في كل دول العالم نشهد الكثير من دور الاستراحة على طرقها الممتدة بين البلدات والمدن التي تشكل جغرافيا أي دولة من الدول وهذا ما هو معمول به حتى بلدان عربية بسيطة في قدرتها الاقتصادية بل حتى الدول الصغيرة التي لا تحتاج الى تلك الاستراحات تجد لديها من تلك الاماكن للراحة على طرقاتها التي يمكن ان تبعد بينها المسافات بساعة او ساعتين بالكثير .

في العراق لم نجد تلك الاماكن المخصصة كدور استراحة تتوفر فيها كل الخدمات من ناحية الصحيات العامة والمطاعم والكازينوهات ومحطات البنزين وألعاب بسيطة للأطفال أي انها عبارة عن مجمع يحوي كل تلك الخدمات توفره الدولة ثم تفتح المجال للقطاع الخاص لمن يريد الاستثمار بذلك وهذا باعتقادي هو ضمن البنى التحتية وقانونه الذي يرفضه البرلمان الموقر ، فما نراه اليوم على الطرقات البعيدة بين محافظاتنا الجنوبية والوسطى وصولا الى كردستان العراق شمالا ليست سوى عبارة عن مطاعم متناثرة لا تمتلك 10% من الوسائل الصحية والراحة ما عدا أنها تقدم الطعام واحيانا يكون هذا الطعام رديئا جدا لتأخذ مقابله الاموال ليس اكثر إذن القضية تجارية بحتة دون أن تكون خدمة لهذا المواطن الذي يشعر بتعب السفر بين الطرقات.

ما يحصل اليوم اننا نلاحظ السادة النواب في البرلمان العراقي يهتمون كثيرا بدار استراحة لهم والتي تتوفر فيها كل وسائل الراحة وأكثر من ذلك نلاحظ ان المقاولة ترسو على كريمة رئيس البرلمان السيد اسامة النجيفي ودون ان يكون لها منازع من المقاولين الاخرين أي أنها بالتزكية حصلت على مقاولة بناء دار استراحة لترفيه اعضاء مجلس النواب وهي لا زالت طالبة في المرحلة الجامعية ولم تنهي دراستها والظاهر ان العراق عقم من المهندسين والمقاولين اصحاب الخبرة الكبيرة والواسعة ليتوجه البرلمان الى طلبة الجامعات ويستعين بهم ، أنا لا أقول بعدم تشجيع الطلبة الجامعيين بل يجب دعم الشباب العراقي وليس ضيرا ان كان والده مسؤول في الدولة او غير ذلك ولكن ليس بهذا الشكل الذي يتم فيه تجاهل الكثير من الكفاءات الهندسية والشركات العاملة في البلاد لتكون المناقصة حصريا على ابنة السيد رئيس البرلمان حيث أفاد بذلك احد مسؤولي الدائرة القانونية لمجلس النواب بقوله((أفاد مصدر مسؤول في الدائرة القانونية لمجلس النواب عن رسو عقد تصميم دار استراحة لمجلس النواب على ابنة اسامة النجيفي نور الاسلام.

وقال فاضل الساعدي المسؤول في الدائرة القانونية لمجلس النواب الجمعة ان ابنة اسامة النجيفي منحت عقد بنصف مليون دولار لتصميم دار استراحة لمجلس النواب مبينا عدم وجود منافس لها كونها المتقدم الوحيد لهذه المناقصة.)) ولا أدري لماذا تكون هي الوحيدة التي تقدمت لتلك المناقصة إلا اذا كان العرض لتلك المقاولة سريا وفي الغرف المظلمة بعيدا عن أسماع الاخرين وهو ما يوحي اننا كيف سنتمكن من جعل التعيينات والعقود وغيرها بالعدل والانصاف بين افراد الشعب العراقي وعندما يؤكد هذا المسؤول من الدائرة القانونية بأن ابنة السيد رئيس المجلس لازالت طالبة في الجامعة ولا احد ينافسها على هذا المشروع في وقت نجد انه من المؤكد هناك من تقدموا بعطائاتهم وابعدوا حتى لا ينافسوا تلك الطالبة التي ربما تنافس المعمارية العراقية القديرة زها حديد ، أتساءل أين صوت هيئة النزاهة البرلمانية وهذه واحدة من المصائب وفي بيتكم وليس في بيوت الوزارات الاخرى ، اين السيد بهاء الاعرجي واين جواد الشهيلي واين العكيلي واين الاسدي لماذا لم نسمع لكم صوتا ولا حسيسا ، لماذا لا نسمع صوت النائبة مها الدوري التي لا تعرف من التصريحات سوى تهجمها على رئيس الوزراء وكأنه عدو لها قادم من بلد آخر او من بلاد العم سام،،،،، لله درك ياعراق .