هل فكرت يوماً في شيء كهذا/سيد صباح بهبهاني
Tue, 9 Oct 2012 الساعة : 2:14

بسم الله الرحمن الرحيم
(لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) آل عمران/92.
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا) الإنسان/8 ـ 9.
غافر/ 19.( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)
وقال الله عز وجل :
(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) الأنعام/59.
فالاعتقاد بأنّ الله تعالى يرانا في كلّ أعمالنا، وينظر إلينا واليقين بذلك يخلقان ويجيبنا أمير المؤمنين علي عليه السلام على الآية 16من سورة السجدة وان الله سبحانه وتعالى حذرنا في مواقف كثيرو في القرآن من الآيات الكريمة التي ذكرتها والتي لم أذكرها والقرآن هو بحر لمعنى آيات الله ويقول تعالى : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) الآية 16
وفي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام : ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفاً كأنه يشرف على النار، ويرجوه رجاءً كأنه من أهل الجنة ، وكان تفسير الآية : (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )الزمر/9 .
وعنه عليه السلام : "كان أبي عليه السلام يقول: إنه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران : نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا" نقل عن كتاب ميزان الحكمة
وأن طريق الخوف هو الموحش لأكثر الناس لأنه الطريق الموصل لله تعالى طريقٌ قلَّ السالكون فيه ، ولذا كانت وصية
أهل البيت عليهم السلام أن لا نستوحش من سلوكه، فعن أمير المؤمنين عليه السلام:"أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله" نهج البلاغة ج2ص181 .
فإذا كانت طريق الحق موحشة وكان أهل الحق قلة، فهل الكثرة هم في طريق الخطأ ؟ هذا ما نبهتنا إليه الوصيّة المباركة في آخرها، إذ إن الإمام عليه السلام نبه هشام رحمه الله إلى أن الكثرة مذمومة في الكتاب العزيز واستشهد على ذلك بالآيتين المباركتين :
﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ...﴾الأنعام/116 .
واروي لكم هذه القصة مأخوذة من كتب السير للمفسرين الكبار من المسلمين السنة وقسم من المسلمين الشيعة وكلنا واحد من أصحاب الشهادتين لا فرق بيننا إطلاقاً الفرق بين الناس كلهم التقوى والله أعلم بتقوى التقات وهو الذي يزكي الناس لأن قوله تعالى صريح : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )
فضة جارية فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، أخبرنا : أبو موسى كتابة ، أخبرنا : أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي ، أخبرنا : أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني إجازة ، أخبرنا : أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون ، وأبو طاهر بن خزيمة قالا : ، أخبرنا : أبو حامد بن الشرفي ، أخبرنا : أبو محمد عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ابن عم الأحنف بن قيس في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين (ح) ، قال أبو عثمان ، أخبرنا : أبو القاسم الحسن بن محمد الحافظ ، حدثنا : أبو عبد الله محمد بن علي نبا ، أخبرنا : أبى ، أخبرنا : عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ، حدثنا : أحمد بن حماد المروزي ، أخبرنا : محبوب بن حميد البصري وسأله ، عن هذا الحديث روح بن عبادة ، أخبرنا : القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن أبن عباس قال : في قوله تعالى : يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا ، قال : مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت علي ولدك نذراً ، فقال علي : إن برى مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكراً : وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : جارية يقال لها : فضة نوبية : أن برأ سيداي صمت لله عز وجل شكراً فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير فأنطلق علي إلى شمعون الخيبرى ، فستقرض منه ثلاثة أصع من شعير فجاء بها فوضعها ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته وخبزت وصلى علي مع رسول الله (صلى الله عليه وآله ) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة فسمعه على فأمرهم فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلاّ الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع وخبزته وصلى علي مع النبي (صلى الله عليه وآله) ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم بالباب من أولاد المهاجرين أستشهد والدي أطعموني فأعطوه الطعام ، فمكثوا يومين لم يذوقوا إلاّ الماء فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته وخبزت فصلى علي مع النبي (صلى الله عليه وآله) ووضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا أطعموني فإني أسير فأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلاّ الماء فأتاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فرأى ما بهم من الجوع ، فأنزل الله تعالى : هل أتى على الإنسان حين من الدهر ، إلى قوله : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، أخرجها أبو موسى . ويذكر أبن كثير في السيرة النبوية - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 649 ) حول نزول هذه الآية بحق الإمام علي والصديقة فاطمة الزهراء يروي بإسناد مظلم ، عن محبوب بن حميد البصري عن القاسم بن بهرام عن مجاهد عن ليث ،عن مجاهد ، عن
أبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا ، ثم ذكر ما مضمونه : أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعادهما عامة العرب ، فقالوا لعلى : لو نذرت ؟ ، فقال علي : إن برئا مما بهما صمت لله ثلاثة أيام ، وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : فضة كذلك ، فألبسهما الله العافية فصاموا ، وذهب على فستقرض من شمعون الخيبرى ثلاثة آصع من شعير ، فهيئوا منه تلك الليلة صاعاً ، فلما وضعوه بين أيديهم للعشاء وقف على الباب سائل ، فقال : أطعموا المسكين أطعمكم الله على موائد الجنة ، فأمرهم على فأعطوه ذلك الطعام وطووا ، فلما كانت الليلة الثانية صنعوا لهم الصاع الآخر فلما وضعوه بين أيديهم وقف سائل ، فقال : أطعموا اليتيم. فأعطوه ذلك وطووا ، فلما كانت الليلة الثالثة ، قال : أطعموا الأسير ، فأعطوه وطووا ثلاثة أيام وثلاث ليال ، فأنزل الله في حقهم : هل أتى على الإنسان ، إلى قوله : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، وهذا الحديث منكر ، ومن الأئمة من يجعله موضوعاً ويسند ذلك إلى ركة ألفاظه ، وأن هذه السورة مكية والحسن والحسين إنما ولداً بالمدينة ، والله أعلم . وان يوم من أيام العيد كانت امرأة في بغداد قاصدة لزيارة سامراء وكان معها ابنها فرأت سأل يقول يا محسنين أرقونا من ما رزقكم الله أنا عليل وعندي أيتام وأخرجت المرأة من حقيبتها ما كان عندها من نقود وأعطته فقال لها السائل حشرك الله مع آل الرسول وخلعت عقدها الجميل أكرمته وسألها أبنها أمي لماذا العقد الثمين قالت أعطيته لوجه الله وأعرف أنها أحب شيء لي ولكن تذكرت الإمام علي وفاطمة وخادمتهما عليهم السلام كيف أكرموا رمقهم بعد يوم شاق وكرروه ثلاثة ، وأنا أحبي شيء كان لي العقد وأكرمته لوجه الله مقتدية بالآية الكريمة : { لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } .. وأندهش الصبي من عمل أمه وقال يا أمي من أين كسبت هذه الصفة؟! فقالت له يا ولدي أنا تأثرت بسيرة السيدة فاطمة الزهراء عليها وعلى أبيها وزوجها أفضل الصلاة والسلام وقالت يا ولدي قرأت في سيرة فاطمة الكثير وأهل البيت وتعلمت منهم وأريدك يا ولدي أن تسير على نهجهم وتخطي خطاهم وذكرت له عن الإمام السجاد زين العابدين حول تفسير الآية الكريمة : (ذُرية بعضها من بعضٍ واللهُ سميعٌ عليمٌ) / 34. وقالت له ولدي أن الإمام السجاد زين العابدين قال روى لي أبي عن أبيه عن رسول الله قال :
إنّ النبي أهدى إلى ابنته فاطمة الزهراء خادمة وأوصاها بها... إلى أن قال: فقالت فاطمة: يا رسول الله، عليّ يوم وعليها يوم .
ففاضت عينا رسول الله بالبكاء، وقال: (اللهُ أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالتهُ) .
(إن الله يرزقُ من يشاءُ بغير حسابٍ) / 37
روى العلامة السيوطي، في تفسير هذه الآية، قال: إن رسول الله أقام أيّاماً لم يطعم طعاماً حتى شقّ ذلك عليه، فطاف في منازل أزواجه، فلم يجد عند واحدة منهنّ شيئاً، فأتى فاطمة، فقال: يا بنية، هل عندك شيء آكله فإنّي جائع .
فقالت: لا والله. فلما خرج من عندها، بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت: والله لأوثرنّ بهذا رسول الله على نفسي ومن عندي، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام .
فبعثت حسناً أو حسيناً إلى رسول الله فرجع إليها .
فقالت له: بأبي أنت وأمي، قد أتى الله تعالى بشيء قد خبأته لك .
قال: هلمّي يا بنية بالجفنة. فكشف عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً، فلمّا نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله تعالى، فحمدت الله تعالى وقدّمته إلى النبي . العهدة على الراوي في كتاب الدرّ المنثور 2: 20 :
قال: من أين لك هذا يا بنية؟
قالت: يا أبتا (يا أبة) هو من عند الله، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب .
فحمد الله سبحانه ثم قال: الحمد لله الذي جعلك شبيه سيّدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت إذا رزقها الله تعالى رزقاً، فسئلت عنه قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
سورة الأنعام
(اللهُ أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالتهُ) / 124
جاء في كتاب 2 كتاب تزويج فاطمة بنت الرسول : ص58
تزويج فاطمة بنت الرسول للإمام الباقر في حديث طويل جاء فيه :
أن النبي أهدى خادمة إلى ابنته فاطمة الزهراء وأوصاها بها، إلى أن قال :
فقالت فاطمة: يا رسول الله، عليّ يوم، وعليها يوم.
ففاضت عينا رسول الله بالبكاء وقال: (الله أعلم حيث يجعل رسالة) (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).
سورة الإسراء
(واتِ ذا القُربى حقّهُ) / 26 . وفي كتاب غاية المرام :323 . روى العلامة البحراني عن الثعلبي
ـ في تفسيره ـ في تفسير هذه الآية قال: عني بذلك قرابة رسول الله .
وقال: ثم قال الثعلبي: قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: فما قرأت في بني إسرائيل (وآت ذا القربى حقّه)؟ قال: وإنكم القرابة التي أمر الله تعالى أن يؤتى حقه؟ قال: نعم
وفي كتاب شواهد التنزيل 1: 340 ـ 341 روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو سعد السعدي (بإسناده المذكور) عن أبي سعيد الخدري قال: لمّا نزلت على رسول الله : (وآت ذا القربى حقّه) دعا فاطمة فأعطاها فدكاً والعوالي، وقال : هذا قسم قسمه الله لك ولعقبك.
وقاال ياقوت الحموي في (معجمه معجم البلدان: مادة (فدك ): فدك، وهي قرية تبعد عن المدينة مسافة يومين أو ثلاثة أرضها زراعية خصبة فيها عين فوارة ونخيل كثيرة).
سورة المؤمنون
(فإذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون) / 101
روى العلامة المناوي في ( فيض القدير : فضائل الخمسة: ج2) عن عمر بن الخطاب عن رسول الله أنه قال: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي .
وفي كتاب شواهد التنزيل 1: 407 روى الحافظ الحسكاني الحنفي قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذكور) عن عطاء، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله : كل حسب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ حسبي ونسبي إن شئتم اقرءوا: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون).
فالسيدة فاطمة الزهراء هي سيّدة الحسب والنسب المتصلين برسول الله فهي طليعة المستثنين من هذه الآية الكريمة .
سورة الروم
(فآتِ ذا القُربى حقّهُ) الروم /38.
وأيضاً في كتاب شواهد التنزيل 1: 443
روى الحاكم الحسكاني الحنفي عن ابن عباس قال: لمّا أنزل الله: (فآت ذا القربى حقّه) دعا رسول الله فاطمة وأعطاها فدكاً لصلة القرابة.
سورة الكوثر
(إنّا أعطيناك الكوثر) / 1 . وفي كتاب أنوار التنزيل وأسرار التأويل (مخطوط): ص1156
أخرج أصحاب العديد من التفاسير نزول هذه السورة بشأن فاطمة الزهراء بنت الرسول وإليك عدداً منهم :
منهم: البيضاوي في تفسيره، عند تفسير كلمة (الكوثر) قال: (وقيل أولاده).
ومنهم: الفخر الرازي، في تفسيره الكبير: ج30، تفسير سورة الكوثر ، قال: (الكوثر أولاده لأن هذه السورة إنما نزلت ردّاً على من عابة (عليه السلام) بعدم الأولاد، فالمعنى: أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فأنظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به).
ومنهم: شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الكوثر: (إنّ المفسرين ذكروا في تفسير الكوثر وأيضاً في تفسيره ج9، ص341 أقوالاً كثيرة منها: أنّ المراد بالكوثر: أولاده ، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت ردّاً على من قال في حقّه : أنّه أبتر ليس له من يقوم مقامه).
ومنهم: شهاب الدين في حاشيته على تفسير البيضاوي حاشية الشهاب المسمّاة بـ(عناية القاضي): ص403 .
ومنهم عثمان بن حسن المشتهر بـ(كوسة زادة) في كتاب له في تفسير بعض آيات من القرآن أسماه بـ(المجالس لكوسة زادة: 222 ).
ومنهم: العلامة أبو بكر الحضرمي في كتابه (القول الفصل: 457). المهم
إنّ بعض الناس يرى الإنفاق على بعض الشرائح الاجتماعية لا قيمة له باعتبار أنّ من يُنفق عليه لا يستحق كالإنفاق على شخصٍ غير محتاج، فيقال إنّ ذلك لا قيمة له عند الله تعالى، وهنا ننبه أنّ الإنفاق على المحتاج أفضل ولكن العطاء لغير المحتاج له معنىً قيمي، فبذل المال حتى لغير المحتاج يرفع من مستوى المعطي ويجعله مسيطراً على أمواله وهذا معنىً قيمي، قال رجل عند إمامنا الحسين عليه السلام المعروف إذا أسدي إلى غير أهله ضاع أي أنّ المال إذا أُعطي لغير المستحق ضاع، فقال الإمام الحسين عليه السلام: ‹‹ليس كذلك ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البر والفاجر››، فالإنفاق كالمطر يهطل على الأرض الطيبة الخصبة فينبت نباتاً جيداً ويهطل على الأرض السبخة فلا يؤثر فيها بالإنبات، والإمام عليه السلام يشبه العطاء الذي يقدمه المعطي بالمطر، فالعطاء إذا استفاد منه البر والفاجر كان له معنىً قيمي دلل على أنّ المنفق أكبر من المال في إعطائه له وهو المتحكم فيه .
مساحة العطاء عند الإمام علي عليه السلام
والإمام أمير المؤمنين عليه السلام يشرح لنا المعنى الآنف بوضوح، قال عليه السلام: ‹‹ابذل معروفك للناس كافة فإنّ فضيلة فعل المعروف لا يعدلها عند الله سبحانه شيء›› والإمام عليه السلام يركز على المعنى الإنساني العام، فقوله للناس كافة يريد به عدم قصر الإنفاق على من يشترك معك في الوطن أو الإيمان أو أمر آخر بل تعطيه ليستفيد منه لكونه إنساناً يستحق التكريم، وتريد بذلك رفع مستواه، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}الإسراء:٧٠ إنّ المعنى الإنساني أُكّد عليه في فكر الأئمة من أهل البيت عليهم السلام وقد جسد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ذلك بقوله عليه السلام ‹‹ابذل معروفك للناس كافة›› فلم يقل أعطِ من يشترك معك في الإسلام، أو أعطِ جارك أو صديقك أو أقربائك، بل أعطِ معروفك للناس كافة، إنه معنىً قيمي عظيم
الرابع: العطاء دون المن والأذى
إنّ العطاء لا يتبع بالمن والأذى، فهناك من يعطي غير أنه ينكد عطائه بالمن والأذى بذكر من أعطاه، والإبانة بأنه لولا عطائه لما كان ذلك الشخص المعطى وصل إلى ما وصل إليه، إنّ الله تعالى هو الذي قدر أن تعطيه وهيأ الأسباب، ووفر النعم فنعمة العطاء من عند الله تعالى، لذا أُكد على هذا المعنى في القرآن الكريم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى}البقرة:٢٦٤، فلا ينبغي أن يُكدر العطاء بالمن والأذى، والإمام أمير المؤمنين عليه السلام أكّد على هذا المعنى في وصيته عليه السلام في نهج البلاغة، قال عليه السلام: ‹‹وإياك والمن على رعيتك بإحسانك›› فالمسؤول وصاحب المقام ومن له القدرة عليه أن يعي مسئوليته ويقدم العطاء للآخرين دون أن يتبع ما قدمه بالمن والأذى فيقول أنا الذي فعلت ولو لم أفعل لم يصل المعطى إلى ما وصل إليه، إذْ أنّ ذلك يجعل العطاء لا قيمة له، بل إهانة وامتهان لشخصية المعطى، والله تعالى كرّم الإنسان ولا يجوز الحط من قدره، والمعطي لا يسوغ له أن ينزل من شخصية المعطى بل أنّ المعروف لا يكون معروفاً إلاّ بتوافر شروط قال الإمام الحسن عليه السلام: ‹‹المعروف ما لم يتقدمه مطل›› فمن طلب شيئاً فأُخر مماطلة، فإنّ الإعطاء بعد المطل ليس بمعروف، بل امتهان لشخصية المعطى ‹‹ولا يتبعه من›› ثم قال عليه السلام: ‹‹والإعطاء قبل السؤال من أكبر السؤدد›› إنّ سداد الرأي بمعنى إصابته للواقع، لا يتحقق إلاّ للإعطاء قبل السؤال وذلك أنّ المعطي نما حسه وأدرك حاجة الغير إلى العطاء وإلى الكرامة قبلها وذلك كاشف عن سداد رأيه، أما من يكدر عطائه بالمن ويمتهن به شخصية من أعطاه فإنّ ذلك ليس بحسن فحسب، بل إساءة إلى من أُعطي، والله تعالى يريد من الإنسان أن ينفق ويريد منه أن يرفع مستوى من أنفق عليه ليصل إلى مستوى المنفق نفسه، جاء في الروايات "ليس المحتاج بأحوج إلى العطاء من المنفق في احتياجه إلى إنفاقه" ونريد هنا بالإنفاق المستحب، وليس الكلام في الواجب إذْ أنه مفروض وعلى المنفق أن يقدمه دون سؤال، إذن المراد من الإنفاق العطاء من فضل المال لا ما أوجبه الله تعالى غير أنّ المعطي ينفق من أجل رفع مستوى الآخرين، خصوصاً الأقرب ين كالأرحام، فيساهم في أفعال الخير على أكثر من صعيد، وقد يصل به الحال أن يكون له في كل مورد من موارد الخير سهم، قال إمامنا الصادق عليه السلام: ‹‹لا يتم المعروف إلاّ بثلاث: تعجيله أولاً›› أي لا مماطلة في ذلك ‹‹وتقليل كثيره›› فيعطي كثيراً ويرى أنه لا قيمة لعطائه، بل يرى أنّ ما قدمه قليل، ‹‹وترك الامتنان›› أي لا يمن بعطائه لأنه من عند الله تعالى والله تعالى هو الذي أعطاك ووفقك .
التجارة الرابحة في سبيل الله تعالى .
إنّ ما ذكرناه من شرائط إذا توافرت أصبح العطاء مقدساً وعاد بالنفع على المرء في دنياه وأخراه، فعندما نزل قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}آل عمران .وهنا يا أحبائي هل فكرتم يوماً في شيء كهذا في العطاء في سبيل الله ؟! وبعد أن فهمنا ما هو العطاء في سبيل الله وعلى حبه والأنفاق في البر ! وخصوص ما يكون عزيز عليك! ولم ينال هذه المنزلة إلا مؤمن بالله وكاسب الآحرة والمرجو أن نتعاون ونتآخى ونكون يداً واحد وجسداً وحداً وندعم المسنين والأيتام والأرامل والفقراء المتعففين منهم وعابر السبيل ودعم العلم وإيصال ما أمر بأن يوصل به حتى لا تكون دولة لأغنياء بينكم .وأرجع واطلب من الحكومة الفتية وسعادة دولة رئيس الوزراء أن يهتم بالمداس والهيئة العلمية في الوطن لأن العراق العلم والحضارات اليوم يفتقر المدارس في القرى وأرياف الوطن هذا البلد الذي كانت ومازالت بدل العلم والحكمة والأدب من زمن قبل الإسلام وقبل الميلاد كان نجماً ومثلاً وفي زمن السومرين والبابليين تشهد مسلة حمورابي العادل والقوانين في عصر لم يكن فيه قانون وتلته عصور كان العراق بلد العلم والحضارات إلى أن وصل رقيه إلى عصر سمي بالعصر الذهبي وإلى بعد سقوط الدولة العثمانية واحتلاله للعراق وبعده الانتداب البريطاني وإلى فجر ثورة المرحوم الزعيم الأوحد عبد الكريم قاسم وجعل مجانية التعليم وهرع ببناء المدارس والمستشفيات وتعبيد الطرق والجامعات ونرجو الدولة أن تهتم ببناء المدارس وتتحقق عن الأموال التي خصصتها لبناء المدارس علماً أن الفضائيات تبث برامج حية حول المصيبة الكبرى عن حال الطلبة العراقيين والمآسي التي يعشون في بعض أكثر المدارس .ومرة أخرى يداً بيد للتعاون والتآخي لبناء الوطن ونصرة المظلومين والله ولي التوفيق وندعو لجمع الشمل والسير قدماً لبناء الوطن وإنعاش المواطنين والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
سيد صباح بهبهاني