مخيم رفحاء يفتح ملف من جدبد/طاهر الشطري

Sun, 7 Oct 2012 الساعة : 23:17

 

مخيم رفحاء يفتح ملفاته من جديد!! الحلقة الاولى_ تمهيد.... طالب علم تايه
------------------------------------------------------------------------------
صورة من مخيم رفحاء
بادئ ذي بدء ساتناول في هذا التقرير سلسلة من الاحداث نقلا عمن عاش الحدث والواقع وعلى شكل حلقات كاملة وصولا الى رسالة موجهة لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والبرلمان وحتى المرجعية الحكيمة,.
 
 
 
لقد مرت على العراقيين فترات عصيبة جدا وشهد البلد ارهاصات ومشاكل عدة منذ الخمسينيات الا انه لم يشهد ان يخرج عدد كبير من ابنائه الى ذل اللجوء لاي بلد كان كما حصل ابان تحرير العراق للكويت سنة 1991 حيث عانى البلد مشاكلا اقتصادية بعد خروجه من الحرب الظالمة المفروضة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي استمرت لثمان سنوات خسر فيها العراقيين الكثير من السشباب فضلا عن الخسارة الجسيمة بالمعدات والبنى الاقتصادية والتحتية وانهيار ا لسياسة الخارجية للبلد _ التي امست بالحضيض_ بسب حماقات النظام البائد وشخصه المقبور,وقد عانى العراقيين اقسى المعاناة تحت ظل سطوة وطغيان البعث والداعمين له من دول الخليج والغرب,الامر الذي بلغ السيل الزبى فما كان الا ان تنتفض الدماء البريئة التي سُفكت على يد الجلاد وجلاوزته وينهض الشعب العراقي الابي بثورة لم يشهد لها مثيل على طول زمن الثورات رغم السلبيات التي تخللتها فكان للبعث المجرم واسياده اليد الطولى بتشويه صورتها وصورة الثوار الابطال وقضيتهم الحقيقية من انها صورة ثانية لثورة ايران!, الامر الذي دفع بامريكا ان ترفع يدها عن مساندة الشعب كما طالبت ودخلت البلد وقتذاك قاصدة القضاء على النظام البائد كما قال نورمان شوارتكزوف قائد عمليات عاصفة الصحراءعند تحرير الكويت(*).فاندفع الجلاد بزج قوته العسكرية من جديد متمثلة بالحرس الخاص وبقيادة الاجلاوزة على حسن المجيد المجرم وحسين كامل بالانقضاض على كل من تسبب بالفوضى والمقصود بها الثورة وقد وصفت بالغوغائية وثوارها ايضا فاندكت صواريخ المجرم وطيارته التي قتلت المئات بين كربلا والنجف وصولا الى اهوار العراق الابية حيث داهمت قوى الشر كل بيت معتقلة الرجال والنساء والاطفال ومهددة بقتل كل من يُشتبه به من الثوار,فاضطر الغيارى ان يلجأوا الى المنطقة الامنة التي خُصصت من قبل القوات الامريكية في الخليج حتى وصل عدد المهاجرين الى زهاء الخمسين الف موزعين بصحراء الحفر الباطن,الزلفي, الارطاوية, ورفحاء وقد فضلت العوائل والثوار ان تقطنها خيرا من ان تكون طعما لسجون ومشانق صدام المجرم ,فاستقر بهم النوى بتلك البفع التي غابت عن انظار الاعلام المرئي والمسموع الا ماندر لبعض القنوات المعارضة وتلك هي الاخرى لم تفعل شيئا حتى هذه اللحظة لكل اللاجئين.
 
 
 
 
الامر الذي جعل اكثر اللاجئين يعيشوا حالة اليأس الاخر بعد وعودٍ ذهبت ادراج الرياح من قبل من كانوا يسمون انفسهم معارضة والحال انهم لم يفعلوا شيئا حيال سقوط النظام البعثي اي شيئ حتى عام 2003 اذا لولا تحالفهم مع السيد الاكبر والراعي الاول لبقاء صدام طيلة الاربعين سنة في الحكم لما وصلوا الى المنطقة الخضراء! ومعروف تماما ان عجز المعارضة الذين هم الان في سدة الحكم عن تقديم ابسط انواع المساعدة التي لايمكن ان تقدر باثمان ليوم في صحراء السعودية الجرداء والقاسية بكل معنى الكلمة فضلا عن المعاملة السيئة من قبل افراد الحرس السعودي _كما يذكر اغلب اللاجئين الذين التقيت بهم_.فمن الواضح ايضا ان لدى اللاجئين مايبرر مطالبهم بالحقوق المشروعة التي ضاعت كما يقولون من قبل العهدين عهد البعث المنصرم البائد وعهد الانفتاح بقيادة المضطهدين كما يصفونهم !
 
 
 
 
الامر الذي يخفى على الكثير من العراقيين في داخل البلد اذ يجهل الكثير مهنم انطباعا ومعلومات عن وضع ابناء بلدهم في مخيمات اللاجئين, فيتصور ابناء الداخل ان اللاجئين يعيشون حالة مرفهة ومنعمة, مهئيةً ً لهم كل اسباب الخير!لكن يرد احد اللاجئين ممكن كان في رفحاء(ع) اكتفى بذكر الحرف الاول من اسمه حيث كان في حفر الباطن ومن ثم الزلفي وبعد ذلك الارطاوية فرفحاء( منذ عام 1990 الى شوال 1997 سبع سنوات قضيتها بالذل والقهر كسجين داخل زنزانة كبيرة يتقاسم اهلها صراع البقاء ويتقاسمون قسوة الروتين المعطل , حياة جامدة عاطلة عن كل معاني التقدم ,حياة يعيش الشباب فيها شيخوخة الاحلام والتطلعات وكسل التحرك, حتى بات الكثير يفضل الموت ,طابورا يقتل الوقت ويضيع فرصة التفكر ,فعند كل شي حتى على دورة المياه عليك احيانا كثيرة ان تقف طابورا,اما الطعام فكان اغلبه يصلنا ممزوجا بحبات الرمل والتراب لكننا نمضغه بلا بديل,! والنوم في خيمة لاتقي حرا وبردا ولكنها تألفت معنا فصارت اقسى من القماش الذي صُنعت منه تضامنا مع اللاجئين,, ولو قُدر للخيام ان تتكلم لاسمعتكم مالا عين رات ولا اُذن سمعت ولاخطر على قلب بشر من قسوة ورداءة الحياة في هذا المعتقل الكبير!)**
Share |