المشعل بين نار العرب وايران/فراس الخفاجي
Fri, 5 Oct 2012 الساعة : 16:27

خالد المشعل رجل عرفته الساحة الفلسطينية منظرا وقائدا لحماس تلك الحركة التي كان لها الكثير من المشاكل مع رفيقاتها من الحركات الفلسطينية وبالذات مع منظمة التحرير وقادتها وعلى رأسهم محمود عباس ما افضت تلك الخلافات الى الانشقاق الجغرافي وليس السياسي فقط في قضية فلسطين حيث الحكومة التي تقودها حماس في قطاع غزة ويقابلها حكومة اخرى تقودها منظمة التحرير في الضفة الغربية ، ولحماس الكثير من العلاقات الخارجية وخصوصا مع الدول العربية ولكن في المقابل لقد لاحظنا ان العلاقة الفعلية كانت مع ايران التي دعمتها بشكل غير محدود وما زالت دولة ايران هي الداعم الاكبر لقضية فلسطين منذ اليوم الاول لسقوط الشاه حينما جلب الامام الخميني رحمه الله المرحوم ياسر عرفات لتسليمه سفارة فلسطين مكان السفارة الاسرائيلية وكانت تلك الضربة القاصمة للكيان الصهيوني والتي لم يحملها باقي القادة الفلسطينيين معروفا في رقابهم ولا حتى اعتباره موقفا شريفا ومناصرا لفلسطين بما فيهم عرفات الذي دار ظهره الى ايران ، ومع ذلك استمر الدعم الايراني لفلسطين من خلال حماس الحركة الاسلامية المفروض انها قريبة من ايران وهي التي أزعجت العرب كثيرا بما فيهم بعض الدول الخليجية التي تحاول اليوم تحييد حماس عن هذا المحط الجغرافي وابعادها عنه بأي وسيلة ولذلك لاحظنا التحرك القطري اليوم من خلال تنصيب خالد المشعل زعيما للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين ليكون خليفة يوسف القرضاوي المعروف في توجهاته الطائفية المسمومة تجاه ما يسمى بالامتداد الشيعي من ايران الى العراق وصولا الى لبنان ولديه الكثير من الفتاوى والتوجيهات التي أريقت بسببها دماء غزيرة خصوصا في لبنان والعراق، وما يهمنا من هذا الامر هو قيام قطر بفرض المشعل على هذا المنصب لانه سيصب في المصلحة القطرية واجندة الوهابية التكفيرية في السعودية وغيرها من دول الوطن العربي لامور مهمة:
1- سحب البساط من تحت اقدام الايرانيين الذين كانت حماس يدهم في المنطقة المحتلة في فلسطين ومن ثم ايقاف كل الترابطات الواقعة بين ايران والحركة التي يرأس مكتبها السياسي المشعل نفسه.
2- ازالة رقم مهم من معادلة المقاومة والممانعة التي ينادي بها بشار الاسد ولذلك خرج الى الاعلام مهاجما النظام السوري ارضاء لاهواء الامير القطري حمد .
3- ستكون حركة حماس وانطلاقا من الاراضي الفلسطينية المحتلة كعنوان فخري للنظام والمواجهة ضد ما يسمونه بالمد الصفوي واعادة ترتيب خرائط المنطقة بالشكل الذي تريده مخططات التكفيريين ومن ورائهم من عرب حاقدين وبالذات ما حصل في العراق باعتبار ان هذا التغيير جاء عكس ما تشتهيه نفوسهم المريضة .
4- يتأمل حاكم قطر ان تغيير النظام السوري سيجعل من تنظيم الاخوان المسلمين قيادة المنطقة برمتها بما فيها الشعوب وقادتها او رؤسائها الحاكمين وهو ظن على ما اعتقد ليس في محله لان قطر كدويلة وحكامها يتعاملون مع هذه القضايا بغباء العظمة والجبروت لانهم في النهاية ليسوا اكثر من اقزام وهناك من سيوقوفهم عند حدهم .
من خلال ذلك تحاول قطر اللعب بالنار الحمراء عبر هذه الخطوة التي يريدون من المشعل ان يشعلها نارا في دروب المنطقة العربية بالضد من ايران ولتكون حربا على من يخالفهم في اجنداتهم الخبيثة وان استعرت النار بين العرب وايران فإنها ستكون قد نفذت ما تريده منها اسرائيل ويكون وقتها الرجل الذي قاومهم عقودا من الزمن على أرض فلسطين صار حطبا لملذات حكام الخليج ورعونتهم.