سد ايليسو وتاثيره على نهرين دجله والفرات/عبدالمناف عبدالعظيم الوائلي
Wed, 10 Oct 2012 الساعة : 23:47

شهد الوضعُ المائي في العراق تغييرا كبيرا خلال العقود الأخيرة، فمن بلد عُرف منذ عصور ببلد النهرين والسواد ومهدد بمواسم الفيضان، الى بلدٍ يشكو ازدياد التصحر وانخفاض مناسيب أنهاره والجفاف، بفعل الطبيعة ومشاريع دول الجوار.
وبرغم ذلك فمن حق العراقي التساؤل عن عدم استثمار ما يتوفر من مياه في ارض بلاده، وهو يشهد تدفق اغلب مياه دجلة والفرات الى الخليج ، من خلال إنشاء المزيد من السدود والخزانات للاستفادة من تلك المياه.
وكان مقرر لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، محما خليل حمل الحكومة العراقية جزءاً من المسؤولية في قلة مناسيب نهري دجلة والفرات، لعدم استثمار الحصص المائية الداخلة الى العراق ، مطالبا في تصريحات الخميس الاستفادة من المياه الداخلة الى العراق قبل ذهابها الى الخليج العربي . خصوصا أن هناك مناطق في الوسط والجنوب تشكو الجفاف مما اضطر الكثير من أبنائها الى ترك الزراعة والهجرة الى المدن. ويتوقف المرء أمام حقيقة ان حصة المواطن العراقي من مياه بلاده تعادل عشرة أضعاف ما يتوفر لنظيره الأردني بحسب خبراء.
ويؤكد المدير العام للمركز الوطني لإدارة الموارد المائية عون ذياب ان العام الحالي "شهد ارتفاع الخزين المائي في السدود ما رفع حجم اطلاقات نهري الفرات ودجلة من المياه بمستويات جيدة خلال الموسم الحالي مقارنة بالسنوات السابقة . فضلا عن نوعية تلك المياه بما يؤثر ايجابيا على الغلة الزراعية.
الا ان ذباب يحذر من ان هذا الواقع لن يكون دائما ، في ظل تقارير تحذر من تأثيراتٍ بيئية تزيد المخاوف من انخفاض في مناسيب الامطار، وزحف التصحر الى مساحات جديدة في العراق، فضلا عن تاثيرات تشغيل المزيد من المشاريع الاروائية الكبرى في بلدان الجوار خصوصا سد اليسو التركي.
ومن جانبها حذرت خبيرة الموارد المائية شروق العبايجي من الفترة التي تعقب استكمال تركيا بناءها سد ايليسو الكبير والذي سيدفعها الى قطع المزيد من حصة المراق المائية من نهر دجلة لغرض ملء السد.
وافتتح الأسبوع العالمي للمياه فى العاصمة السويدية ستوكهولم، وتنظم السويد منذ سنة 1991 هذا الأسبوع ، الذى يتطرق المشاركون فيه هذا العام إلى كيفية استخدام المياه فى ظل العولمة ، حيث يعد عنواناً لهذا الأسبوع. سيرفع شعار (العلاقة بين الماء والأمن الغذائي) .
فى تقرير للأمم المتحدة صادر فى شهر اذار 2011 ذكر أن المياه الملوثة تقتل أكثر مما تقضي عليه الحروب والكوارث من البشر، وعلى سبيل المثال فأن زلزال هاييتى قضى على أكثر من 200 ألف نسمة، في حين قضت المياه على مليون شخص بينهم حوالى 80% من الأطفال ماتوا بأمراض مرتبطة بالمياه مثل الإسهال والكوليرا والتيفوئيد.
يشير متخصصون الى انه برغم امتلاك العراق سبعة سدود كبيرة و25 سداً صغيراً و35 سداً قيد التنفيذ، إلا أن وضع المياه مازال يُنذر بخطر، لأسباب عديدة أهمها ، غياب الاتفاقات مع دول المنبع على تحديد الحصص المائية، وإهمال مشاريع استثمار المياه وخزنها وحسن استخدامها، وغياب ثقافة ترشيد الاستهلاك لدى العراقيين.