المالكي ومدفيديف يتفقان على توسيع التعاون بين العراق وروسيا

Wed, 10 Oct 2012 الساعة : 8:45

وكالات:

اتفق رئيس الوزراء نوري المالكي ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف على تعزيز التعاون بين البلدين، قبل يوم من لقاء مهم سيجمع المالكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.وبحث المالكي ومدفيديف في اجتماع عقد في موسكو امس الثلاثاء العلاقات الثنائية واطر التعاون بين البلدين، وترأسا اجتماعا ضم عددا من الوزراء من كلا البلدين. وقال رئيس الوزراء خلال الاجتماع، بحسب مانقله عنه بيان رسمي تلقت”الصباح” نسخة منه ان “العراق اليوم يسعى الى تعزيز علاقاته مع الدول الصديقة وفتح مجالات للتعاون، لاسيما في قطاعات الطاقة والزراعة والتجارة”، مضيفا ان “زيارتنا السابقة لموسكو أسست لعلاقات متوازنة أساسها المصالح والاحترام المتبادل، وسنسعى خلال هذه الزيارة الى بحث جميع السبل والآليات التي من شانها تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية”. كما اكد تطابق الرؤى بين البلدين في التحديات التي تواجه المنطقة وكيفية تجاوزها.   من جهته، اكد رئيس الوزراء الروسي استعداد بلاده للتعاون وتعزيز العلاقة مع العراق، موضحا ان روسيا لديها الرغبة في توطيد العلاقة مع الشعوب العربية والعراق من بين تلك الدول التي نسعى الى تعزيز سبل التعاون معه من خلال رفده بكل ما يحتاجه من امكانيات في مجال الطاقة والنفط.ووصل رئيس الوزراء موسكو امس الاول(الاثنين) بدعوة رسمية من الرئيس الروسي.ونقلت وكالة انباء موسكو عن المالكي قوله: انه “يريد توجيه دعوة إلى رئيس الحكومة الروسية ليزور بغداد”، معتبرا أن هذه الزيارة ستعطي دفعا قويا لتطوير العلاقات الثنائية. من جانبه، قال ميدفيديف: ان روسيا حريصة على المحافظة على العلاقات الودية مع العراق، مشيرا إلى ان القيادة الروسية تحافظ على العلاقات مع القيادة العراقية.واقترح مدفيديف على المالكي أن يبحثا “خارطة الطريق لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة”. بدوره، نوه المالكي بأن زيارته لموسكو تمثل فرصة جيدة لمناقشة سير تنفيذ الاتفاقات السابقة، والتمهيد لمواصلة تطوير العلاقات، مؤكدا انه “ومن أجل تطوير العلاقات العراقية الروسية يجب تطوير الآليات المناسبة مثل اللجنة الوزارية المشتركة”. وذكر المالكي انه يرى ضرورة أن تواصل اللجنة الوزارية العراقية الروسية المشتركة عملها وتعقد اجتماعاتها بانتظام. ومن المقرر أن تعقد اللجنة التي يرأسها عن الجانب الروسي وزير الطاقة الكسندر نوفاك اجتماعها السادس في بغداد في الربع الرابع من العام 2012. وستبحث اللجنة تنفيذ المشاريع العراقية الروسية المشتركة في صناعة النفط والغاز والكهرباء وتوريد الطائرات المدنية الروسية إلى العراق. وتعمل جملة شركات نفطية روسية مثل “لوك أويل” و”غازبرومنفط” وباشنفط” في العراق الآن.واقترح رئيس الوزراء على نظيره الروسي أن يبحثا كذلك الوضع في الشرق الأوسط.في غضون ذلك، التقى المالكي امس الثلاثاء رئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين، اذ اعرب رئيس الوزراء خلال اللقاء عن رغبة العراق بتطوير علاقاته مع روسيا الاتحادية مؤكدا ان تنوع الوفد الذي يضم وزراء الخارجية والنفط والدفاع والتجارة ومسؤولين اخرين يبين رغبة العراق بتوسيع العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، مشيرا الى حضور الشركات الروسية في العراق وداعيا الى تنشيط هذا الحضور والمساهمة في عملية اعمار العراق، كما دعا روسيا الى مساندة الجهود العراقية للخروج من طائلة البند السابع. من جانبه اكد رئيس مجلس الدوما استعداد بلاده لدعم العراق في جهوده الرامية للخروج من الفصل السابع وتعزيز مكانته الدولية، داعيا الى تنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. وحضر اللقاء اعضاء الوفد الوزاري والنيابي المرافق لرئيس الوزراء، حيث قال وزير النفط عبد الكريم لعيبي: ان التعاون في مجال الصناعات النفطية بين العراق وروسيا الاتحادية في تنام مستمر وسيتم خلال الاسبوعين المقبلين التوقيع على استكشاف رقعتين جديدتين بين العراق واحدى الشركات النفطية الروسية، فيما دعا وزير التجارة الى رفع مستوى التبادل التجاري بين الجانبين، وقدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب همام حمودي لرئيس مجلس الدوما دعوة لزيارة العراق. وكان المالكي قد اكد ان العراق نجح في اقامة علاقات متوازنة وجدية وبدء عهد جديد من الانفتاح على دول العالم. وقال في كلمة ألقاها في مؤتمر الطاولة الذهبية الذي نظمته مجلة الشؤون الخارجية بحضور نائب وزير الخارجية الروسي: ان “رغبتنا في مشاركة جمهورية روسيا الاتحادية بحملة اعمار العراق يقف على رأس اهداف زيارتنا الحالية، وقد اصطحبنا وزراء النفط والتجارة والدفاع ورئيس هيئة الاستثمار لتجديد رغبتنا في تعميق العلاقات بين البلدين في هذه المجالات الحيوية، ولتفعيل علاقات التعاون الاقتصادي بما يخدم بلدينا وشعبينا الصديقين، كما ان سعينا للحصول على اسلحة دفاعية هو حق طبيعي، فمن حق العراق امتلاك اسلحة للدفاع عن سيادته الوطنية”. واضاف “ على الرغم من كل ما تحقق من تجربة ديمقراطية وما قدم من تضحيات في سبيلها، إلا ان الطريق امامنا مازال طويلا، مؤكدا ان العراق يسعى اليوم إلى اقامة دولة المواطن والمؤسسات التي تحارب كل مظاهر التخلف والفساد، وإلى بناء جيش قادر على حماية أراضية وسيادته لا جيشا يعتدي على الآخرين، كما نسعى إلى تقوية الاقتصاد العراقي وتنويع الدخل القومي وتفعيل القطاعات الداعمة كقطاع السياحة”.وتابع رئيس الوزراء: “لقد تمكنا من  تجاوز التحديات الامنية والفتنة الطائفية والمذهبية التي حاولت بعض الدول تصديرها الى العراق، وتصدير التطرف الديني”، داعيا الجميع الى الوقوف بوجه هذه المحاولات والحذر والانتباه من مخططات المتطرفين، معربا عن أسفه لانتعاش وعودة بعض التنظيمات المتطرفة في بعض بلدان المنطقة. كما حذر المالكي  من خطورة الازمة في سوريا  ومن تداعياتها على باقي الدول، محذرا من اشعال النيران والتدخل لاسقاط الانظمة السياسية بالقوة كما يحصل في سورية.واشار رئيس الوزراء الى ان الوضع في سورية مختلف نتيجة عوامل عديدة وان رؤيتنا لحل هذه الازمة اعلناها منذ بدء الأزمة وقدمنا مبادرة تحقق للشعب السوري ما يصبو اليه وتجنب سورية وشعبها والمنطقة مخاطر الاقتتال والتدخل الخارجي.وسط هذه الصورة، أعلِن في موسكو امس الثلاثاء أن العراق وروسيا وقعا عددا من اتفاقيات التعاون العسكري التقني في النصف الثاني من العام 2012
وأفاد جهاز الإعلام التابع للحكومة الروسية بأن “العراق وقع صفقات أسلحة بقيمة إجمالية مقدارها أكثر من 4.2 مليار دولار مع روسيا في النصف الثاني من العام الحالي”.
وقال: ان “وزير الدفاع العراقي بالوكالة سعدون الدليمي، وخبراء عسكريين عراقيين زاروا روسيا في نيسان الماضي وفي تموز وآب الماضيين.
وأضاف، بحسب مانقلته وكالة انباء موسكو، “أنهم اطلعوا على نماذج من الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية ووقعوا صفقات لشراء المنتجات العسكرية الروسية بقيمة إجمالية تزيد على 4.2 مليارات دولار أميركي”. كما ذكرت صحيفة “فيدوموستي” الروسية انه تم إعداد اتفاقية لتوريد أسلحة إلى العراق.
وقالت الصحيفة إن الدليمي زار روسيا في بداية الصيف الماضي واطلع على منتجات عدد من مصانع الإنتاج الحربي الروسية بما فيها طائرات “ميغ”.كما ذكرت مصادر ان الاتفاقية الموقعة بين البلدين تتضمن شراء 30 طائرة هليكوبتر قتالية طراز ام.اي-28إن.إي و42 منصة متحركة لاطلاق الصواريخ طراز بانتسير- إس1.

المصدر:الصباح

Share |