اذا كان هذا سلوك العرب ...الى اين سنصل-محمد مهدي الخفاجي

Thu, 23 Jun 2011 الساعة : 8:05

 بعد معايشتي ومناقشتي لمجموعات ليست بقليلة من العرب لم اتوقع هذا الكم الكبير من المشتركات التي تجمعهم على اختلاف اشكالهم والوانهم ودولهم ومذاهبهم وتوجهاتهم ... فأكثر من عرفتهم او من ناقشتهم من غير ان اعرفهم مؤمنين بنظرية المؤامرة فلا حدث يحصل الا وعللوه الى ( مؤامرة ) ودائمي الترديد المؤامرة الامريكية الاسرائيلية
وهذه الشماعة التي تعلق عليها الحكومات الدكتاتورية بعد تلقينها لمواطنيها بغض الطرف عن كل اخفاق او تقصير من هؤلاء الحكام المجرمين وحكوماتهم الغير شرعية وهذه الشعوب تردد ورائهم بقصد او بغير قصد بعلم او بجهل ( والجاهل عدو نفسه ) .
اما الخصلة الثانية التي رأيتها لديهم هي عدم تمييزهم لعدوهم الحقيقي فتارة تراهم يرددون عداوتهم لامريكا واسرائيل وتارة يأخذون من امريكا قدوة لهم ومثلا اعلى وتارة ينسون هذا العدو المزعوم ويذهبون الى دول اخرى يستعدوها كأيران او تركيا او غيرها من الدول القريبة او البعيدة وهو ايضا تلقين من حكوماتهم واعلامها كما اظن .
وتجدهم يكرهون حكوماتهم وظلمها وجورها تارة وبعدها ينجذبون لها ويمجدوها ويبررون لقهرها وقتلها وشوفينيتها وينشدون لحكامها المغتصبين ناهيك عن ترديدهم لما يبغيه منهم اعلامهم الحكومي الدكتاتوري كما اسلفت .
وتجدهم تارة يسبون المجتمعات الغربية ويصفوها بأبشع الاوصاف ويخلطون بين السياسات الغربية والشعوب الغربية من ناحية ومن ناحية اخرى يتزاحمون بطوابير على سفاراتها لنيل اللجوء او الفيزا .... لا بل يوكلون المحامين وينفقون خلاصة وجل مدخراتهم لكي يحصلوا على هذا الحلم .
تجدهم تارة يشكون من التطرف والمتطرفين ويلعنونهم ويعزون كل المشكلات في بلدانهم اليهم وتارة اخرى يؤيدونهم ويشجعونهم وينفقون اموالهم تبرعا لهم لا بل هم يصبحون اكثر تطرفا من المتطرفين انفسهم .... فيالهذه الازدواجيه للمجتمعات العربية .

والطامة الكبرى لهذه الشعوب انك ان خالفتهم بالرأي ( الرأي فقط لا اكثر ) او قلت لهم وجهة نظر مغايرة عما يروه ينفعلون وتعلوا اصواتهم وتحمر وجوههم ويخرجون عن محور النقاش الادبي الى السب والشتم بأبذء الالفاظ وينسون اللياقة والادب ويتخطوها الى كيل التهم بالعمالة او بيع الضمير للاعداء ناهيك عن التهم الجاهزة الاخرى وبحسب التوجهات .

فالشعوب العربية المسكينة قد تعلمت استسقاء علومها من مدرسة واحدة هي المدرسة الدكتاتورية واعلامها الذي عود اذانهم على سماع رأي واحد فقط وكل من يحيد عن هذا الرأي فهو عميل وخائن ولا اعرف العمالة لمن وخيانة من ؟
ولا اريد الخوض في المسائل المذهبية والطائفية والعرقية والاثنية فهذه المسائل كلها قد غرس بها العقل العربي وتغلغلت داخله حتى غاص في جيفها وقذارتها فغرق بها ولم اتعرف على عربي سواء في مكان عمل او سفرة الى بلد ما او من خلال الانتر نت الا وسألني الاسئلة التي اصبحت احفظها عن ظهر قلب وهي ( انت كردي ام عربي ) او ( انت سني ام شيعي ) وبعضهم يذهب الى اكثر من ذلك ويقول ( انت مسلم ام شيعي ) ناهيك عن الملقنات الاخرى التي اصبحوا يرددوها كالببغاوات من دكتاتورياتهم واعلامهم المسيس المجير للدكتاتور الحاكم الوحيد الاوحد الذي نزل على هذه الشعوب بصك سماوي ولا حاكم بعده .

كل ما عرضته هو من الفئة التي من المفترض ان تكون الشريحة المثقفة من المجتمعات العربية أي القيادية الريادية لان كل من اعطيت نماذج عنهم هم من يحملون الشهادات او يعتبرون واجهات لهذه البلدان او ممن يستخدمون الانتر نت واكيد هؤلاء ايضا من المفروض ان يكونوا من النخب التي تعتمد عليها البلدان العربية .

فأن كانا هؤلاء النخب على هذا الحال فما بالك بمن هم قليلي التعلم او الاميين !!!!!!!!!

اذن على هذه الامة السلام ولن تقوم لها قائمة ولا يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ....

محمد مهدي الخفاجي

[email protected]

 

 

Share |