المالكي يتحدى العنجهية الامريكية/علي الخياط

Wed, 10 Oct 2012 الساعة : 23:17

 

في زيارة مؤاتية جدا للتحولات الحديثة في المنطقة العربية والشرق الأوسط توجه الرئيس المالكي الى العاصمة الروسية موسكو ليلتقي القيادة الروسية الطامحة بدور مغاير للمألوف الذي عهدناه بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق. وفي محاولة جيدة جدا لوقف النزيف العالمي امام العنجهية والصلف الامريكي الساعي لرهن المنطقة والعالم لطموحاته وتطلعاته المضادة لحاجات وتطلعات شعوب المنطقة والعالم .
زيارة المالكي تأتي بعد اسابيع من المحاولات العراقية الجادة للحصول على تقنيات اسلحة متطورة لدعم المنظومة العسكرية التي تحتاج الى نهوض جديد بعد ان دمرها صدام حسين بعبثه وجنونه ، وبعد رفض امريكي لاتخاذ قرار موضوعي في هذا الشأن وتقديم تلك الاسلحة او الموافقة على تزويد سلاح الجو العراقي بطائرات مقاتلة حديثة فمن حقه المطالبة بها وفق عقيدته العسكرية والسياسية .
الرسالة واضحة وهي ان العراق يمكن ان يعتمد على مصادر تسليح متعددة واذا كان الغرب غير راغب بتلبية متطلبات العراق فأن في الشرق من هو اكثر رغبة واستعداد لبيع اسلحة تضاهي نظيراتها الغربيات وانها اكثر جدية في عقد صفقات ممتازة مع بغداد في هذا الشأن .
من المؤكد ان المالكي سيعود الى بغداد وقد وقع اتفاقا حيويا يتضمن توريد الاسلحة بمبالغ كبيرة لكنها ضرورية بعد ان مر وقت طويل على اعلان حاجة الجيش العراقي لها وكذلك طائرات ميغ وسوخوي عالية التطور لدعم سلاح الجو .
تخاف الادارة الامريكية من التوجهات العراقية ، لكن فاتها ان تدرك طبيعة التحولات وان العراق لايمكن ان يكون كدول مثل السعودية او قطر والامارات وسواها ممن رهنت مستقبل شعوبها ببراميل النفط وبسياسات حكام لايفقهون من السياسة الا بمقدار مايعرفون من طريقة لتناول الطعام والشراب وبعض القهقهات .
العراق بلد حضاري عظيم يمتلك قدرات هائلة في مجال الثروة البشرية والمعدنية وحباه الله بمميزات الجغرافيا والتاريخ والدين والمواهب الانسانية العالية ولا يمكن ان يقف مكتوف الايدي امام تحديات تعصف بالمنطقة والعالم وتحتاج الى سرعة عالية في اتخاذ القرارات الحساسة لمواجهة التحديات الجسام المتصاعدة نتيجة ضغوط يتحرك العالم بأسره ليستسلم لها وهي ضغوط في اغلبها دينية واقتصادية.
على المالكي ان يكمل المهمة ويعود باتفاق مع موسكو وهذا هو المهم 
Share |