الزراعة المنسية/عبد العظيم سالم
Sun, 30 Sep 2012 الساعة : 0:10

عندما وصل الطاغية صدام الى السلطة قام بتدمير الحرث والنسل بكل مااوتية من قوة ففي احد خطاباته الارتجالية الشاذة (ولو ان كلماته كلها خارجة عن المألوف)والتي يتخذها جلاوزته قوانين يسّيرون فيها حياة العراقيين قال (لاأريد ان يقال على العراق انه بلد زراعي لان الزراعة مرتبطة بالتخلف )قالها في بداية ثمانينيات القرن الماضي وراح جلاوزته ينفذون مقالته بشكل عملي ليشنوا حملة شرسة على كل شئ يرتبط بالزراعة ليقتلعوها من جذورها فابتدؤو بالمناهج الدراسية وأ لغوا كتاب الزراعة من كل المراحل الدراسية لانهم يعلمون رغم جهلهم تأثير الدراسة والمدارس على مختلف مجالات الحياة ومن المواقف الطريفةالتي مرت بي عندما كنت في جامعة البصرة (سنة 1986 أن لم تخني الذاكرة) زاره الجامعه وزير التعليم العالي أنذاك سمير الشيخلي فجّمعوا الطلبة في نادي كلية الهندسة لنستمع الى وصاياه وتعليماته الهمجية حيث ان في هذه السنة الغيت كلية الزراعة في جامعة البصرة فقام احد طلبة كلية الزراعة وسأل الوزير عن سبب الغاء كليتهم فاجابه الوزير بلهجة دارجة
(بابا شنو كلية زراعة مخسرة الدولة رواتب من الميزانية .... سويتونة بطيخة مربعة ..الزراعة هي بذرات نطيها للفلاح ليزرعها بعد كلية زراعة عليمن) بعدها بفترة اعادوا فتح كلية الزراعة واستمر التدمير للزراعة لايع المجال لذكرها فاهملت الاراضي والبساتين وزادت الهجرة الى المدينة بشكل كبير ومنع تصدير المحاصيل الزراعية مما ادى الى ترك الفلاح للزراعة لان وارده منها لايسد خسائره بسبب السياسات التعسفية للسلطة الغاشمة انذاك لكن مايحزن اكثر انه رغم تخلصنا من هذه السلطة الا ان اجراأتها باقية لحد الان فحتى عمليات الاصلاح لم ترتقي الى المستوى الذي يطمح اليه كل عراقي مخلص فالمفروض ان نبدأ ببناء اساسيات الزراعة وهي اعادة مادة مبادئ الزراعة الى مراحلنا الدراسية كافة ومن ثم نبدأ بالخطوات الاخرى التي تعيد الانتعاش لهذا المجال الحيوي فالكل يدرك ان حياة الانسان ومهما بلغت من التطور بمختلف اشكاله فهي تعتمد بشكل تام على الزراعه لانها ببساطه توفر له الغذاء ولا حياة بدون غذاء. اما انه الاوان لنتذكر هذا فلا نفطنا يدوم ولا صناعاتنا رغم اهميتها (أن وجدت) لاتعوضنا عن الزراعة والتي وفّر اسبابها الباري عز وجل في وطننا العزيز من المياه الغزيرة الى التربة الخصبة والظروف البيئية الملائمة لمعظم المحاصيل الزراعية .... لكن ينقصنا..........