العراق لا يعمل بنظام البديل ياطارق حميد/فراس الخفاجي

Thu, 11 Oct 2012 الساعة : 0:21

 

الاسلوب واللهجة المتعالية والشوفينية الفكرية والاحساس بالتقزيم راسخة في خطاب الصحف السعودية الصفراء وقنواتها الفضائية الموجهة بشكل كامل لضرب الشخصية العراقية وامكانياتها ، فلا زال هذا الانسان رئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط الناطقة بلسان النظام السعودي يحاول التقليل من شأن النظام السياسي العراقي ويدفع باتجاه زرع الفتنة بين طبيقات الشعب العربي عامة والشعب العراقي خاصة فهو يمسك كثيرا بالخيوط التي من خلالها يمكنه ان يلج الى مفهوم الطائفية العمياء .
 
لقد ساق في مقالة المنشور عدد اليوم 10/10 موضوعا غاية في الحقد والكراهية والسموم التي يريد افرازها على المجتمع في العراق وهو كذلك رسالة يريد ايصالها الى كل الشعوب العربية ليقول لهم ان العراق بحاكميه اليوم لا يمكن ان يؤتمن على سياسة بلد او يمكن ان تكون له علاقات دبلوماسية طبيعية ، فهو عندما يقول ان المالكي بديلا للأسد في المنطقة وهو عنوان مقاله فإنه واضح جدا هي دعوة الى التأجيج الطائفي وان كان قد حلل الموضوع وفقا للاستراتيجية السياسية في المنطقة والعالم ولكن في النهاية هو يريد القول بأن الاسد العلوي سيكون بديله المالكي الشيعي وذلك لأنهم هم وعلمائهم الأسوء منهم يعتبرون ان كلا المعتقدين قريبين لبعضهما ، ولذلك هو يستند في مقالته الى التصريحات العراقية الكثيرة هذه الايام حول الانفتاح العراقي على روسيا والخطاب المعلن في مكافحة الارهاب من كلا الجانبين ولأنه (الحميد) يعتبر ان الروس يصنفون الارهاب ضمن أهل السنّة فلذلك جاءت توافقات المالكي معه تصب في نفس الاتجاه لانهم جميعا بما فيهم انظمتهم الرسمية يعتبرون ان المالكي طائفي وهي الورقة التي يلعبون عليها من أجل اعادة الوضع الى ما كان عليه قبل العام 2003 وهو ما يساعدهم عليه في ذلك عدد غير قليل من السياسيين العراقيين الذين ارتضوا ان يكون عبدة لاجنداتهم الخبيثة ، وبذلك هو يعلق الجرس لانذار العرب من القادم ولان يحسبوا حساباتهم التوسعية لتخريب المنطقة ككل وليس ما هو حاصل اليوم على الاراضي السورية وهذا ما تلاحظه بشكل جلي من خلال التعليقات الواردة على مقالته وجلهم من الوسط الخليجي والعربي الطائفي ، إذن هي رسالة موجهة ليس الى الشعوب المظللة حصرا وانما الى حكامهم كذلك ولا بد من اعداد العدة للامر والوقوف بحسم ظنا منهم انهم يستطيعوا أن يجعلوا ذلك المخطط العربي المسموم له وقع على الساحة العراقية .
 
ما اود قوله لصاحب جريدة الشرق الاوسط السعودية ان العراق لا يعمل بنظام البديل ليكون راكعا ذليلا امام دول الفيتو كما تفعل دولكم وتتذلل امام هذه الدول مستخدمة الاموال المشبوهة في رسم القرارات في أروقة المنظمات الدولية ولعل اخر ما قام رئيس الوزراء القطري من محاولته اليائسة مع الروس في الامم المتحدة كانت رقما واضحا لاستعداده ان يكونوا بديلا للنظام السوري من خلا ل شراء المواقف وتلقى صفعة لم يتلقاها قبل ذلك من الدب الروسي ، فالعراق يسير باتجاهه الصحيح ويعمل وفقا للموازنات السياسية في دول العالم وله ثقله الذي عاد اليه شيئا فشيئا وهو ما لم ترغبوا به ولأنه سيكون حجر العثرة بوجه مشاريعكم الواهمة على الاراضي السورية والتي ورطتم بها الاتراك .
Share |