الفقه للمستثمرين عقيل الموسوي ـ المانيا

Thu, 23 Jun 2011 الساعة : 5:36

 للمستثمرين عقيل الموسوي ـ المانيا
لم يكن للاغتراب في قاموس العراقيين مصطلح واضح المعالم الى ان نزى الطاغية على حكم العراق في نهاية العقد الثامن من القرن العشرين حيث بدأ بتصفية معارضي استلامه السلطه من داخل حزبه قبل ان يتحول الى ملاحقة وتصفية كل الخيرين الذين عارضوه في الرأي او الكلمه , ومن ثم دخوله حرب السنوات الثمان التي اتت على الاخضر واليابس , واكتمل الخطاب بعدها بالحصار الذي كان هو نفسه سببه الرئيسي ان لم يكن الوحيد , وعلى مدى الخطوات الاربع التي سيّر الشعب خلالها بات من المؤكد أن يكون للعراقيين محطات اخرى بديلة عن الوطن الام سواء كانت لغرض المعارضه او لطلب الرزق او العلم ـ على قلة فرصه ـ او لغرض التعرف على العيد عن كثب من خلال الحشر مع الناس . الامر الذي جعل من مصطلح الغربه او الاغتراب والمغتربين متبلورا وواضح المعالم . ومن هنا اصبح على العراقيين التعامل مع الوضع الجديد ـ وضع الغربه ـ وبكل اوجه التعامل , من ابسط العادات والطقوس الى التنظيم العقائدي والديني الامر الذي دعا بعض رجال الدين الى اِفراد بعض الفتاوى الخاصه بهذا المجتمع المغترب لما شكّله من ثقل عددي ومالي ـ طبعا ايام الحصار حين كانت الورقه تعني راتب هيئه تدريسيه كامله ـ كما انبرى البعض الاخر الى اعطاء الامر العنايه والدراسه الواسعتين حيث اخذوا بنظر الاعتبار جميع ما يحيط هذه الحياة الجديده , حتى وصل الامر الى ظهور مصطلح جديد عرف بفقه المغتربين , واصبح جزءاً لايتجزأ من المنظومة الفقهيه وقد صدرت عدة طبعات بهذا العنوان دخلت في ادق تفاصيل حياة المغترب من مأكل وملبس وسفر ومكسب ومعيشه , كما ركّز البعض من رجال الدين على ما يكسبه المغترب من اموال وراحوا يشرحون وبأسهاب لا نظير له العمليات الحسابيه التي يتم بموجبها استقطاع اموال الزكاة والخمس والصدقات ورد المظالم ...الخ , علما بأن اغلب العراقيين في تلك الفتره ـ ولا زالوا ـ يقتاتون على فتات المساعدات الاجتماعيه التي لا تغني ولا تسمن من جوع وكانت تلك الغالبيه تقتطع من اقوات اولادها او من جهدها كي ترفد اهلها بورقه او ورقتين شهريا ـ عندما كان الحديث مقتصرا على الورقة الحلم ولم يسمح لأحد بالحديث عن الدفتر ـ كما ان البعض من رجال الدين ذهب الى فتوى قد لايصدقها البعض وهي حرمة اخذ المعونه الاجتماعيه مالم يتم استخراج حق الامام منها , الى ذلك استرعي الانتباه بأني لا اعترض على كل ماتقدم خصوصا وان الفترة قد انجلت وصارت ايام الحصار في خبر كان ـ لا اعادها الله علينا ـ ولكني اقول متسائلا ان الاخوه رجال الدين جزاهم الله خيرا قد تفقهوا ايام الحصار من اجل المغتربين واموالهم رغم بساطتها , فلماذا لانسمع منهم حتى هذه اللحظه عن فقه جديد او شِعبٍ جديد من شِعَب الفقه يَعنى بالوضع الجديد وما يتضمن من اموال استثمارات طائله لم تعد تحسب بالدفاتر او حتى ( بالشدّات ) وليكن اسمه ( الفقه للمستثمرين ) لعلّه يرفد خزينة الدوله التي بحاجة الى الدولار الواحد لكي تغطي رواتب الأخوه المسؤولين فضلاً عن المناصب المستحدثه وربما التي ستستحدث لاحقاً خصوصا اذا ما أبدى احد قادة الكتل السياسيه زعله , اقول ألَم يأن للذين تفقهوا بالدين ان يرشدوا مستثمرينا وتجّارنا في هذا المجال الذي اقل ما يقال عنه ان التاجر فاجر ما لم يتفقه في الدين أم ان تجارنا ومستثمرينا متفقهين اصلا أم ان فقهاءنا اصبحوا تجارا ومستثمرين أم اننا لا ناقة لنا في مايجري ولا جمل ولهذا لم تصلنا الفتاوى تترى كما كانت تحرم علينا الجيلاتين وجبن الكرافت؟الفقه للمستثمرين عقيل الموسوي ـ المانيا
لم يكن للاغتراب في قاموس العراقيين مصطلح واضح المعالم الى ان نزى الطاغية على حكم العراق في نهاية العقد الثامن من القرن العشرين حيث بدأ بتصفية معارضي استلامه السلطه من داخل حزبه قبل ان يتحول الى ملاحقة وتصفية كل الخيرين الذين عارضوه في الرأي او الكلمه , ومن ثم دخوله حرب السنوات الثمان التي اتت على الاخضر واليابس , واكتمل الخطاب بعدها بالحصار الذي كان هو نفسه سببه الرئيسي ان لم يكن الوحيد , وعلى مدى الخطوات الاربع التي سيّر الشعب خلالها بات من المؤكد أن يكون للعراقيين محطات اخرى بديلة عن الوطن الام سواء كانت لغرض المعارضه او لطلب الرزق او العلم ـ على قلة فرصه ـ او لغرض التعرف على العيد عن كثب من خلال الحشر مع الناس . الامر الذي جعل من مصطلح الغربه او الاغتراب والمغتربين متبلورا وواضح المعالم . ومن هنا اصبح على العراقيين التعامل مع الوضع الجديد ـ وضع الغربه ـ وبكل اوجه التعامل , من ابسط العادات والطقوس الى التنظيم العقائدي والديني الامر الذي دعا بعض رجال الدين الى اِفراد بعض الفتاوى الخاصه بهذا المجتمع المغترب لما شكّله من ثقل عددي ومالي ـ طبعا ايام الحصار حين كانت الورقه تعني راتب هيئه تدريسيه كامله ـ كما انبرى البعض الاخر الى اعطاء الامر العنايه والدراسه الواسعتين حيث اخذوا بنظر الاعتبار جميع ما يحيط هذه الحياة الجديده , حتى وصل الامر الى ظهور مصطلح جديد عرف بفقه المغتربين , واصبح جزءاً لايتجزأ من المنظومة الفقهيه وقد صدرت عدة طبعات بهذا العنوان دخلت في ادق تفاصيل حياة المغترب من مأكل وملبس وسفر ومكسب ومعيشه , كما ركّز البعض من رجال الدين على ما يكسبه المغترب من اموال وراحوا يشرحون وبأسهاب لا نظير له العمليات الحسابيه التي يتم بموجبها استقطاع اموال الزكاة والخمس والصدقات ورد المظالم ...الخ , علما بأن اغلب العراقيين في تلك الفتره ـ ولا زالوا ـ يقتاتون على فتات المساعدات الاجتماعيه التي لا تغني ولا تسمن من جوع وكانت تلك الغالبيه تقتطع من اقوات اولادها او من جهدها كي ترفد اهلها بورقه او ورقتين شهريا ـ عندما كان الحديث مقتصرا على الورقة الحلم ولم يسمح لأحد بالحديث عن الدفتر ـ كما ان البعض من رجال الدين ذهب الى فتوى قد لايصدقها البعض وهي حرمة اخذ المعونه الاجتماعيه مالم يتم استخراج حق الامام منها , الى ذلك استرعي الانتباه بأني لا اعترض على كل ماتقدم خصوصا وان الفترة قد انجلت وصارت ايام الحصار في خبر كان ـ لا اعادها الله علينا ـ ولكني اقول متسائلا ان الاخوه رجال الدين جزاهم الله خيرا قد تفقهوا ايام الحصار من اجل المغتربين واموالهم رغم بساطتها , فلماذا لانسمع منهم حتى هذه اللحظه عن فقه جديد او شِعبٍ جديد من شِعَب الفقه يَعنى بالوضع الجديد وما يتضمن من اموال استثمارات طائله لم تعد تحسب بالدفاتر او حتى ( بالشدّات ) وليكن اسمه ( الفقه للمستثمرين ) لعلّه يرفد خزينة الدوله التي بحاجة الى الدولار الواحد لكي تغطي رواتب الأخوه المسؤولين فضلاً عن المناصب المستحدثه وربما التي ستستحدث لاحقاً خصوصا اذا ما أبدى احد قادة الكتل السياسيه زعله , اقول ألَم يأن للذين تفقهوا بالدين ان يرشدوا مستثمرينا وتجّارنا في هذا المجال الذي اقل ما يقال عنه ان التاجر فاجر ما لم يتفقه في الدين أم ان تجارنا ومستثمرينا متفقهين اصلا أم ان فقهاءنا اصبحوا تجارا ومستثمرين أم اننا لا ناقة لنا في مايجري ولا جمل ولهذا لم تصلنا الفتاوى تترى كما كانت تحرم علينا الجيلاتين وجبن الكرافت؟

 

Share |