الإعلا م والأمل الموعود/محمد اسماعيل
Tue, 9 Oct 2012 الساعة : 2:38

اقر د.سلمان عبد الواحد كيوش بان(زماننا انتهى الى أن يكون زمناً إعلامياً..معلوماتياً) خلال مقدمته التي إسته لبها الطبعة الأولى من كتاب (الإعلام والأمل الموعود) تأليف:صباح محسن كاظم ،الصادر عن (شركة العارف للمطبوعات/ بيروت –النجف ).
ضم الكتاب مقدمة للطبعة الثانية كتبها الناقد عقيل هاشم الزبيدي ،جاء في بعض منها (التأسيس لمشروع إعلامي إسلامي رصين،يقلل من فداحة الآثار التي تفرزها حروب الآخرين ضد الإسلام عقيدةً وسلوكاً).
توالت مقالات المسهمين في التقديم للكتاب وهم :علي حسين الخباز،الذي كتبالرؤية الإعلامية المعاصرة للمشترك بين الأديان في الإعلام والأمل الموعود) ساعياً إلى تحصين الإعلام من عوامل التشرذم؛ حفاظاً على تماسك المجتمعات .
وكتب هيثم محسن الجاسم (الإعلام والأمل الموعود... والتمهيد إعلامياً للظهور) مصرحاً بأن الإنسان بحاجة للخلاص
والعدالة والأمن ،عن طريق الوعي بعلامات ظهور الإمام المهدي.
وتحت عنوان الكتاب نفسه ،كتب سعيد العذاري:( ركز المؤلف على دور الإعلام في إبراز مظاهر ومحاور وأسس اليوم الموعود).
واجه المؤلف(صباح محسن كاظم) صعوبة بالغة في الحصول على مصادر خاصة بالإعلام والقضية المهدوية، فكتب في مقدمته:( محاولة أولى نتمنى أن تؤسس لمشروع إعلامي نهضوي يحمل رسالة جادة وهادفة ، تسمو بالروح والأخلاق نحو مراقي الكمال ...)
المقدمات المتوالية على خمسة أجنحة من رفيف المعاني أسست لمنهج جديد في الفكر الإنساني هو( التعبئة الإعلامية لظهور المهدي) فهل سينعطف هذا الكتاب بالقدر الذي يقضي بأن الأعور الدجال وأتباعه سيحاربون الإمام المهدي إلى آخر النبوءات المتضاربة ، التي إلتزم معظمها العلمية الفقهية في المحاججة،وإنساق القليل تجاه روح الإسطورة التي ترضي فضول العامة من الناس بالخزعبلات الفنطازية فأحالوا إنتظار المهدي إلى دراما تسفه القيمة الكونية الكبرى المرتبطة بها في الديانات المنزلة الثلاث، بل وحتى عدد وافر من الديانات الوضعية..غير المنزلة ،تنتظر المهدي الذي يظهر في آخر الزمان يمليء الدنيا عدلاً بعد أن ملئت جوراً ولا من مجير!
هذا الكتاب لو تقدم به مؤلفه إلى أي محفل أكاديمي لنال عنه دكتوراه الفلسفة في الإعلام لأنه تأسيس جديد على الفكر الإنساني من خلال إجتراح ( الإعلام المهدوي).
(الإعلام والأمل الموعود) كتاب من ستة فصول في مئتين وعشر صفحات من القطع الكبير ،ضم كل فصل ثلاثة أبواب.
تناول الفصل الأول ( كيفية تطوير الخطاب الإعلامي الرسالي ) ولا أظن العمل في هذا الميدان تطوير إنما هو تأسيس، لأن المحاولات الشفاهية والكتب الرصينة كلاهما لايدخلان في النظرية المنهجية لعلم الإعلام إنما هما يعلمان عرضاً بشأن ظهور المهدي.
أما الباب الثا ني فتم بناؤه على اساس ( تطوير الخطاب الإسلامي المهدوي) وسائليا ،والخطاب جزء من الإعلام لايشتمل
على خلاصات وافية للحملة الإعلامية المفترضة إستعداداً لظهور الإمام المهدي.
أكد المؤلف مسار المنهج الإعلامي التأسيسي من خلال الإستشهاد بالآراء السنية والشيعية بشأن المهدي المنتظر،في الباب الثالث الذي حمل عنوان (الروايات المشتركة عند السنة والشيعة حول الأمل الموعود) ملتزماً الدقة العلمية في بناء الجمل وإنتقاء الألفاظ حفاظاً على منهجية البحث الإعلامي في هذا الموضوع من ميدان العمل.
دار الفصل الثاني من الكتاب حول صناعة الإعلام المهدوي، تأكيداً لدعائم أركان الإكتشاف الخاص بالمؤلف ، إذ حمل الباب الأول عنوان( الإعلام وثقافة الإقناع) وحمل الباب الثاني عنوان ( الوراثة العلمية والروحية والأخلاقية ) معرجاً على الجذور اليهودية والمسيحية في العقيدة المهدوية ،ليؤشر في الباب الثالث (أبرز علامات الظهور)وهو باب غاية في التنبوء وفن المحاججة .
دخل المؤلف في الفصل الثالث،تلافيف المهنة من حيث(الخبر في القرآن) و(الإمام المهدي والإعداد التربوي) و(صراع الإيمان والكفر) متخذاً من الحجج الواردة في الكتب المقدسة التي أنزلها الله..جل وعلا..على عباده من خلال رسله موسى وعيسى ومحمد ..عليهم السلام،نماذج إجرائية للإعلام الديني الذي يؤسس أيديولوجيا إعتقادية للمجتمع والدولة.
من الباب الثالث في هذا الفصل إستفاض صباح محسن كاظم إلى (دراما الهد م والفن الهادف والفن الهابط) و(اخلاقيات الإعلام)و (الإعلام بين الأمل والتشكيك).
فيما إستطرد الفصل الرابع إلى( الأخوة الإسلامية والإصلاح) و(جنون الفساد ووجوب الإصلاح)و (الإستخلاف والتمكين) وهو فصل يمرر أفكاراً أدائية في مهنة الإعلام عند تحديدها بمسارات المنهج المهدوي تأخذ شكلاً دينياً يراه،أكاديميو الإعلام دائرة في فلك الفقه بالتهيؤ الفقهي للتعاطي مع فكرة ظهور الإمام المهدي.
الفصل الخامس من كتاب (الإعلام والأمل الموعود) للمؤلف صباح محسن كاظم ،دار حول جوانب وعظيةو يحتاج المجتمع الإسلامي دستوراً أكاديمياً يتظافر مع التعاليم الدينية بشأنها، وهي ( الإعلام والعمل الصالح) الذي تناول نشر الحقيقة بالضد من الإعلام المرائي؛لأن المسلم يتقي إضطراراً من دون كذب و(الجلاد والضحية في كفة واحدة)و (الإعلام المضلل وتكريس الجهل) ليؤكد على (وسائل الإعلام وتأثيراتها المهيمنة).
تحول الكتاب إلى الأدب في فصله السادس من خلال الباب الأول الذي تناول (الإنتظار في الأدب) و(الإعلام والسلام العالمي)و(الإعلام والعولمة وخصوصيتنا الثقافية) و(الإستشراق بين الحقيقة والنفاق)إذ أدى المستشرقون الدور المخابراتي المناط بهم ،كنوع من إعلام لتبرير الحملة الكولونايلية مطلع القرن العشرين، بتفنيد الإسلام من خلال ربطه بالجهل والخزعبلات مايبرر إستعمار بريطانيا ومن لحق بها في الركب الكولونيالي من دول إستعمارية، للمجتمعات الإسلامية آسيوياً وأوربياً وأفريقياً. مروراً ب (نفاد التجارب) التي نكصت عن تحقيق أهدافها في العدل والسلام ،لتعود الأسرة الكونية إلى كلام الله في التوراة والإنجيل والقرآن: (والأرض يرثها عبادي الصالحون).
إختتم المؤلف كتابه بنبذة أجلى من مقدمة ،جاء في خلاصتها :القراءة المتمعنة لوظيفة الإعلام تعنى بالتبصير: شرعاً وأخلاقاً وتربية،إذ بين المؤلف في الكتاب دور هذا الكتاب إيجاباً في الإستعداد لشحذ الهمم وتأكيد الرسالة الاخلاقية الجادة في نشر الإيمان بدل الخراب الثقافي ،مبشراً بالمنقذ تحت أية تسمية إسلامية أو سواها تلتقي بالنتيجة عند كلمة الله الواحد الأحد.والكاتب صباح محسن كاظم ،بكلوريوس تاريخ عضو إتحاد الأدباء ونقابة الصحفيين وباحث في المجمع العلمي العراقي له دراسات وبحوث نال عنها جوائز في الفلسفة والفقه والإعلام،سبق أن صدر له (الإمام علي-عليه السلام- نموذج الإنسانية الإنسانية) و (فنارات في الثقافة العراقية بجزأين) و (مُقام الإمام علي).
جريدة الصباح- ملحق أدب