الرئيس خوسيه موخيكا ؛ أفقر رئيس دولة في العالم !/مير عقراوي
Fri, 5 Oct 2012 الساعة : 15:28

[ اذا أصبح رئيس ما ثريا ولم يكن كذلك من قبل ، على الشعب أن يحقق معه متسائلا ؛ من أين لك هذا ، فيحاكمه ، ثم يعزله !؟ ]
مير عقراوي / كاتب بالشؤون الاسلامية والكوردستانية
قد لايصدّق الكثير ، وقد يستغرب الأكثر الى حد الدهشة في الشرق البئيس التعيس بأن رئيس دولة الأرجواي في أمريكا الجنوبية السيد خوسيه موخيكا هو الأفقر والأنظف ، وهو الأكثر نزاهة وزهدا وتقشفا وعدلا ونزاهة من بين جميع الزعماء والملوك والرؤساء والمسؤولين في العالم ... لهذا لم تكترث بهذا الخبر الهام ، وبهذه المسألة البالغة الأهمية الوسائل الإعلامية والفضائيات في البلاد العربية وغير العربية كذلك ، مثل تركيا وايران وباكستان وإقليم كوردستان ! .
والسبب في عدم التصديق والإستغراب هو أنهم لم يروا من الرؤساء والملوك والحكام وأبنائهم وأقربائهم وحاشيتهم إلا الثراء الفاحش والقصور الفخمة والطائرات الخاصة والمنتجعات الفارهة ومواكب السيارات الخيالية الأسعار ، مضافا الى إستبدادهم وجورهم وآحتكارهم للحكم والإرادة والمصير والثروات الوطنية للشعوب ! .
فالسيد خوسيه موخيكا رئيس جمهورية ألورجواي يبلغ من العمر حاليا ( 67 ) عاما . لقد وصفت الصحافة الأورجوائية الرئيس موخيكا بأنه الرئيس الأكثر فقرا في العالم ، إذ يبلغ راتبه الشهري نحو ( 8800 ) يورو ، وهو يتبرّع من راتبه هذا قرابة ( 90% ) لصالح الفقراء والمعوزين في بلاده ، وإنه قانع بما تبقّى له من الأقل من راتبه . علاوة على ذلك فقد عرض الرئيس موخيكا للصالح الاجتماعي العام على حكومته إستخدام بعض أجنحة القصر الرئاسي في العاصمة ( مونتفديو ) ، لأجل توفير المأوى للمشرّدين والمحتاجين في حالة عدم كفاية المراكز والأماكن الموجودة بالعاصمة . على هذا ، وبحسب التقارير لمنظمة الشفافية الدولية تعتبر الأورجواي أنها البلد الأقل فسادا في أمريكا الجنوبية ، وهي أيضا من أكثر بلدانها نموا وتطورا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وغيره !!! .
بالحقيقة إن الرئيس خوسيه موخيكا ، هذا الحاكم النزيه والصالح والعادل قد ضرب أسطع الأمثلة الحية والعملية في الحكم العادل ، وفي الحاكم العادل ، وفي الرئيس الزاهد النزيه والمخلص لشعبه ووطنه ، وأثبت عمليا أنه خادم لهم ، حيث الرئيس هو حقيقة خادما لشعبه كما جاء في الحديث النبوي الشريف ؛ { سيّدُ القوم خادمهم } ! .
إن موخيكا الحاكم الصالح لايملك حسابا بنكيا ، وإنه لا يستخدم سائقا لسيارته الصغيرة المتواضعة والقديمة الطراز ، بل هو يقود سيارته بنفسه ، مع أنه الحاكم والرئيس للأورجواي ، وإنه كذلك قد بلغ من العمر عتيّا . أما سيارة الرئيس خوسيه موخيكا فهي < فولكس واجن بيتيل > طراز ( 1987 ) !!! .
أما الرؤساء والحكام عندنا فهم قد آكتنزوا ، مع أبنائهم وأقربائهم والذين يُسَبِّحون بحمدهم ويدورون في فلكهم مئات المليارات من الدولار ، ومثله من الكنوز والثروات الوطنية الأخرى للشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها وأمورها ، وعلى مصيرها ومصائرها ، وعلى عزها وكرامتها وحقوقها ، وعلى حرياتها وإراداتها وثرواتها المنهوبة نهبا ! .
لهذا ، فالمعروف في الشرق إن الحكام والرؤساء وأبناؤهم وأقاربهم هم الحل والفصل والفيصل والقضاء والقضاة ، وهم الحكم والحاكمية والحكومة والرئاسة والحزب والحزبية ، حيث بيدهم جميع المفاصل الحكومية ، الرئاسية ، الإعلامية ، الأمنية والمخابراتية والعسكرية ، الإقتصادية والمالية وغيرها ... وهم أخيرا على حساب ثروات الشعوب الوطنية هم الأثرى والأكثرى ثراءا ، { ويا ليت قومي يعلمون } !