أنت متعرف أني منو- هل يقولها قائد الشرطه/مهند داخل كزار

Fri, 28 Sep 2012 الساعة : 21:11

 

عبارة شهيرة تتردد في البعض من الدول التى يغط فيها القانون فى سبات عميق، وهى عبارة فمثلا، قد يتخطى أحدهم إشارة المرور، وقد يستوقفه رجل المرور، فعندئذ ينطق المخالف العبارة الشهيرة دون خجل أو مواربة، وهذه العبارة الساحرة قد تؤدى إلى ارتعاش أواصر رجل المرور فيترك المخالف يمضى دون محاسبة. وفى الواقع فإن رجل المرور معذور لأن هذا الشخص المخالف قد يكون ذا حيثية ويستطيع أن يلحق به الأذى والضرر كأن ينقله إلى إحدى المحافظات المخصصة للتنكيل. وغالبا ما يحدث هذا الأمر فى قارعة الطريق أو فى الأماكن العامة وعلى مرأى ومسمع من المواطنين مما له بالغ الأثر على هيبة وسيادة القانون. أذكر أننى كنت فى عربة متجه إلى الناصريه ، وفجأة أشعل أحد الركاب سيجارة داخل العربة، فخاطبه أحد ألافراد لكى ينبهه بالمخالفة التى يرتكبها، فإذا بهذا الشخص المخالف يعلن عن شخصيته دون خجل أو استحياء، وكأنه يهدف الى إدخال الرعب فى قلوب الركاب (وفيهم مرضى بالربو فى طريقهم للعلاج) حتى لا يطالبون بحقوقهم فى استنشاق هواء نقى خال من الدخان. والغريب فى هذا الأمر أن هذا الشخص من رجال القانون ومنوط به احترامه أولا قبل تطبيقه. دعنا نقول إن الخطير فى هذا المشهد هو أن يجاهر أحد رجال القانون بمخالفة قوانين البلاد التى عهدت إليه تنفيذها وتطبيقها ,ففي كل نقاط التفتيش في المحافظه يلتزم بالقانون المواطن العادي فقط ومن يخالف القانون هم رجاله ومن خلال سيارات الدوله نفسها فهم يضربون نقاط التفتيش تحت مرئى ومسمع من المواطن بحجة انهم رجال قانون ؟والغريب في الامر أن أغلب هذه السيارات ذات لوحات مدنيه ولاكن سائقها عسكري أو شرطي لذلك تحسب على سيارات الدوله ... إن هذه العبارة الشهيرة التى نكاد نسمعها بشكل يومى لا يستطيع أن ينطق بها أحد فى الدول المتقدمة والتى ترتفع فيها قامة القانون على كل القامات. ومن الملاحظ أن مواطنى الدول النامية والذين يشعرون بقيمتهم وأهميتهم من خلال مخالفة القوانين لا يستطيعون أن يفعلوا ذلك إذا ما ارتحلوا الى تلك الدول التى تطبق فيها القوانين بكل صرامة، فيروى أن سفير دولة إفريقية مهمة تعدى السرعة القانونية فى إحدى الدول الاوربية، فاستوقفه رجل المرور لتوقيع الغرامة الفورية، ولم يلتفت لصرخات السفير الذى سرعان ما كشف عن هويته، قائلا: أنا سفير وممثل دولة! فأردف الشرطى قائلا: أنت هنا فى النمسا, وقد خاب ظن السفير، إذ كان يعتقد أن الشرطى سوف يخر ساجدا طالبا منه الصفح والعفو، ولكن الشرطى استمر فى الإجراءات القانونية, ومن المؤكد أن الشرطى يدرك أن صرخات السفير سوف تذهب أدراج الرياح وأن الأذى لن يلحق به بل أن الأذى والضرر سيلحق بأي شخص يجرؤعلى التدخل لإيقاف أو تعطيل تطبيق القوانين.
وخلاصة القول فإن ثقافة احترام القوانين هى ثقافة يكتسبها الفرد من خلال ملاحظاته اليومية فى كافة مناحى الحياة، فهذه الدول المتقدمة ليست بها جينات خاصة باحترام القوانين, ونحن بدورنا نستطيع أن ننمى هذه الثقافة فى مؤسساتنا التعليمية من خلال تقديم القدوة لأجيالنا القادمة, وهذه القدوة قد يحصل عليها المواطنون من روافد أخرى، فرجال القانون فى الأماكن العامة يقدمون القدوة إذا ما التزموا بتطبيقها وعدم مخالفتها جهارا نهارا، لا أن يخرقوا القانون امام الجميع بحجة القانون .. ورجال السلطة والحكومة يقدمون لنا القدوة إذا ما سارعوا الى تطبيق الأحكام القضائية دون السعى نحو تعطيلها بالأساليب القانونية المعهودة، وخاصة تلك الأحكام التى تتعلق بحقوق المواطنين, إن اكتساب ثقافة احترام القوانين سوف يكون بلا شك أولى خطواتنا نحو التقدم والرقى
Share |