفراد الخدمة المدنية. واهتم المشروع بالطفل حتى وهو جنين في رحم أمه. فهو يُدرّبها كيف تعتني بجنينها وطفلها. فالأعوام الستة الأولى من عمر الطفل ذات قيمة كُبرى في حياته المستقبلية.
ويقول : كل الأطفال العاديين موهوبون. والأطفال الموهوبون مجرّد أطفالٍ عاديين، لاقوا العناية الفائقة. فإذا سمحنا للقلّة أن تُطوّر ذكاءها، فإنها ، لا مناص، ستحتكر القوّة. وهناك الطغيان الأعظم, وهو يرى أن الخالق وهبنا العقل كطريق يُنير العدل, فالخالق لا يُميّز بين الناس والامتيازات من صنع البشر أنفسهم( حبش:2005).
وهذه دعوة عامّة للتفكير الإبداعي الذي يحرّر الإنسان من قيود الجهل والتخلف في أيّ زمان ومكان.
ولتبني ثقافة إبداعية تعنى بتطوير الفكر الإبداعي يؤكد روبنسون (2008: 17) على القيام بأمرين:
الأول: إطلاق العنان للطاقات الإبداعية الكامنة عند كل فرد.
الثاني:البحث عن الأسباب التي تحجب وتعيق الإبداع في المجتمع بمؤسساته المختلفة.
وكلا الأمرين نحن بعدين كل البعد عنهما سوى على المستوى التعليمي والمؤسساتي وما يهمنا في بحثنا هذا هو المؤسسة التعليمية التي هي الآن العائق الأكبر للإبداع ونقول ذلك وبمرارة فأنها تخنق دوافع حب الاستطلاع والإبداع، أن المدارس تعلم الطلاب الامتثال Conformists والاستصفاح Stereotyped بدلاً من أصول التفكير والإبداع، لقصور سياستها ومن جانب أخر ان هم المؤسسة التعليمية هو رفع نسب النجاح ولو كان بقرارات (الكيرف) .....الخ ما هكذا تصنع الحضارات؟.
لابد من تبني الإبداع وإشاعة ثقافة الإبداع للحاق بركب الأمم, ولكي نكون رقما صعبا... ولكي نكون امة منتجة لا مستهلكة... ومصداق لقوله تعال }كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ{ آل عمران110,فالعالم اليوم أمام سرعة التغيرات والتطورات الحاصلة في مختلف المجالات , نعيش عالم (النانوتكنولوجي), نتخيل انه منذ ثلاثة آلاف عام والى الآن يتقدم الزمن خمسين عاما كل ستين ثانية, اذا كنا لا نملك القدرة على صنع المعرفة فلنكن لدينا القدرة على نشر المعرفة حتى لو كانت مستوردة . أما آن الأوان ان نستفيق من هذا السبات الذي مللناه والتردي المعرفي , أمامنا تجارب الأمم الأخرى وليس عيبا الاستفادة من تجاربها ولكن كل العيب ان نبقى حبيسي التخلف, لابد من وضع رؤية مستقبلية يقول عالم الاجتماع الألماني Fred Potak ان العامل الأول في تحقيق النجاح في كل الحضارات كانت تلك الرؤية الجماعية للمستقبل الذي ينتظرها. ويذكر السويدان أيضا (2003: 135) بان عالم النفس النمساوي Victor Frankl اكتشف اكتشافا هاما خلال فترة اعتقاله في معسكرات النازية , لقد وجد بداخله طاقة ترفعه فوق ظروف القهر التي تعرض لها أثناء الاعتقال , لقد كان يقوم بدور المراقب بما كان يدور داخل هذه المعسكرات, بالإضافة إلى كونه كان يعيش حياة الاعتقال فعلا, فبدأ يسأل نفسه : ما الذي جعل بغض الناس يعيشون هذه الخبرة المريرة بينما مات الأغلبية ؟ فدرس من حوله من المعتقلين في ضوء العوامل الشخصية منها : الصحة والحيوية وهيكل الأسرة والذكاء وأساليب البقاء , ثم خلص الى ان كل هذه العوامل لم تكن السبب الرئيسي وإنما كان السبب الرئيسي الذي اكتشفه داخل الناجين من هذه المأساة هو وجود الإحساس بالرؤية المستقبلية.
نحن نؤمن بأننا أكبر وأقوى الأمم على سطح الأرض وهذا واقع من حيث توفر العوامل المساعدة ,البشرية والمادية اذا ما قيست بالأمم الأخرى, كل ما نحتاج إليه هو أن نتعرف على أنفسنا وأن نستكشف طاقاتنا وان نتبنى التميز المعرفي والقدرة على خلق المعرفة واكتشافها واختراعها ,وجودنا يكمن في علمنا وإبداعنا,وبصمتنا في الواقع وقالوا قديما ان لكل إنسان وجود واثر, ووجوده لا يغني عن أثره, ولكن أثره يدل على قيمة وجوده.وقال الرافعي ان لم تزد شيئا على الدنيا , كنت أنت زائدا على الدنيا.
من هنا لابد التفكير جديا والبدء -دون تأخير لان الأمر لا يتحمل التأخير - اولا كيف ننمي الابداع في مدرسنا:
قد نبدوا اننا ذهبنا بعيدا عن الإبداع في الإدارة المدرسية , لكن من هنا نبدأ ان نُعد للقادة التربويين قادة المستقبل نبدأ معهم منذ الصغر ,في البيت في المدرسة بعدما عرفنا بان الإبداع من السلوكيات التي يمكن تعلمها من قبل الجميع , وقد أكدت البحوث والدراسات الى ان درجات الأفراد في المهارات التي يقيسها اختبار مينسوتا للتفكير الإبداعي (MTCT) قد زادت بدرجة كبيرة بفعل برامج تعليم وتدريب خاصة(صبحي: 1992: 93), لقد أعد تورانس تقريراً حول زيارته لليابان للمقارنة بين تأثير كل من الثقافتين اليابانية والأمريكية على الإنجاز الإبداعي، وقد ذكر أنه وجد في اليابان 115 مليوناً من فائقي الإنجاز ـ وهم جميع سكان اليابان ـ بعكس أمريكا. ويفسر تورانس ذلك في ضوء ثقافة المجتمع الياباني الميسر للإبداع والتفكير الإبداعي، ومظاهر الجد والدقة والنظام والصرامة والجهد المكثف، والتدريب على حل المشكلات بدءاً من مرحلة رياض الأطفال, ( حبش:2005). لقد أدرك التربويون(الترتوري, 2006) من أمثال "تورنس وسيندي" Torrance, Sidney أن الإبداع يجب أن لا يترك للصدفة، فليس كافياً أن يكون للطفل نظرات ثاقبة ويد رشيقة A deft-hand بل يجب أن تهذب هذه الموهبة وأن ينشأ الطفل على المواظبة والاجتهاد، وقد تساءل المربون والنفسيون عن كيف يمكن تشجيع الإبداع؟، بدلاً من كيف يمكن تحديد الأفراد مرتفعي الإبداع؟، وتوصلوا أن هناك كثيراً ما يمكن عمله، وقد حدد "روجرز" Rogers شرطين يؤديان إلى تنامي قدرة الإبداع لدى الفرد، وهما:
الشرط الأول: الأمان النفسي Psychological Safety
الشرط الثاني: الحرية النفسية Psychological Freedom
ولتوضيح الشرط الأول ولنا معه وقفة لأنه كما نعتقد يشكل المرتكز الأساسي لتنامي قدرة الإبداع لدى الأفراد او الإجهاض عليه, ويعتبر علماء النفس والاجتماع ان من فقد الأمان النفسي يعتبر يتيما لأنه من أقسام الشعور بالأمن الذي قسموه الى ثلاثة أنواع:
1. امن بيولوجي ويعني ان يشعر الإنسان بأن جسده امن من الإخطار والإمراض والأوبئة.
2. امن حياتي ويعني ان يشعر الإنسان ان حياته غير معرضة للأخطار والزوال والانقراض.
3. امن نفسي ويعني الشعور بالمؤوى وهو يحتاجه الإنسان لانه شعور بالحماية والدفء والحنان ومن هنا اعتبر علماء النفس من فقد الأمن النفسي عد يتيما فقدان الصدر الذي يوفر له الأمن ويغدق عليه بالعاطفة والمداعبة والملامسة الحنونة, ولقد أكدت فحوصات ميكر (Meeker, 2002) لنظرية التعلق العاطفي ان الحرمان العاطفي والإهمال والإساءة التي يتعرض لها الإنسان من اهم مسببات تعرضه لاضطراب الشخصية في المستقبل وخاصة عند الأيتام.
ويرى روجرز(Rogers ) ان الأمن النفسي وحرية الفرد هما من العوامل الرئيسية للسلوك الإبداعي, فالأمن النفسي يتحقق للفرد من خلال تقبله كقيمة من دون ان يكون ذلك مشروطا (صبحي : 1992: 105) , وأكدت دراسة أجريت حول أسباب ظاهرة وفاة عدد من ساكني ملاجئ الأيتام في أمريكا ( الولايات) سنويا مقارنة بالبرازيل التي يتساوى عدد سكان ملاجئها بعدد سكان الملاجئ بأمريكا ، وبعد أخذ عينة الدراسة من الدولتان اتضح ان سبب الوفاة هو ضمور في الدماغ وتلف بعض مراكز الإحساس فيه وهو ما وجد عند عددا كبيرا من الأيتام الأمريكان فيما يعد شبه منعدم عند أيتام البرازيل ,وقد خلصت الدراسة الى أن الخدمات والإمكانيات المتوفرة لأيتام الولايات المتحدة أفضل عشرات المرات من الموجه لأيتام البرازيل ، ونوعية التعليم والترفيه الموجه لأيتام أمريكا أفضل عشرات المرات من الموجه لأيتام البرازيل ، إضافة لذلك وجدوا أن المباني التي يسكنها أيتام أمريكا أفضل وأضخم من المباني التي يسكنها أيتام البرازيل والرعاية الصحية لليتيم الأمريكي أفضل إذا ما سبب زيادة نسبة الوفيات لأيتام أمريكا ؟ هل الإمكانيات الممتازة تؤدي الى هذه النتيجة ؟لماذا يعيش أيتام البرازيل بصحة جيدة ؟ هل المشكلة في نوعية الطعام ؟ أم الجو؟؟ أثبتت الدراسة أنه لا يوجد شيء من ذلك فقد اكتشفوا أمراً غريبا لدى ملاجئ البرازيل لم يجدوه في ملاجئ أمريكا ألا وهو التلامس العاطفي ( الاحتضان).، فاليتيم البرازيلي يتعرض للمسات يومياً عشرات المرات ما بين تقبيل وأحضان ومصافحة ومختلف أشكال اللمس وهو ما يفتقده اليتيم الأمريكي الذي يتمتع بالرفاهية والدلال . لقد أثبت علم النفس أن للمسات أثرا عميقا على نفسية وسلوك الإنسان ، واللمسات تعتبر وحدة الإدراك والاعتبار، أي هي الأساس لاعتبار الناس والاعتراف وجودهم وإعطائهم قيمتهم,وقد أكد سيمونوف ( Simonov 1970 ) (صبحي : 1992: 105) بان العواطف الايجابية لها تأثير ايجابي على الإنتاج الإبداعي , ويعتقد أيضا ان تطوير الإبداع يتطلب إزاحة المشاعر غير السارة , وتعزيز المثيرات والعواطف الايجابية .
من هنا يأتي دور التربوي والتعامل مع التلاميذ والطلاب اما يشعرهم بأنهم غير جديري بالاحترام وأسلوب التهديد والترهيب هو الغالب وفعلا هو الغالب واما ان يتخلق بقوله تعالى{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى }الضحى6مع تلميذه الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) فمنحه الأمان النفسي من دون هذا الأمان لا يقوى على حمل أعباء الرسالة الإسلامية العظيمة . من هنا أهميه مشاركة المدرس الطالب الوجدانية وان يحس هو الملجئ الأمن له , لا القيد الذي تتكسر على أعتابه كل الطموحات.
أما الحرية النفسية (الترتوري, 2006) فإنها تؤدي إلى اتجاهات اختيارية Permissive Attitude نحو الأشخاص وغيرهم، وتسمح لهم بتفكير يتطابق مع أهدافهم، وقد أوصى كل من Holden, Myers, Torrance أن هناك نقاطاً يجب فهمها لتربية الإبداع في الصف، منها (Kokot, 1997):
1- احترام شخصية الطفل تبدأ بجهود التعلم الذاتي.
2- احترام أسئلة وأفكار الطلاب.
3- احترام رفض الطلاب.
4- إعطاء وقت للتخطيط للأنشطة الخيالية Imaginative.
5- عمل مناقشات حرة مثل: عصف ذهني.
6- مشاركة الطلاب أنشطتهم وتضمينها عبارات: جميل ومبدع وإبداع.
7- تشجيع الوعي والإحساس تجاه مؤثرات البيئة لدى الطلاب.
يرى غالبية التربويين المختصين بعلم النفس وطرائق التدريس، أنه يمكن تنمية الإبداع داخل المدرسة إما (الترتوري ، 2006):
1- بطريقة مباشرة: عن طريق تصميم برامج تدريبية خاصة لتنمية الإبداع.
2- باستخدام بعض الأساليب والوسائل التربوية مع المناهج المستخدمة بعد تطويرها، ومنها:
• استخدام النشاطات مفتوحة النهاية.
• طريقة التقصي والاكتشاف وحل المشكلات.
• استخدام الأسئلة المتباعدة (المتشعبة)، والتحفيزية؟ (مثل: ماذا تعمل لو نزلت على سطح القمر؟ أو لو قابلت إديسون؟
• الألغاز الصورية: وهي شائعة في اللغة العربية والعلوم والرياضيات.. (كعرض صورتين إحداهما للحمامة، والأخرى للخفاش للمقارنة بينهما).
• العصف الذهني: وهذا يتطلب من المعلم إرجاء نقد وانتقاد أفكار الطلاب إلى ما بعد حالة توليد الأفكار، والتأكيد على مبدأ "كم الأفكار يرفع ويزيد كيفياً، وإطلاق حرية التفكير، والترحيب كل الأفكار مهما كانت غرابتها وطرافتها، والمساعدة في تطوير أفكار الطلاب والربط بينها.
• اختلاق العلاقات: باختلاق علاقة بين شيئين أو أكثر (صور، كلمات، أشياء..) كأن يسأل الطلاب عن ماهية العلاقة بين الورق والقماش مثلاً، أو القمر والبحر...
• تمثيل الأدوار: حيث يقوم الطلاب بتمثيل أدوار شخصيات معينة لدراسة موضوعات أو قضايا اهتموا بها دون الالتزام بحفظ نص معين، بل يترك المجال لإبداعاتهم وما يفكرون فيه.
• تشجيع الأسئلة المنطلقة، مثل:
• هل هناك طرق أخرى لتصنيف المفاهيم؟
• ما البدائل المتوفرة للعمل؟
• هل يمكن الوصول إلى الحل ذاته بطريقة أخرى.
• المرونة في استخدام التعزيزات وتحديد الواجبات الدراسية.
ويمكن تنمية التفكير الإبداعي لدى طلاب المدارس من خلال:
1. وجود الإدارة المبدعة.
2. توفير المعلم المبدع.
3. توفير المنهج الدراسي والمادة الدراسية المبنية على اسس علمية حديثة .
4. إعداد البيئة المناسبة في البيت والمدرسة للتعبير عن الأفكار الإبداعية.
5. . العمل على تنمية جميع جوانب الشخصية بكل مستوياتها بشكل كلي ومتكامل، دون التركيز على جانب أو أكثر من جانب آخر.
6. التدريب على إنتاج أفكار جديدة.
من الشروط التي رأى اندرسون (صبحي: 1992: 103) توافرها لتطوير الإبداع وتنميته:
1. تزويد الفرد ببيئة غنية وفيها مثيرات متنوعة.
2. استخدام مواد تعليمية وطرائق تدريس منسجمة مع بعضها من ناحية ومنسجمة مع المعلمين من ناحية أخرى.
3. إعداد المواد التعليمية بصورة تنطوي على عناصر الجذب والتشويق وان يرعى في إعدادها ان لا تكون منفردة للأفراد, وإنما تعمل على مساعدتهم في الاندماج في الأنشطة التي تقود إلى الإبداع.
4. التقليل قدر المستطاع من عوامل القلق والانزعاج في الصف, وبخاصة تلك التي يكون مصدرها المعلم.
5. التعامل مع الفروق الفردية كعوامل تحدٍ وليس كمواقف صراع, والبحث عن العوامل القابلة للتكامل في الفروق الفردية.
6. إتاحة المجال أمام التفرد والتمايز في إطار وحدوي.
7. تشجيع التغير في الاتجاهات الملازمة للمجالات المعرفية والانفعالية للطلبة.
أما دراسة (حريم ، 2003) فقد عمدت إلى ذكر آليات تنمية الإبداع الفردي من خلال الوسائل والطرائق الآتية(التك: 2005: 2006) :
1. إيجاد بيئة تدعم السلوك الإبداعي .
2. تجنب الأسلوب الاتوقراطي في القيادة .
3. تشجيع العاملين ليكونوا منفتحين على الخبرات والأفكار الجديدة .
4. توفير عمل مثير لاهتمام العامل يساعد على ايجاد الشعور بالنمو الشخصي .
5. تشجيع العاملين على النظر للمشكلات باعتبارها فرصاً وإمكانات .
6. أن لا يدع المدير أسلوبه في اتخاذ القرارات يشل أولئك الذين لديهم أسلوب مختلف .
7. منع العاملين من الانخراط الكبير في " إطفاء الحرائق " ومعالجة المشكلات الآنية .
8. التأكد من ان المبدعين ليسوا منشغلين في واجبات محددة طوال اليوم .
9. السماح للعاملين باللهو والمرح .
10- تشجيع بيئة عمل منفتحة وخالية من السلوك الدفاعي .
11- التعامل مع الأخطاء على أنها فرص للتعلم .
12- السماح للعاملين أحيانا باختيار أفكارهم والسماح بهامش الخطأ .
13- على المدير ان يكون مساعدا وميسرا بدلا من ان يكون عائقاً .
14- تجنب العقلية السلبية حينما يتقدم عامل بفكرة جديدة .
15- تشجيع المبدعين على الاتصال فيما بينهم .
16- الترحيب بالآراء الجديدة والأفكار المتباينة .
17- المشاركة في التدريب الإبداعي.
18- مكافأة السلوك المبدع .
وقد توجهت حبش(:2005) إلى أولياء الأمور وإلى المربين وإلى مؤسساتنا التربوية والوطنية، بالاقتراحات والتوصيات الآتية:
1- استخدام الطرق المبدعة في عملية التعليم/التعلم لجميع المراحل، ابتداء من
رياض الأطفال حتى طلبة الدراسات العليا. بحيث يتم التركيز على تعلم
المهارات من أجل المستقبل.
2- إتاحة الفرصة لجميع فئات الطلبة لمعرفة: كيف يُفكرون وكيف يتعلمون
وكيف يستمتعون بكل ما يتعلمونه، وكيف يُطبقون أساليب تحسين الإبداع
وأساليب العصف الذهني واستثارة التفكير الناقد والتفكير الإبداعي. ومن ثمّ
مكافأة السلوك الإبداعي للطلبة، وإعلان ذلك في وسائل الإعلام.
3- حث الطلبة على ممارسة مهارات القيادة ،واستراتيجيات التفكير الناقد،
والتفكير الإبداعي. وذلك عن طريق تفعيل مهارات التفكير من خلال أساليب
التدريس ودمج التفكير في جميع البرامج المدرسية.
4- تشجيع الطلبة على استخدام مهارات القراءة ، والأساليب الفعّالة في التعلم
الذاتي المستقل، و استخدام جميع أنماط التكنولوجيا المتوفرة التي تُساعدهم
على التعلم مدى الحياة.
5- استمرار تطوير المناهج من أجل تعليم التفكير، وإمكانية الجمع بين
استراتيجيات التفكير، والتفاعل مع العديد من المواقف الحياتية. وذلك من
خلال إعادة هيكلة المناهج التعليمية في صورة جديدة، تُساعد على تدريب
الطلبة على استخدام تطبيقات مهارات التفكير والاستكشاف والمناقشة
والتحليل والدفاع عن الآراء والمعتقدات الشخصيّة والعمليات العقلية المعرفية.
6- ضرورة الاهتمام بعمليتي القراءة الإبداعية والكتابة الإبداعية، لأنهما من
أعقد الأنشطة العقلية. إذ تتطلب كلٌّ منهما: التمييز السمعي والبصري، حلّ
المشكلات ، والتقويم ، وإصدار الأحكام، والتخيّل والاستنتاج، وتوظيف اللغة
في مواقف جديدة، للتعبير عن أفكار جديدة، خالية من الأخطاء الإملائية،
وغير ذلك مما يتعلق بالنحو والصرف وقواعد اللغة.
7- خلق بيئة تُشجّع على التفكير الناقد، وتخصيص وقت للمناقشة. وإعداد
الطلبة ليُصبحوا أصحاب قدرة كبيرة على التفكير الناقد، والقراءة الناقدة.
وذلك بتضمين المناهج المدرسية تعيينات خاصّة بذلك، بحيث تشمل الحكم
الجيد، واتخاذ القرار الصحيح، والقدرة على تكوين المفاهيم وعمليات
التصنيف وتعزيز دور الإبداع. حيث أن تعليم التفكير الناقد يُشجّع الطلبة على
التساؤل والبحث والاستفهام والمناقشة والتحليل واكتشاف نقاط القوة والضعف
في التفكير، وتقويم المشكلات والعقبات والتعامل معها بعقلية مُتفتحة
وناضجة.
8- إعداد برامج تثقيفيّة، وبثّها في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، يتّم
التركيز فيها على ممارسة التفكير الإبداعي، وعلى تعزيز المثل العليا والقيم
الإنسانية والأخلاقية، التي يكتسبُ منها الصغار والكبار مهارات التفكير
الإبداعي والسلوك الجيّد.
المراجع
-القران الكريم
1. الاصفي . الشيخ محمد مهدي, في رحاب القران, النجف الاشرف ،المشرق للثقافة والنشر, ط1، 2008 .
2. أمين التك. أسيل زهير رشيد, ( دور الإدارة الذاتية في تعزيز الإبداع لأعضاء الهيئة التدريسية في جامعة الموصل ) رسالة ماجستير , جامعة الموصل , كلية الإدارة والاقتصاد ، 2005-2006 .
3. الترتوري . محمد عوض, النظريات الحديثة في الإدارة المدرسية , ٥ حزيران
(يونيو) ٢٠٠٦ www.diwanalarab.com/spip.php?article4678.
4. حبش . زينب , التفكير الإبداعي ، 2005 http://www.zeinab-habash.ws/education/books/Creative_thinking.htm
5. روبنسون . كين , صناعة العقل , ترجمة د. رامة موصللي , بيروت ، مؤسسة احمد للمطبوعات , ط2 ، 2008 .
6. السويدان. طارق محمد, و فيصل عمر, صناعة القائد, بيروت ، دار ابن
حزم ، ط2 ، 2003 .
7- صبحي . تيسير , الموهبة والإبداع ,طرائق التشخيص وأدواته المحسوبة ، عمان
، دار التنوير العلمي للنشر والتوزيع ، ط1 ، 1992 .
8- صبحي . تيسير, ويوسف قطامي, مقدمة في الموهبة والإبداع, بيروت ,
المؤسسة العربية للدراسات والنشر,ط1, 1992.
9- فاضلي . خليل الله , التخطيط واتخاذ القرار في النظام القيادي والإدارة الإسلامية من منظور العقل والوحي, لبنان , بحث مقدم للمؤتمر الدولي الرابع للإدارة الإسلامية منشور في كتاب نظرة في الإدارة في الإسلام , دار الحق , ط1، 1994.