لك يا أستــــاذ: الشيخ نعيم ألسعيدي

يسرنا وعلى بركة الله تعالى أن تضع بين أيدي الإخوة والأخوات من المعلمين والمعلمات المحترميـــــن بعض النقاط الهامة وهم يعيشون مناورات الأجواء الدراســــــــــية الشبه غامضة لهذا العام بســــــــــبب تغيير بعض المناهج وازديـــــــــاد الطلاب وقلة الصفوف ومستلزمات التدريس الحديثـــــة كالحاســـــــــــــوب ولوحــــــــات الكـــتابة وعدم توفركادر تدريسي في اختصاصات معينة كمافي الرياضـيات والانكليزي, وذلك لغرض المســاهمة في كشـــــــــف ضبابية الجو الدراسي وماهو غير معلوم وعلينا جميعا وبدون استثناء أن نشد على أيادي الأســاتذة الكرام ونقف معهم ونطلب منهم التهي وعدم التهاون والتوكـــــــــل على الله ونســـال منه تعالى لهم التوفيق والســـــــــــداد وإكمــــــــــــال هذه المعركة ذات الإبــــــعاد المتشعبة ليخرجوا منها منتـــــــصرين مرفوعي الرأس عاليا راجــين من الأهالي التعاون الكامل مع الأسـاتذة لغرض بناء أبنائهم بشكل ايجابـــي وسـريع ولا يحصـل ذلك إلا إذا وضع الأبوان منهجا لأولادهم من حيـث الوقت و طريقة القراءة والتحضير واختيار الأســـتاذ وتشجيعهم والابتعاد عن الضـــغط العشوائي من قبل الأب غالبا والمتابعة الحثيثة إلى نهاية العام بإذن الله تعالى كي نكمل هذا البناء كما نبنـي بيوتنا على أحسن وجه بل أبنائنا أهم من كل شئ في وجودنا وعدمنا حيث أنهم يمثلونا أحياءا وأمواتا في السلب والإيجاب.

1ـ العلاقة بالطالب:- واحدة من أهم واجبات المعلم علاقتــه بتلميذه . يقول علمــــــــاء التربية العلاقة إما علاقة اتصال أو علاقة نفوذ حيث إن علاقة الاتصال هي علاقة المشاعرالنابعة من الحب المتأصل في القلب كعلاقة الأم بابنها , وعلاقة النفوذ هي كعلاقة الآمر بالجندي عندما ينفذ له مايــــريده مع ما انه لايحبه أصلا,فمن الضروري جدا للأستاذ أن يبني مع الطالب علاقة الاتصال كي يزرع الثقة الصافية في نفسه بحيث يحل محل الأب الروحــي له حتى يعكس رؤية الطالب تجاهه ليدرك بان الأستاذ يعمل من اجله وهو هدفه الأســـــــــاس ولايتاثر بـاي امر شخصي ويبتعد عن علاقة النفوذ لأنها تنتهي بانتهاء وقتها وذلك لعدم تكيف الطالب معها نفسيا .

2ـ إتقان المادة :- يجب على كل أستاذ أن يتقن المادة بشـــــكل كامل ( رحم الله امرءا عمل عملا فاتقنة ) وهذه النقطة تعد هي جوهر العلم والتعليم , وان لم يكن مجهزا ومستعدا الى النزول في ســـــــاحة التدريس ولم يحدد له هدفا يقصده لحلت مكان الدرس الكارثة الكبرى ثلاثيــــــــة الأبعاد حيث يخسر بهـــــا كل من الأســـــــــــــــتاذ والطالـــب وأهله وهذا مايخشاه الظمــــــيرالحي لانه يكتب في الصفحات السوداء في تاريخ الأستاذ الذي يهدم جيلا بالكامل لســــبب وآخر علما إن إتقان مــــــــــــــادة الدرس لها طرق متعددة ( مطالعة اكثرمن مصدر يخص المادة التي يُدرّسُها ) ( الفهم الكامل للمادة من قبل المعلم ) ولاعيب ان يسال اويدرس ( التمرين على عدة طرق للتدريس ويختارالافضل منها ) من خلال التجربة مثلا كان يفتح دورة او ياخذ ممن له خبرة فــــــــــي هذا المجال وبالاخص من بعض القداما ( التحظير المتقن والمقنع قبل الدرس ) وعدم الاعتماد علــــــى الفهم الســــــــــابق ( التعزيز بالامثلة ) ( التاكد من ايصال المعلومة لكـــــل الطلاب ) ( عدم الملل والاستماع إلى ســــــؤال الطالب حتــــى يفهم ) فلنقل كمن يـعد الطعام للآكل فبقدرمايــــــجيد الطبخ يأكل الآخرون وتفتح شهيتهم.

3ـ الاتزان في الشخصية :- شخصية الأستاذ تعتبر إحدى أهم العوامل التي تؤثر تأثــــــــــيرا مباشرا على نفسية الطالب سلبا وإيجابا لان الطالب يدرك تماما أن مجيئه إلى المدرسة لغرض أن يتعلم من قبل استاذه فكل مافــــــــي الأستاذ يأخذه على نحو الجد فيبدأ يقلد ه بالأمور الظاهرية والباطنية , إلا أن المشكلة في مسالة بناء الشــــخصية والاتزان لاتكشف في أوائل أيام العام الدراسي لان بداية العام يأتي الجميع على استعداد كامل ويؤدي ماعليـــــه بأجمل صورة ولكن بمجرد أن تهدا العاصفة وينجلي الغبار تكشف الحقائق ,فترى من يعتقد أن يَفرض شخصيـــته على التلاميذ بالصوت المرتفع في الصــــــــــف أو عكس ذلك تماما بالليونة والبرود المفرط أو بمســــــك العصا والتبختر بالخطى أمام طلابه ليشعرهم بالقوة أو بسرد مسيرته التاريخية وكيف كان وأين,علما إن أهم عوامل بناء شخص الأستاذ هي الدقة في قراءة سلوك ونفسيات الطلاب و التكيف مع الحالات التي يمربها والخروج منها بشكل ناجح وصحيح ولايعطي اي نقطة ضعف على نفسة يحط من كرامته كمافي بعض الدورات الخاصة والعطاء المختلف عن مادة المدرسة لأجل المادة , ليثبت إلى الطالب بأنه إنسان كامل , وعليه أن يُحترم من قبل التلاميذ بدون أدنى تكلف والكمال المطلق لله تعالى

 

 

 

4:- حجم المسؤولية:- قد ينسى الكثير منا حجم المــــــــــسؤولية الملقاة على عاتقه وكأننا نؤدي أمرا روتينــــيا عقيما وهذه من اكبرآفات التعليم حيث إن العلم والتعليم هوالبناء والتكامل المـــــــادي والمعنوي وهذا لايتم علـــى أكمل وجه ألا ممن يدرك حجم المسؤولية , وهناك عدة عوامل يجب أن تبقى عالقة في الذهن لتثير فـــــــــي داخل الجميع الشعور بالمسؤلية منها . مخافةالله تعالى . إذ انه أوعدنا في كتابه العزيز بآيات عديدة ( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يــره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (وقفوهم إنهم مسؤلون) فباي لسان نجيبه في الوقت الذي لامناص من سلطته سبحانه .مسؤلية الاهالي . لان الاباء امّنوا أولادهم عندنا وهذه اكبر أمانه فياترى كيف ترد الأمانة بل الابن أغلى من الكبد عندابويه ( اولادنا اكبادنا يمشون علـــــى الرض) ( وجدتك بعضي بل وجدتكك كلي حتى كان شيئا لو أصابك اصابنــــــــــــــي وكان الموت لو اتاك اتانـــــــي) وهل يدرك الاستاذ المقصر صدمة الرسوب على نفسية الطالب عندما يعودالـــــى البيت وهو لايجد حلا سوى دمعة الالم تشق طريقها على خده وتنزل كالحمم على قلبي أبويه قبل أن تصل الى الارض ويُكســـُر جنحاه عاماَ كاملا بالاضافة الى ارضاء الضمير لان من لايرضي ضميره لايؤمن شره.

5ـ التعصب السلبي:- لابد للأستاذ أن يتحلى بروح كبيرة ومطاطية بحيث تسع اكثرمن طالب واكثرمن مشـكلة لان سلوك الطلاب مختلف تماما ففيهم من هو مامون شـــــــره وفيهم من لايهدا إن لم يثر او يحدث مشكلة وقدتكون المشكلة في اطار الدرس والتدريـــــس كالغش وعدم التحضــير والقراءة ,وقديكون متعلق المشكلة بالخارج سواء من المعلم والمعلمة عندماتحدث لهم مشاكل في البيت ولايجدون لها حلا إلا في راس الطالب او من الطالب وتجرالى الصف مثل الخلافات العشائرية , فنجد بعض الأساتذة يتعصبون ويجازون الطالب بغير الاســــــتحقاق المطلوب بحقة ويستخدمون معه العنف المتواصل ويتهم بالصغيرة والكبيرة بدون تبين وتاكد او لايلتفت الاسـتاذ إلى درجاته بالامتحان ولا ينظر إليه إلا بالسب , وهذا لايجدي نفعا بل يجر إلى ماهو اكبرمن العناد لان الطالب وجد أستاذا تتحكم به عواطفه.

6ـ الالتزام بقانون التربية :- وهذه النقطة تعد العامود الفقري في المدرســـة لان الالتزام يعني التواصل والتواجد فكل ما واصل المعلم درسه وتواجده داخل المدرسة أدى ذلك إلى إكمال المشروع الدراســي على أحسن وجه وكل ما حل الانقطاع حل التذبذب والإرباك وتشتت الذهنية وعدم التركيز وهذا ينعكس سلبا على الجميع , المطلوب هنا ,عدم الخروج أثناء الدوام لأنه يأخذ بإزائه راتـــب,إعطاء المادة بالكامل, عدم جلـــــب الأطفال وبالأخص من قبل المعلمات وللأسف ياتين بهم ويلعبون مايشاءون بل حتى يضربون الطلاب ولا يستطيع الطالب المسكين أن يتفوه بكلمة وان طالب بحقه يرسب بالامتحان , عدم اخذ إجازات غير مقرورة في قانون التربية .

7ـ المساواة :- لانعني بالمساواة في كل السلوكيات بل المطلوب المساواة التــي تجعل الطالــب مطمئن 100% بأنه لايغبن ولا يهمش وإنما يتعامل معه حسب ( الاستحقاقات ) والبعد كل البعد عن المدانات التـــي يكون منشئها إن فلانا ابنا لرمز حكومي او عشائري او مادي او قريب نســـب او عامل طبقي بل قد حتى على حســـاب الشكل هذا اسود وهذا ابيض .

8ـ المدير والإدارة :- تأمل بأبعاد هذه الكلمة ياصاحبها ؟ يُعد المدير ومعاوناه كجذع الشجرة فبقدر ما كانــــت له قوة ومتانة وشموخ تجذر وأثمر ولم يتاثربحراوبرد , وأما لوكانوا كالسعفة في الريــــــــح لحل ما لايحمد عقباه حيث إن المديرهوقطب رحى المدرسة ولابد له أن يعلم مسؤليته الكاملة لان عمله يرتبط بثلاثــــــة جهات ,التربية وفيها له وعليه,المعلمون وكيفية التنسيق معهم وهم الأصعب على المدير,وبالأخص إذا أخطا وميز بعضهم على بعض لسبب وآخر.الطــلاب وأولياء الأمور, فكل هذه الأمور تحتـــــاج جهدا من المدير وعليــــــه أن يلمّ بعمله وإلا يجب وبكل صراحة التنحي عن هذا المنصب لأنه يفسد مدرسة بالكامل .