نحن بحاجة ماسة الى ........../علي كاظم الحارس

Sat, 6 Oct 2012 الساعة : 15:44

 

ما أمر به عبد الله علي أمير المؤمنين ، مالك بن الحارث الأشتر في عهده إلى الصحابي الجليل مالك الاشتر رضوان الله تعالى عليه ، حين ولاّه مصر : جباية خراجها ، وجهاد عدوّها ، واستصلاح أهلها ، وعمارة بلادها .أمره بتقوى الله ، وإيثار طاعته ، واتباع ما أمر به في كتابه ، من فرائضه وسننه ، التي لا يسعد أحد إلاّ باتباعها ، ولا يشقى إلاّ مع جحودها وإضاعتها ، وأن ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه ، فإنّه جل اسمه ، قد تكفّل بنصر من نصره ، وإعزاز من أعزه .
 
*وأمره أن يكسر نفسه من الشهوات ، ويزعها عند الجمحات ، فإنّ النفس أمارة بالسوء ، إلاّ ما رحم الله .
اين نحن من كل هذا ايها الاحبة اين الحكومات التي تتستر خلف ما قاله ابا الحسنين عليه السلام ؟
كذلك قال له بوصيته اياه :
 
*وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك ! وقد استكفاك أمرهم ، وابتلاك بهم .
 
سلام والف تحية بانحناء لك مولاي يا امير المؤمنين توصي بالرحمة , والمحبة ,واللطف وما هي فضيلة يعامل بها الانسان من حيث هو انسان يا سيدي ومولاي !! اين نحن من كل هذا ولو بجزء يسير منه لنزلت علينا بركات السماء وتدفقا للارض عيونا من الخيرات !!إ
 
*يّاك ومساماة الله في عظمته ، والتشبه به في جبروته ، فإنّ الله يذل كل جبّار ، ويهين كل مختال .
أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ، ومن خاصّة أهلك ، ومن لك فيه هوى من رعيتك ، فإنّك إلا تفعل تظلم ! ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ، ومن خاصمه الله أدحض حجّته ، وكان لله حرباً حتّى ينزع أو يتوب .
 
أما اليوم فيا ابا الحسن نحن نتقاتل فيما بيننا ونتعنصر حتى مناطقيا واما بستار الدين فقد قتلت خيرة ابناء الاسلام وعلماءه , ان كنا قد حذونا حذوك وانتهجنا منهج الحق محمد وعلي وال البيت عليهم السلام اجمعين لما الت بنا الامور الى ما نحن فيه الان من حقد وبغضاء وعداء الاخ مع اخيه والولد مع ابيه ةما نرى المشاكل جما بين العوائل وعدم الاستقرار كوننا لم ننهج على ما ارادوه لنا محمد واله الاطهار عليهم الصلاة واتم التسليم .
نرى اليوم ماتحويه بطون الكتب أدهى وأمر ..ومايفعله السلفيون المدججون بالمال والقوة والإعلام في كل مكان في العالم من فظاعات
وتجاوزات وافتراءات ، لايترك المجال أمام صوت العقل والحكمة والرحمة ..
الطريق إلى الله لايحتاج إلى مرشدين ، ووعاظ سلاطين ، بل يحتاج إلى نفوس نقية ، وقلوب طاهرة مترعة بالحب ، وعقول مغسولة بالعلم والحكمة والإيمان .. تنهج منهج القران الكريم , وتحذوا حذوا الرسول الاكرم محمد واله الطيبين الطاهرين ,
 
علينا جميعا احبتي اعزائي ان نتحاور بالمنطق والعقل والقرآن لأن كل من يخالف هذه الأمور سوف يضرب عرض الحائط وهذا هو مبدأ الحق والحقيقة القائم على العلم والمنطق وهو ما تعلمناه من امامنا جعفر الصادق(ع) وكل أئمتنا المعصومين (سلام الله عليهم أجمعين) وفي أمامنا أمير المؤمنين (ع) الذي هو أبو العلم والمنطق والكلام ,ونرجو من الله أن نوفق في ذلك.ولناخذ مايقوله الكاتب والمفكر المسيحي جورج جرداق في كتابه (الأمام علي صوت العدالة الإنسانية)ومن ناحية وجهة نظر الأمام علي فيقول :
 
{وأنا لفي غنى عن إعطاء الأدلة الآن على هذا التماسك المطلق بين تعاليم أبن أبي طالب ثم بينها وبين مسلكه من جهة ثانية ن ففي هذا الكتاب ، في كل ماسبق نوفي كل ما هو لاحق ، ألفُ دليل ودليل .ثم لنستمع إلى أبن أبي طالب يخاطب معاوية بن أبي سفيان قائلاً :
 
((وما أطلبك إليَّ الشام فإني لم أكن أعطيك اليوم ما منعتك أمس.وأما استواؤنا في الخوف والرجاء فإنك لستَ أمضى على الشكَ مني على اليقين!))
 
ولماذا لم يعطي عليٌّ معاويةَ الشام بالأمس؟ لأن معاوية في حكمن علي (( من أهل المكر والغدر ، وأولى الجور والظلم ، وأكلةَ الرشا ، المشترين الغادر الفاسق بأموال الناس ، الذين سفهوا الحق واختاروا الباطل ، والذين لو ولوا على الناس لأظهروا فيهم الغضب والفخر والتسلط بالجبروت والفساد في الأرض))}
 
(هذه العبارات نجدها في اماكن مختلفة من {نهج البلاغة} و(ومستدرك نهج البلاغة} وكلها في وصف معاوية) ونظرة الأمام علي (ع) الى الحاكم قد تجسدت في رسالته الشهيرة الى عامله في مصر الصحابي الجليل مالك الأشتر والتي تم بها تكريمه من قبل الأمم المتحدة واتخاذ الأمام نموذج في طريقة الحكم من وصايا أمير المؤمنين(عليه السلام) لعامله على مصر مالك الاشتر ، التي يؤكد فيها على ((استصلاح الأراضي والتنمية ويقول وليكن نظرك في عمارة الأرض ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد واهلك العباد ولم يستقم أمره إلا قليلاً)).
 
وهذه النظرة الشمولية للإمام تدلل على مدى علمه والفقه الذي يحمله وهو بحق باب مدينة العلم والذي بولايته التي ولاها له رسول الله محمد(ص) قد اكتمل الدين وتمت نعمة الإسلام.
.
 
الحصيلة النهائية من بحثنا اعلاه ان من يلتزم بما اراد الله جل وعلا للانسان بما ازل به على صدر النبي الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم وال البيت عليهم السلام الامتداد الحقيقي للنبوة ,اذن فهو يمثل الاسلام الصحيح ولايمكن الطعن او التشكيك فيه ومن انحرف عن الخط الاسلامي النقي فهو ضال ومرتد والله اعلم , نسال الله العلي العظيم ان يحبب فيما بيننا ويرحمنا وينتقم لنا من اعداء الانسانية النواصب المجرمين , والحمد لله رب العالمين. 
Share |