تقديم الدوام ساعة واحدة يضر بالساعة البايلوجية!!-باقر عبدالرزاق السعداوي
Thu, 23 Jun 2011 الساعة : 8:35

لقد افاق العالم يوما على أهم اكتشاف تحقق عندما أعلن العلماء بعد بحث طويل عن حقيقة الساعة الحيوية الموجودة داخل اجسامنا او كما يسميها البعض (الساعة البيولوجية ) وان هناك مورثات محددة داخل الخلية مسؤولة عن ضبط الوقت ،ففي القلب هنالك ساعة خاصة به تضبط دقاته وفي الكبد هناك ساعة تضبط عملية تصفية السموم وفي الكلى ساعة خاصة لتنظيم عمليات التبول ولعل من العجائب ان نجد هذه الساعة موجودة لدى جميع الكائنات.. الفأر والنحل والفراشة والاسماك وهي موجودة أيضا في كل النباتات.. اذن.. فألله تعالى زود كل الاحياء بساعة دقيقة لضبط عملياته الحيوية فماذا يمكن ان نعرف ايضا عن هذه الساعة؟
:هي آلية شديدة الحساسية قادرة على استشعار التغيرات في البيئة المحيطة بجسم الإنسان، وتقوم بتنظيم عدد من وظائف الجسم المتباينة كالنوم والتمثيل الغذائي والسلوك وتسير ساعتنا الاحيائية والمعروفة بالساعة البيولوجية على إيقاع على مدار 24 ساعة لتنظم عمليات الأيض "التمثيل الغذائي"، وانقسام الخلايا، وإنتاج الهرمون، إضافة إلى دورة النوم والاستيقاظ
ويعرف الإنسان من خلالها توقيت سلوكه طوال النهار بحيث يتأكد من أن كل عضو فيه يعطي خير ما عنده في الساعة المعينة للقيام بوظيفته التي تنتظرها منه، وفي هذا الاطار، نجح باحثون أمريكيون في تحديد المادة الكيميائية المسؤولة عن تنظيم الآلية الوراثية التي تتحكم في عمل الساعة البيولوجية للجسم ومن خلال الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة، تبين أن هذه الآلية تشمل عوامل مورثة معقدة، إلا أنها ككل ينظمها حامض نووي وحيد، وأن هذا الحامض النووي يخضع لتحور يتسبب في سلسة تفاعلات متتالية لها علاقة بتنظيم عمل الجسم ، فالسلوك الذي يحدث يوميا يعرف بالإيقاع أو التواتر اليومي نجد أن الإنسان في الصباح يختلف عنه في المساء فالتنفس والنبض والنشاط الإنزيمي، وحرارة الجسم، وإفراز الهرمونات، وغيرها من العمليات الفسيولوجية، كلها تختلف على مدار اليوم الواحد.
ووجد العلماء طبقاً لما ورد في موقع "البي بي سي"، أنه إذا ماتمت عرقله عملية التحور هذه بأي شكل من الأشكال تتوقف سلسلة التفاعلات هذه مما يؤثر على انتظام عمل وظائف عديدة في الجسم، ويقوم العلماء حالياً بدراسة الأجسام المضادة التي يمكن أن تؤثر على هذا الحامض النووي .ويأمل العلماء أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى إنتاج عقارات أكثر نجاحة في علاج الأرق وغيره من الأعراض المتعلقة بالنوم وفي نفس السياق، تمكن العلماء في الآونة الأخيرة من رصد موقع الساعة البيولوجية في جسم الانسان بعد اكتشاف مجموعة من الخلايا العصبية في الجزء السفلي وسط المخ تعرف بالنواة والتي يعتقد أنها مركز التحكم في الإيقاع اليومي ، ومكنت تقنيات البيولوجيا الجزيئية الحديثة العلماء من فهم الآلية التي تعمل بها تلك الساعة العجيبة، فتوصلوا إلى أن دورة الليل والنهار على سطح الأرض تتولى مهمة تقويم مسار جميع العمليات الحيوية في الكائنات الحية.
فلا يمكن للساعة البيولوجية أن تعمل بمفردها بانتظام لمدة طويلة، حيث يعتبر التعرض لضوء النهار ولو لدقائق معدودة بصورة يومية ضرورياً لتوفيق إيقاع الجسم مع إيقاع الطبيعة من حولنا، وذلك لأن الساعة البيولوجية للجسم تعمل على جعل الإنسان يشعر بالزمن بحيث تحدد أوقات النوم واليقظة والشعور بالجوع عندما يحين موعد تناول الوجبات وتنظم درجة حرارة أجسامنا ليلاً ونهاراً . وأظهرت النتائج أن معظم الأشخاص الذين يستخدمون الساعات المنبهة لإيقاظهم للعمل عادةً ما يستيقظون قبل انطلاق جرس المنبه بلحظات وكأن منبها زرع في أجسادهم يوقظهم قبيل الموعد بلحظات، مما يعني أن الساعة البيولوجية في جسم الإنسان قامت بضبط نفسها بنفسها على هذا الموعد . اقترح العلماء أن السلوك الإيقاعي يخضع لتحكم حوافظ زمنية اعرف بالساعات البيولوجية. وهي ساعة داخلية فطرية تسير ذاتيا، لكن يعاد ضبطها بمؤثرات خارجية، فأنت مثلا إذا سافرت إلى الولايات المتحدة حيث الفرق في التوقيت 7 ـ 9 ساعات. فإنك ستجد صعوبة في أن تخلد للنوم في ليل الولايات المتحدة الأمريكية الذي يقابل نهار العراق. حيث إن ساعتك البيولوجية مضبوطة على توقيت العراق ويستغرق الأمر بضعة أيام حتى تعدل ساعتك البيولوجية ضبط نفسها على توقيت الولايات المتحدة الأمريكية.
أن مزاج الإنسان يتبدل في اليوم الواحد بين الابتهاج في الساعات الأولى من الصباح إلى الكابة والانقباض في آخر ساعات النهار، موضحاً أن الإنسان قد يواجه صعوبات في حل مشكلة ما بعد منتصف الليل في حين يصبح الحل لنفس المشكلة هينا عند الصباح وذلك لتغير الحالة المزاجية والنفسية ، وفي العمل يكون الموضف نشطا عالي المزاج في الساعات الأولى في الدوام ولكن يبدا التناقص في العطاء اثناء الظهيرة وحتى نهاية الدوام الرسمي ،حيث يقول السيد حبيب وهو موظف في المحكمة :استيقض مبكرا واجد نفسي في الدوام الساعة السابعة (التي لم يؤثر تقديمه شيئا حول تقدم العمل)نشطا في انجاز عملي في اول الساعات ولكن لخصوصية الدوام في هذه الدائرة وكثرة المراجعين وتنوع المشاكل المختلفة والتي تختلف عن طبيعة المراجعين في الدوائر الاخرى المختصة بمشكلة واحدة للمراجع يبدأ عندنا الأرهاق والتعب وعدم التركيز يساعد ذلك عدم استمرارية التيار الكهربائي وطبيعة الجو الحار وعلمك بالمشاكل المختلفة في المدينة يزيد من العبء على الجهاز العصبي وامتثاله للساعة البايولوجية. أكدت دراسة تشيكية أن الساعة البيولوجية تعمل على الاستراحة عند الساعة الحادية عشرة ليلاً وتمنح الدماغ فرصة للنقاهة، غير أنها أشارت إلى أن تجديد الدماغ لطاقته يبدأ بعد ساعة ونصف من النوم وتستمر العملية خمس ساعات لهذا يكفي الجسم ما بين 6 الى 7 ساعات من النوم.
لقد كشفت دراسة ألمانية حديثة أن تغيير التوقيت الصيفي والشتوي ( او تقديم الدوام ساعة واحدة ) كما يحصل عندنا في العراق يشكل عبئاً كبيراً على الإنسان أكثر مما كان معروفاً حتى الآن وأشار علماء من جامعة لودفيج-ماكسيمالين في مدينة ميونيخ الألمانية، إلى أن الدراسة التي أجريت على نحو 55 ألف شخص، حيث راقب القائمون على الدراسة حركات النوم لدى 50 من المتطوعين على مدار ثمانية أسابيع شملت الفترات التي يتم فيها تغيير التوقيت، وجرى قياس أنشطة المتطوعين وحركاتهم باستخدام أسورة توضع في اليد طوال الأسابيع الثمانية ،أوضحت الدراسة أن الساعة البيولوجية داخل الجسم لا تتغير مع تغيير التوقيت الصيفي أو أنها تتغير بشكل طفيف للغاية (أي لا تستجيب)، ولاحظ الخبراء أنه حتى عندما يدق المنبه تبعاً للتوقيت الجديد فإن المشاركين في الدراسة لا يصبحون بكامل لياقتهم المعتادة ونشاطهم في الحركة إلا بعد ساعة كاملة ،وأرجع الخبراء هذا الامر إلى أن الساعة البيولوجية لم تتغير مع تغيير التوقيت الصيفي او عند تقديم الدوام ساعة واحدة او اكثر، مؤكدين أن الساعة البيولوجية نظام معقد للغاية يتأقلم على الفترات الزمنية خلال اليوم بشكل دقيق للغاية