تنمية الأداء المهني للعاملين في المجال التربوي ودوره في رفع درجة الولاء المهني/رياض كريم العمري

Tue, 9 Oct 2012 الساعة : 0:12

 

ان ثروة المجتمعات هو العنصر البشري,ومن هنا جاء الاهتمام به كونه يمثل الأساس لتطور تلك المجتمعات والارتقاء بها، إلا أن تنمية هذا العنصر لا تكون إلا من خلال التربية، وعليه فإن تنمية أي مجتمع مرهونة بتنمية هذه الثروة لديه.
العنصر البشري العامل في مؤسساتنا التربوية اليوم لا يعدو ان يكون انتمائه للمؤسسة لأحد خيارين:
الأول انتمى للأسرة التربوية من اجل الحصول على الوظيفة التي تضمن له الراتب الذي يعيله وعائلته, وهذا النوع هو الغالب في المؤسسة التربوية, وهؤلاء يؤدون عملهم التربوي بشكل يومي روتيني رتيب لا يتجاوز أداء الواجبات بشكل الذي يضمن الاستمرار في الوظيفة دون تقديم أي جهد في تقدم العملية التربوية والإبداع والابتكار ان لم يقصروا في واجباتهم خوفا من المراقبة.
أما الثاني فهم الذين حملوا الهم التربوي ابتداء منذ اللحظة الأولى التي فكروا فيها الانضمام الى المؤسسة التربوية وهم القلة القليلة.
ولابد لهؤلاء وهؤلاء من تنمية الأداء المهني لديهم لان ذلك يزيد من درجة الولاء فيهم. في كتابها (قوة الإنسان ) قالت ماريان ويليامسن : ان أعظم أداة لتغيير العالم هي قدرتنا على تغيير نظرتنا تجاهه(قوة التحكم في الذات,د.ابراهيم الفقهي:2000: 63). فحينما نغير نظرة أصحاب الخيار الأول للعمل ونوعية العمل في المؤسسة التربوية , ونعزز الانتماء في أصحاب الخيار الثاني يمكن ان نجد درجات مرتفعة من الولاء المهني لديهم وبالتالي سيتغير الاتجاه في العملية التربوية السائرة في البلاد نحو الاتجاه الصحيح .
ويمكن ان يحصل ذلك وبدرجة تكاد ان تكون قاب قوسين او أدنى من خلال تنمية الأداء المهني والذي يقصد به في المؤسسة التربوية كما عرفه الفونسو، وفيرث، ونيفيل Alfonso) ،Neville، Firth ، 1981) أنه الجهد المنظم لتحسين ظروف التعليم ومصادره ومهمات تحسين أداء المعلمين، وهو عملية شاملة تهدف إلى تمكين جميع المعلمين، من المحافظة على مستوى عا ل من أدائهم، وتهيئتهم لأدوار جديدة تقتضيها متطلبات التطوير والتجديد.
ويرى حواشين ( 1988 ) أن النمو المهني هو زيادة فعالية عمل المعلمين عن طريق تحسين كفايتهم الإنتاجية، ورفع مستوى أدائهم الوظيفي، وتنمية قدراتهم وإمكاناتهم وإنعاش معلوماتهم وتجديد خبراتهم لمواجهة المواقف التعليمية واستغلال كل ما حوله لتحقيق الأهداف المرجوة.
وقد عرفه (الحثناوي:2009: 39-40) بأنه: عملية شاملة من الأنظمة المعرفية وأنظمة الإعداد والتدريب والسياسات والاستراتيجيات والتشريعات، تهدف إلى زيادة فعالية عمل المعلمين، من خلال تطوير كفاياتهم التعليمية والإنتاجية، بجانبيها المعرفي والسلوكي، ورفع مستوى أدائهم الوظيفي في مجالات عدة منها: إجراء البحوث التعاونية، استيعاب كل ما هو جديد في النمو المهني من تطورات تربوية وعلمية، إتقان استخدام الوسائل والتقنيات التعليمية، والتعرف على طرق التدريس وأساليبه.
 
ويستهدف من عملية تنمية الأداء المهني للمعلم والعامل في المجال التربوي تحقيق أربعة أهداف هي:
1. إضافة معارف مهنية جديدة إلى المعلمين.
2. تنمية المهارات المهنية لديهم.
3. تنمية وتأكيد القيم المهنية الداعمة لسلوكهم.
4. تمكينهم من تحقيق تربية ناجعة لتلاميذهم (حثناوي :2009: 39).
 
وقد حدد علي (2008 ) أهداف التنمية المهنية للمعلم في ما يلي :
 
1. وقوف المعلمين على أحدث طرائق التدريس والوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم وكيفية
تطبيقها ميدانيا.
2. معرفة الجديد من وسائل التقويم والأساليب الحديثة في الاختبارات الشفهية والتحريرية.
3. تنمية المعلمين في كافة الجوانب: أكاديميًا ومهنيًا و شخصيا و ثقافيًا.
4. إضافة معارف مهنية جديدة إلى المعلمين.
5. تنمية وتأكيد القيم المهنية الداعمة لسلوكهم.
6. تمكينهم من تحقيق تربية ناجحة لطلابهم.
7. تنمية الجوانب الإبداعية لديهم و تحفيزهم على أن يشمل تدريسهم تلك الجوانب الإبداعية.
8. ربط المعلم ببيئته ومجتمعه المحلي والعالمي و تدريبه على مهارات التخطيط لتوثيق الصلة بينه وبين بيئته المحلية ومهارات تنفيذ و تقويم هذه الخطط.
Share |