عليكم بالقرآن فيه العجائب!/سيد صباح بهبهاني

Wed, 10 Oct 2012 الساعة : 18:36

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
(وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ)يوسف /42.
 
(لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ* إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ* اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ* قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) يوسف 7 ــ 10.
 
(الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ* خَلَقَ الإِنسَانَ* عَلَّمَهُ الْبَيَانَ* الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ* وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ* وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ* فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ * فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ* وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ * فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) الرحمن 1 ــ 25 .
إلى من شغلتهم الحياة وزاد همومهم عليكم بالقرآن
معلومة مفيدة للجميع ، وتستحق القراءة
أقول لكم يا أعزة :
كلما رأيت شخصا مهموما أو حزينا
أيا كان حزنه بسبب مشكلة عائلية ، أو خسارة مالية
أو مرض ألم به أو عزيز فقده!
أنصحه بقراءة سورة يوسف و سورة الرحمن
وقد نصحت شخصا بها وبعد يومين جاءني
وقال لي والله ما كنت أتوقع أن قراءة سورة يوسف والرحمن لما أكون
مهموما أنها تعالج همي وحزني
فقلت له : عندما أعطيتك هذه الوصفة العلاجية أنا كنت متأكدا
هل تعرف لماذا ؟
قال : لماذا ؟
قلت : لأن الله تعالي أنزلها علي النبي الكريم في عام الحزن
عندما توفيت زوجته وعمه أبو طالب عليهم رضوان الله وهما كانا اكبر داعمين لدعوته فكان
رسول الله صلي الله عليه واله وسلم كلما قرأها يشعر بالراحة
وقد خففت من مصابه وقللت من همه و حزنه
فقال لي : سبحان الله أول مرة أعرف هذا!
قلت له : ثم أن سورة يوسف وسورة الرحمن فيها مشاكل كثيرة واجهت يوسف عليه السلام واستطاع أن ينجح في التعامل معها.. واصف لكم هذا العامل الذي حزن فيه رسول الله في هذه المحنة العصيبة لأنه فقد عنصرين مهمين أساسين الذين دعموا النبي صلى الله عليه وآله ..وللأسف أن أحقاد البيت الأموي وقريش لي أبو طالب كفروه ووضعوا آيات كما يشتهون ونتحدث عنهما :ـ
جمع بني هاشم قبل وفاته وأوصاهم بالنبي (صلى الله عليه وآله )
بلغه أن زعماء قريش:(( تحالفوا وتقاعدوا لئن مات أبو طالب لتجمعن قبائل قريش كلها على قتله... فجمع بني هاشم وأحلافهم من قريش ، فوصاهم برسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: إن ابن أخي نبيٌّ كما يقول.. إن محمداً نبي صادق وأمين ناطق وإن شأنه أعظم شأن ، ومكان من ربه أعلى مكان ، فأجيبوا دعوته ، واجتمعوا على نصرته ، وارموا عدوه من وراء حوزته ، فإنه الشرف الباقي لكم مدى الدهر ، وأنشأ يقول:
أوصي بنصر النبي الخير مشهده
علياً ابني وعمَّ الخير عباسا
وحمزة الأسد المخشي صولته
وجعفراً أن تذودوا دونه الباسا
وهاشماً كلها أوصي بنصرته
أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا
كونوا فداءً لكم نفسي وما ولدت
من دون أحمد عند الروع أتراسا
بكل أبيض مصقول عوارضه
تخاله في سواد الليل مقباسا )).
. (مناقب آل أبي طالب: 1/55 ، وروضة الواعظين/54)
وَصَلَتْكَ رَحِمٌ يا عم.. وجزاك الله عني خيراً
شاء الله أن تتوفى خديجة قبل أبي طالب(عليها السلام) ، بعد كسر الحصار بقليل ، فحزن عليها النبي (صلى الله عليه وآله) حزناً عميقاً ، وكان يمضي وقته في بيته ، أو يزور عمه أبا طالب .
وذات يوم جاءه الخبر: مات ناصرك أبو طالب وهوت الشجرة الظليلة الحانية! ((توفي أبو طالب بعد خديجة بثلاثة أيام ، وله ست وثمانون سنة وقيل بل تسعون سنة. ولما قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن أبا طالب قد مات ، عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه ، ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات ، ثم قال: يا عم ، ربيت صغيراً ، وكفلت يتيماً ، ونصرت كبيراً ، فجزاك الله عني خيراً. ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول: وصلتك رحم وجزيت خيراً. وقال (صلى الله عليه وآله) : اجتمعت على هذه الأمة في هذه الأيام مصيبتان ، لا أدري بأيهما أنا أشد جزعاً ، يعني مصيبة خديجة وأبي طالب )). (اليعقوبي: 2/35 )
إن فعل النبي (صلى الله عليه وآله) وكلامه بليغ ، ورحم الله ابن واضح اليعقوبي على أمانته وهو أقدم من الطبري (توفي284) ، فإن مصيبة موت خديجة وأبي طالب (صلى الله عليه وآله) مصيبتان على أمة الإسلام ، وليستا على رسوله فقط (صلى الله عليه وآله) ، لأنهما مجاهدان في مرحلة تأسيس هذه الأمة وحمايتها ، ونصرة نبيها ومؤسسها (صلى الله عليه وآله ).
وروى ابن أبي حاتم في الدر النظيم/221، عن علي (عليه السلام) قال: ((أخبرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بموت أبي طالب فبكى ، ثم قال: إذهب فغسله وكفنه وواره ، غفر الله له ورحمه ، ففعلت ثم أمرني فاغتسلت ونزلت في قبره ، وجعل (صلى الله عليه وآله) يستغفر له ، وبقي أياماً لا يخرج من بيته )).
كما روى عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((لما مات أبو طالب وقف رسول الله (صلى الله عليه وآله) على قبره فقال: (جزاك الله من عم خيراً ، فقد ربيتني يتيماً ، ونصرتني كبيراً ).
أقول: كانت قريش تتأهب لقتل النبي (صلى الله عليه وآله) بمجرد وفاة أبي طالب (رحمه الله) ! ولعل هذا السبب في أنه (صلى الله عليه وآله) شارك في مراسم تشييعه في بيته القريب ، وعندما حملوه على سريره ، ولم يذهب مع جنازته يومها الى الحجون بسبب الخطر على حياته . ومعنى قول الإمام الصادق (عليه السلام) إنه وقف على قبره ، أنه زار قبره بعد ذلك .
وفي الجواهر السنية/219 ، عن عن عبد الرحمن بن كثير قال: (( قلت لأبي عبد الله (الإمام الصادق (عليه السلام) ): إن الناس يقولون إن أبا طالب في ضحضاح من النار ! فقال: كذبوا ما بهذا نزل جبرئيل ! قلت: وبماذا نزل جبرئيل؟ فقال أتى جبرئيل في بعض ما كان ينزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول: إن أهل الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين ، وإن أبا طالب أسر الإيمان وأظهر الشرك ، فآتاه الله أجره مرتين . ثم قال (عليه السلام) : كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب فقال: يا محمد ، أخرج من مكة فليس لك بها ناصر بعد أبي طالب ). )
وفي الكافي: 1/439، و: 8/341:((عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: لما توفي أبو طالب أوحى الله الى رسوله (صلى الله عليه وآله) :(( أخرج من القرية الظالم أهلها ، فليس لك بها ناصر بعد أبي طالب )). وكمال الدين/174، ومختصر البصائر/131 ).
ثم روى عن الإمام العسكري (صلى الله عليه وآله) قال: ((إن الله أوحى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إني قد أيدتك بشيعتين: شيعة تنصرك سراً ، فسيدهم وأفضلهم أبو طالب ، وشيعة تنصرك علانية ، فسيدهم وأفضلهم علي بن أبي طالب).
وفي كمال الدين/174 ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ((والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط. قيل له: فما كانوا يعبدون ؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم (عليه السلام) متمسكين به )). وفي البحار:35/116 ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:(( مات أبو طالب بن عبد المطلب مسلماً مؤمناً)).
وفي مناقب آل أبي طالب:1/62:((وقالوا: لو كان محمد نبياً لشغلته النبوة عن النساء ولأمكنه جميع الآيات ولأمكنه منع الموت عن أقاربه . ولمَا مات أبو طالب وخديجة ! فنزل قوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِىَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ )). (الرعد: 38 ).
وفاة خديجة وأبي طالب قبل الهجرة بسنة لا بثلاث !
روى في الكافي:8/341، بسند صحيح عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال:(( لما ماتت خديجة قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب بعد موتها [بسنة] حزن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حزناً شديداً ، وخاف على نفسه من كفار قريش ، فأوحى الله إليه: أخرج من القرية الظالم أهلها ، وهاجر إلى المدينة ، فليس لك بمكة ناصر ، وانصب للمشركين حرباً. فعند ذلك توجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة )).
ونحوه الكافي: 1/440، وفيه:((فلما فقدهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) شنئ المقام بمكة ودخله حزن شديد ، وشكا ذلك إلى جبرئيل (عليه السلام) فأوحى الله تعالى إليه: أخرج من القرية الظالم أهلها ، فليس لك بمكة ناصر بعد أبي طالب ، وأمره بالهجرة )).
أقول: وضعنا كلمة ((بسنة)) بين معقوفين لأنها زائدة من النساخ ظاهراً ، لأن المقطوع به أن هجرته (صلى الله عليه وآله) لم تكن بعد وفاة أبي طالب مباشرة بل بعد سنة وكسراً فقد توفي أبو طالب في شوال , وهاجر النبي (صلى الله عليه وآله) في ربيع الأول من السنة التالية .
وفي مستدرك الحاكم: 3/182: ((توفيت خديجة قبيل الهجرة بسنة )).
وفي تفسير ابن كثير: 4/176: (( وخروجه (ص) إلى الطائف كان بعد موت عمه ، وذلك قبل الهجرة بسنة أو سنتين ، كما قرره ابن إسحاق وغيره )).
وتحير علماء السلطة في تاريخ موت أبي طالب وخديجة ، ففي الإستيعاب:1/38: ((وقيل كان بين موت أبي طالب وموت خديجة شهر وخمسة أيام . وتوفي أبو طالب وهو ابن بضع وثمانين سنة ، وتوفيت خديجة وهي ابنة خمس وستين سنة فكانت مصيبتان توالتا على رسول الله(ص) بوفاة عمه ووفاة خديجة رضي الله عنها... وكانت وفاة أبي طالب وخديجة قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل بسنة ، وقيل كانت وفاتهما سنة عشر من المبعث ، في أولها. والله أعلم )).
لكن المتتبع لما روته المصادر من عمل النبي (صلى الله عليه وآله) بعد وفاة أبي طالب (رحمه الله) لا يراه يستغرق ثلاث سنوات أبداً ، فليس فيه إلا ذهابه (صلى الله عليه وآله) الى الطائف والى بعض القبائل في الموسم . كما أن روايتهم بأنه تزوج في مكة بسودة أو عائشة لا تصح ، فلو صحت لأمر علياً أن يهاجر بها مع الفواطم من أسرته (صلى الله عليه وآله ).
وفي دلائل الإمامة/81:((وتزوج سودة أول دخوله المدينة فنقل فاطمة إليها ، ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية)). ورووا ذلك عن عائشة كما يأتي في محله (الحاكم:4/5 ).
عندما رأى بحيرا الراهب النبي (صلى الله عليه وآله) في مدينة بصرى الشام ، أخبر عمه أبا طالب بأنه النبي الموعود ، وحذره أن يدخل به دمشق خوفاً عليه من اليهود ، ونصحه أن يرجع به الى مكة !
يومها أطلق أبو طالب قصائده في مدح حبيبه (صلى الله عليه وآله) ، وعاد به من الشام عملاً بنصيحة الراهب ، حتى إذا دخل مكة طاف حول الكعبة داعياً ربه أن يحفظ ابنه الحبيب من كيد اليهود ، ويتم نعمته عليه .
ونجح أبو طالب في حراسة النبي (صلى الله عليه وآله) من شر اليهود لأكثر من ثلاثين سنة !
وما أن أتم الله عليه نعمته وبعثه نبياً ، حتى واجهته قريش بشرٍّ أخطر من شر اليهود ، فطالبوا أبا طالب بوقاحة أن يسلمهم إياه ليقتلوه ! لأنه بادعائه النبوة هدد تقاسم الزعامة بين قبائل قريش !
من ذلك اليوم دخل أبو طالب (رحمه الله) في مواجهة حامية مع فراعنة شرسين وجبناء ، وقاد بني هاشم بحكمة وحنكة ، وجمعهم حول النبي (صلى الله عليه وآله) مؤمنهم وكافرهم ، يحمونه بشجاعتهم الهاشمية التي لاتجارى ، واستعدادهم لحرب قريش !
ونجح أبو طالب في حماية حبيبه محمد (صلى الله عليه وآله) من شر قريش ، لبضع عشرة سنة ، كانت أشدها السنوات الأربع أو الخمس في حصار الشعب !
كان محمد (صلى الله عليه وآله) : الولد العزيز لأبي طالب ، والصديق الحميم ، والمحبوب المفدى ، والنبي الصادق .
وكان يوجه عمه الجليل بأدب الابن مع أبيه ، وحنان الرسول على المؤمن . جاءه يوماً بعد أربع سنوات من حصار قريش فقال له: يا عم إن الله عز وجل قد أرسل على صحيفة القوم أرَضَةً فأكلت كل بنودها الظالمة ، وأبقت منها أسم الله تعالى ! فسأله أبو طالب: أخبرك ربك بذلك يا ابن أخي؟ قال: نعم. قال له: إن ربك لحق وأنا أشهد أنك صادق. واتفق مع النبي (صلى الله عليه وآله) وأصدر أمره إلى بني هاشم أن البسوا كلكم أحسن ثيابكم وخذوا أسلحتكم ، لنذهب الى المسجد !
ولم يخبرهم بما أوحى الله إلى النبي (صلى الله عليه وآله) حتى لا يتسرب الخبر !
((فما راع قريشاً إلا وبنو هاشم عنقاً واحداً ، قد خرجوا من الشعب ! نحو أربعين رجلاً يمشون خلف بعضهم بامتداد وشموخ ، عُنُقاً واحداً كعُنق البعير وعُنق الزرافة ، بأجسام مميزة بنباتها الحسن ، وراثةً من أبيهم إسماعيل وإبراهيم ، لايشاركهم فيها غيرهم من قريش ، فهم أبناء هاشم الذين قال فيهم أكثم بن صيفي رئيس بني تميم: ((يا بني تميم ! هذا غرس الله لا غرس الرجال ! قال هشام: لم يكن في العرب عدة بني عبد المطلب أشرف منهم ولا أجسم ! ليس منهم رجل إلا أشم العرنين، يشرب أنفه قبل شفتيه ، ويأكل الجَذع ويشرب الفَرْق)). (المنمق/34: واليعقوبي: 2/11 ).
أخرجهم الوحي وخطة أبي طالب (رحمه الله) ، ولم يخرجهم الجوع فهم أقوى ، ولا طأطأ هاماتهم الحصار فهي أعلى ! يتقدمهم شيخ بهي الطلعة ابن التسعين عاماً ، والى جنبه سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) وجلسوا في حجر إسماعيل عند قبر أمهم هاجر وجدهم إسماعيل ، حيث لايجلس هناك إلا سُراة قريش !
فجاء زعماء قريش يستطلعون الخبر ، وأدار أبو طالب الكلام ، وأقام الحجة الجديدة على فراعنة قريش ، وأثبت لهم صدق النبي الأمين (صلى الله عليه وآله) ، وأحضروا الصحيفة فوجدوها كما أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) . لكن هيهات أن تنفع الحجج مع قوم قرروا أن لايسمعوا لمنطق ولا يخضعوا لمعجزة ، لأن ذلك يوجب عليهم طاعة نبي من بني هاشم ! وكان من حكمة أبي طالب وخبرته بهم أنه أطمعهم بأن يسلمهم محمداً (صلى الله عليه وآله) للقتل إن ثبت كذبه ، وأخذ عليهم عهداً أن يُنهوا حصارهم إن ثبت صدقه ! وكان ذلك كافياً لأ، يعلن هو كسر الحصار ، وعودة بني هاشم إلى مساكنهم في مكة !
قال : وما هي هذه المشاكل ؟ !
قلت : فيها مشاكل سياسية ، وأخري مشاكل اقتصادية
وكذلك مشاكل تربوية ، ومشاكل نسائية ، ومشاكل إعلامية
وكذلك فيها مشاعر كثيرة ، منها مشاعر المظلوم ، وكيف يتعامل مع الظلم ، ومشاعر الغدر ، ومشاعر الخيانة ومشاعر الحزن ومشاعر الهم ، وفيها ثمرة الصبر ، وثمرة تفريج الكرب ، وثمرة الإيمان ، وثمرة النصر ، وثمرة الفرح
ــ فأيا كانت مصيبتك !
ــ وأيا كانت مشاعرك !
فانك ستجد نفسك بالسورة
قال لي : تصدق صرت أنصح بها أصحابي وأهلي
قلت له : أنصح كل مهموم بقراءة يوسف و سورة الرحمن يا حبذا لو تكررت القراءة
باليوم فلتلاحظوا التغيير في نفسيتكم .. إذا يا شبابنا وسابتنا عليكم بسورة يوسف والرحمن وكل هم وغم سينجلي لاطمأن القلب وتهدأ النفوس وتذهب تقوان الشهوة وكيد الشيطان عنكم وتعودوا كما كنتم أقوى وما علينا إلا أن نتحد ونتعاون ونتآخى وندعم الأيتام والأرامل والفقراء المتعففين وندعو الجميع لنصرت المظلومين . ونصرت الوطن والمواطن والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين .
 
المحب المربي
سيد صباح بهبهاني
b
Share |