وطني ... لا تنتظر من المؤتمر رأبا لصدع ، ولا لمخرب في ردع/محمد علي مزهر شعبان
Thu, 11 Oct 2012 الساعة : 1:07

تسع سنوات والحال هي الحال ، نفر يجاهد بأن أمر الكينونة ليس من المحال ، احلام تحدوها امال ، ومنى تصطدم بقساة الافعال ، اريحية ازاء انانية ، ارادة تعمير ازاء اعمال تدمير ، مشاريع لاتشرعن الا بسلة واحده ، مزايدات في سوق المطالب والحيازه ، قوانين بثمن اخرى تمضي ، واحده تريد البناء واخرى اخراج الزناة . فكيف الاعمار وقادة المفخخات ديدنهم الدمار ؟
نعم جمًلت الشوارع ببعض العناية ، فقتل المشرفون والكناسون ، عقود انجزت على الارض واخرى على الاوراق ، باشراف امناء ولصوص ، تغيرت المركبة من ابخس واحط انواع العربات الى ارقى مناشيء السيارات ، فازدم الشارع بطابور السيطرات ، وفعلًت الاستثمارات وتصدى لها قانون الممنوعات ، جاءت وفود الحركة والانتاج على الارض وتصدى لها قطاع الطرق ، اجتماعات ومؤتمرات ، يجلس الشيطان جنب الرحمن ، الكل يصرح بان الوطن في امتحان ، لكنها ديمقراطية حوار الطرشان ، والنتيجة مشاريع على رفوف النسيان .
تأزم مدمن بين الحكومة وسادة كردستان ، بين دولة القانون وتبعة رجل البر والاحسان ، رجل المهمات الذي لم يحضر الا جلسة في البرلمان .
تجربة جديده نسينا فيها فرعون الازمان ، يوم كان يسومنا كالخرفان ، بمعارك مزقت قذائفها مئات الالوف من الشبان ، لغزو امارة جيشت علينا عتاة البلدان ، حصيلتها حصار وجوع وتكتيم وقطع لسان ، نستجدي الخبز وننتظر هدية القائد في رمضان ، دجاجة ( قديسة ) لا تلاك بين الاسنان ، ولا تمتلأ فيها المصران ، تعلق على الجدران ، هدية والي النعمة والسلطان .
كان ياما كان في قريب الزمان ، حين كنا نمشي جنب الحيطان ، نتهامس فان للجدران اذان ، عيون القائد تتربص في الاركان ، الكاكي على اجسادنا احلى الالوان ، اسرتنا واسرتنا في حلٌ منا لاننا في رهان .
تجربة جديده اراها لا بمنظار شاعر او قاريء فنجان ، ولكن ليس بمقدوري ان اعدم في حسي الغليان ، ولا بمقدوري ان اعيش الاحباط والتوهان ، تجربة احسها هربت من الرمضاء للنيران
هذه التجربة وهي تنفلت من قيود الزمتنا قرونا بثبات عناوينها ، زفت البشرى للعهد الجديد ، وكانت الامال معقوده على طبيعة تقبلنا لهذه المنحة القدر الرحيم ، عهد ما سمي بالديمقراطيه ، واجواء الحرية . حين كانت احلامنا في المتاهة البعيده ، وعلى حين غرة ، كومضة شهاب ، اضحى الدكتاتور في مهب الريح ، بعد ان افصحت الوقائع ان تاريخ حكوماتنا مؤسس على عهدة التوارث والتناسل والطغموية الممعنة في غيها والمستقتله والقاتله في مسك السلطة .
وفجأة يتوقف التاريخ وينفك من عقدة الاستحالة ، ويتحرر البلد المسمى عقارا باسم القادمين في غفلة من الزمن . لم تستقوي تلكم التضحيات الجسام ، انتفاضات فرادى وجماعات على الخلاص من قبضة الحديد ، ولا اولئك اللذين لفهم النسيان بعد ان لفتهم الارض مقابر جماعية ، او ممن تسلقوا اصلاب المشانق . اولئك اضحوا عناوين في الذاكرة المضمخة بالدماء ، وسريرة الحزن الاسيانة وهي تحتفظ بأوراق مختفية على الرفوف المنزوية . نعم لم يرحل أولئك من سجل الذاكره . يمتد تأريخ النضال ويتشعب بين دائرتين ، وتقدم الاضاحي لتسجل نضال شعب وهو ينتظر اليوم المامول ، شعب محجوز مقهور، وحاكم يشكل اعتى انواع الجور . شعب يموت بالمجان ، وطاغية يتمتع بموته فنون والوان
حتى اعلنت ساعة صفر انتفاضة لم تكن في الحسبان . انتفاضة حملت سنونها تأريخ المأساة ، نجحت لكنها ارجحية جاءت بعوامل نكوصها ابان انتصارها . وفي هذا تكمن الغفلة في قراءة التاريخ جيدا ، ودعائم الديمومة ، والاحاطة بكل المتغيرات على الارض وطبيعتها ولونها وغاياتها ، والعوامل المشتركه والقيادة الموحده وتسلسلها ، واللافتات كمقدمة لتواصلها مع المعطى على الارض . ذهبت الانتفاضة مع الريح حين اصطدمت مع من هيأ لها الزمن الذي تتحرك فيه ، سواء بعفوية الشعارات او الغايات الذي اسقطتها ، لكن المؤشر التاريخي الذي يأتي بعد عشرين
عاما يؤكد ان حركة التأريخ تمضي بهذا الاتجاه ، وبأن العامل الديني الذي اجهضته امريكا ، عادت الايام لتؤكد سريانه في الشارع العربي ،سواء اباركته ام انها تفاجئت به كما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن .
مهما تعددت التبريرات والتحليلات في بروز التيار الديني في هكذا انتفاضات . هكذا وقعت امريكا في سوء التقدير كما حدث في العام 2003 . ففي الوقت التي انجزت مهمة الخلاص من صدام ولأي غاية واجندة كانت ، لكنها في الوقت الذي تعاكست مع التيار الديني ابان الانتفاضة ، فتحت كل الاحتمالات على مصراعيها بعد سقوط الطاغيه . فهب من كان يدب دبيبا على الارض ، وقد جاءت به فرصة التواجد ضمن سياسة الابواب المفتوحه والفوضى ، ان يخرج من بودقتها امعات ليضحى سيدا ، ومن كان مأجورا وقاتلا وعينا للسلطة اصبح ذباحا
ومن كان من اتباع السلطة امسى السلطة بحالها . ومن كان يعاني الفقر والوعثاء ،جمع كل ايلامها ليكون لصا ، ومن كان مناضلا متقشفا زاهدا اغرته اغتنام الفرص من الحياة الجديده .
هكذا قرأ الامريكان الامر ، ان يتواجد صالحها وطالحها في السلطة ، وليتحرك هذا التواجد في فوضى الاختلافات غير الاخلاقية والشرعية والتناحرات ، وكان الشعب مختبر هذه الصراع .
مختبر استعملت فيه كل الحوامض الحارقه الهالكه ، وعناصر الابادة من السي فور والدناميت ، متحدة في تركيبة فعَلت وصنًعت الموت في اجساد الابرياء وكانها مزارع من الاشلاء والاوصال المتقطعه .
وقف الامريكان ينتظرون النتائج دون ضجر او ملل . هم في واد والشعب في واد اخر تحت سكين من يسمون سياسيوا العهد الجديد ، حين ماتت في اغلبهم نبل العواطف والضمير الذي جند لامراء القتل في دول الجوار ، فمنحوا للهمج وقطاع الطرق واولاد الشوارع ان يتمتعوا في ألوان القتل تحت لافتة ،غاية واحده ،هو ان لا تنجح التجربة . ساسة انقطعت فيهم المرؤة حين يشاهدوا هذا البلد وهو يستباح . سقطة فيهم نقطة الحياء ، وتجمدة فيهم المشاعر، انفس متحجرة لا تثيرها او يستنفرها هذا الخراب ، ولا ترتعش لها اوداج لهذا الموت المجاني .
تجربة جديده ، رفرف لها جناح الامل عاليا ، باننا تخطينا عهد الطاغيه ، واذا بنا نصطدم بزمر فاشيه . نعم نهض البعض ، رغم انهم وقعوا في هنات حين افقدتهم التجربة التحاصصية المبادأة في الحزم ، ومدً فيها حبل التراخي ، فقطعت اواصر شركاء ان يكونوا بمستوى المسؤولية . فأضحى من اتت به الصناديق ينادي بالاغلبية السياسيه ، ربما انه نداء اقرب الى الحلم من التحقيق ( وما خدش جلدك الا ظفرك )
انت تعرف مناوئيك ولكن هل وثقت بحواريك ؟ هل استشرت يوسف الصديق عن معنى الاخوه ؟ فأن كان ولابد اسئل القاعة التي فرغت حين موعد التصويت على قانون البنى التحتيه ، وكم في هذا لك عبره ومثال؟ اذا اردت ان تكون ، فأن رهانك الشعب فهو حليفك ، فامضي اليه بانتخابات مبكره ، فأن مصالح الكتل حيث يميل خرير اللعاب ، بل حتى الاتفاقات المبهمه النتائج فهي رهان حلفائك ، وانظر الى من ذهبوا الى مؤتمر اربيل 1و2 . ياسيدي لا تنتظر من المؤتمر رأبا لصدع ، ولا لمخرب في ردع .
الرئيس يقول لم اقرأ ورقة الاصلاح ـ ولكن الاتفاقات السابقه هي المفتاح . برزاني يقول لا احضر المؤتمر ، هكذا اؤوتمر ، وعلاوي افكاره بهذا الصدد لم تختمر، واخر يريد لرجوي وجود ومستقر ، واخر يريد عفوا للارهاب او البديل هروب ومفر . انها ازمة شائكة ليس لها ممر .