زيارة المالكي لروسيا مالها وما عليها/عبد الامير الهماشي

Sat, 6 Oct 2012 الساعة : 16:08

المتتبع للوضع العراقي في علاقاته الدولية يرى ان المالكي اطلق رسالة واضحة قبل زيارته لروسيا الاتحادية حيث عبر عنها بالابواب المفتوحة وهي رسالة للولايات المتحدة اولا ولروسيا الاتحادية ثانيا وسنناقش دلالة الامر بعد استعراض بسيط لوضع الدولتين في علاقاتها مع العراق الولايات المتحدة : عبر رئيس الوزراء في أكثر من مناسبة أن العراق صديق للولايات المتحدة وهناك التزام قد عُبر عنه بالاخلاقي من قبل الرئيس الامريكي اوباما بما أقره الرئيس السابق يوش كما أن اتفاقية التعاون الستراتيجي مازالت قائمة بالرغم من تلكوء الولايات المتحدة في المجال العسكري والاقتصادي كما أنها مازالت لم تعمل بصورة جدية على إخراج العراق من طائلة البند السابع وهي من سعت الى ايقاع العراق فيه بعد غزو صدام للكويت وقد تبددت جميع الاسباب الداعية الى بقاء العراق تحت هذا البند الا ان الولايات المتحدة وبريطانيا تتحججان بالكويت وبقضايا يُقال انها عالقة بين البلدينوفي مجال الطاقة النفط والكهرباء ينطبق الامر ذاته مع تطور سلبي في المجال النفطي حيث تغاضت الولايات المتحدة عن استفزاز الشركات الامريكية للمركز بابرام عقود مع الشمال دون اخذ موافقة المركز ،وربما اعطت ضوءا اصفر للشكرات بالايحاء الى البرزاني وعلاوي بالسعي لتجميع الكتل لقيادة انقلاب دستوري او ابيض ضد رئيس الحكومة المالكي وهو ما صرح به السفير الامريكي السابق بان الولايات المتحدة لاتعارض تغيرا في الحكومة العراقية اذا ما تم وفق اليات الدستور العراقي وقد تبدد هذا الامر تقريبا بعد فقدان الالية الدستورية للتغيير وفي مجال التسليح يرى العراق تلكوءً واضحا في هذا المجال كما ان العقود التي اُبرمت مع الجانب الامريكي غير ملبية للطموح حتى هذه اللحظة كما ان الاموراللوجستية مازالت غير مؤهلة للتأقلم مع التسليح الامريكي وربما تشعر الولايات المتحدة بنوع من عدم الثقة وعدم الرضا أحيانا من تصرف الحكومة العراقية في الشأن الاقليمي من حيث العلاقات مع سوريا وايران كما ان المؤسسات الامريكية مازالت ترى بعيون الدبلوماسين الذين لهم علاقات واسعة مع اطراف عربية لاترغب في الوضع العراقي كل هذه النقاط تدفع بالعراق الى التفتيش عن أبواب اخرى فمازالت البنى التحتية للبلد تعاني من العمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حربهم على العراق إضافة الى عدم اكتمال جاهزية القوات المسلحة من حيث التسليح للدفاع عن اراضيه اولا او ان يكون مؤهلا لعدم جعل أراضيه ممرا للاسلحة الى هذا البلد أو ذاك روسيا الاتحادية :ما يعبر عن الموقف الروسي في أزمات الشرق الاوسط بالمتخاذل لأنه لايدافع عن أصدقائه باستثناء موقفه من سوريا بعد ان شعر الروس بخسارة كل مواطئ القدم التي كانت لهم من الاربعينيات من القرن الماضي وحتى تغيير النظام الليبي ،ولكن الملاحظ أن روسيا لم تكن تعتبر نظام صدام حليفا لها فهي تعرف ارتباطات الرجل ومواقفه ولايوجد الا المصالح التجارية بين الطرفين وعقود التسليح التي وُرثت للنظام منذ تأسيس الجمهورية في زمن الرئيس الراحل عبدالكريم قاسموقد تختلف الاحداث اليوم حيث يقود الرئيس بوتين حملة لاعادة مكانة روسيا كقطب منافس للولايات المتحدة وهو ما يتفق معه أغلب الحرس القدي وحتى بعض أقطاب المعارضة الغير مرتبطة بالغرب ويتخذ بوتين في هذا سياسة خارجية صارمة ويمضي في سباق التسلح ولانريد هنا التطرق الى التفاصيل الكثيرة في هذاا المجالوما يهمنا ان روسيا الاتحادية تسعى لان تكون قطبا منافسا للولايات المتحدة وتسعى لادامة علاقاتها مع اي بلد عربي وتلبية رغباته من اجل امداد روسيا بالنفط وتوفير اسواق للبضاعة الروسية لاسيما في المجال العسكري وقد تأتي في اولويات زيارة رئيس الوزراء العراقي الذي وجهت له دعوة من الرئيس الروسي بوتين شخصيا في امر يكسب بعدا خاصا لانها تأتي من رئيس جمهورية الى رئيس الوزراء هي العقود التسليحية التي أشار فيها الخبراء او الضباط العراقيين الى تأقلم هذه الاسلحة مع الجيش العراقي ممادفع رئيس الوزراء الى المضي بهذا الامر وبان تكون هذه الصفقة بمثل هذا الحجم الكبير وربما سيعوض العراق عن النقص الحاصل في قوته الجوية بقوة صاروخية وهو ماسيكون ضمن ما سيعرض في المفاوضات بين الجانبين بالاضافة الى ان البنى التحتية العراقية في مجال النفط والكهرباء يعود معظمها الى مناشئ روسيا مما قد يدفع بالعراق الى الاستعانة بالجانب الروسي في هذا المجال وقد تكون هناك رؤية مشتركة في التقاء البلدين وستحاول روسيا تنفيذ الرغبات العراقية في المجالات كافة للعودة الى السوق العراقية التي ستنفتح لها بعد غياب دام عشر سنوات وقد يثار تساؤلا لاغبار عليه هل ستثير هذه الزيارة الولايات المتحدة ؟الجواب الاولي نعم ستراقب الولايات المتحدة هذه الزيارة وربما لايكون هناك تعقيلا او رد فعل مباشر بانتظار النتائج لهذه الزيارة والمدى الذي ستصل اليه العلاقة بين البلدين ومدى التزام العراق بصداقته المتأرجحة مع الولايات المتحدة ويرى المحللون ان العراق لايجب ان يبقى مكتوف اليدين بانتظار الهبة الامريكية وبانتظار أن تقدم الحكومة العراقية فروض الطاعة والولاء لتنفيذ الاتفاقات الامريكية العراقية بالرغم من تخوف البعض بان روسيا لاتلتزم باصداقائها وسرعان ما تضحي بهم من اجل صفقة اكبر على شكل رشى بعقود كبيرة فهل شينجح المالكي في قيادة الدفع وينجح في ستراتيجيته الجديدة التي أسماها الابواب المفتوحة التي تدر الخير على العراقيين ام ستهب علينا رياح شرقية وغربية لايمكن للعراق ان يصدها ؟

Share |