اجتماع المعارضة السورية وعدم التزام المرتزقة المخربين بتوجهاتها/عبد الامير محسن ال مغير
Fri, 28 Sep 2012 الساعة : 20:22

انعقد اجتماع المعارضة السياسية السورية في دمشق يوم 23/9/2012 وقد حضرت ذلك الاجتماع اطراف عدة من خارج سوريا اضافة الى كافة اطراف تلك المعارضة في الداخل ونجم عن ذلك الاجتماع استدلال بعدم تجانس تلك المعارضة واتفاقها كما عكس ايضا عدم التزام المرتزقة المسلحين بما صدر عن ذلك الاجتماع حيث زعموا بكون تلك المعارضة على علاقة بالجهات الحكومية السورية كما ان ذلك الاجتماع دلل على مسائل غاية في الاهمية فهو اعطى الدليل على ان الحكومة السورية تؤمن بالحوار السياسي طريقا للحل السلمي وبان العناصر التي تحمل السلاح وتمعن قتلا وتخريبا للمؤسسات الحكومية وابناء ذلك الشعب ونقل عن مضمون ذلك الاجتماع ايضا بان عناصر المرتزقة لا يؤمن اي منهم بالديمقراطية والاصلاحات الدستورية وان توجهاتهم ناجمة عن كونها تسير باتجاه ما يحفظ مصالح القوى الغربية واسرائيل بعيدا كل البعد عن مصلحة الشعب السوري كما انها قد اتت من كل فج عميق لتحمل السلاح بفعل الرواتب المدفوعة لها من قبل السعودية لغرض تدمير الوطن والمجتمع في ذلك البلد وكانت تصريحات تلك المعارضة السياسية في ذلك الاجتماع يسودها بعض التناقض فقسم منها ابتعدت عن الواقع والمناداة بأمور لا يمكن الوصول اليها الا من خلال مراعاة ذلك الواقع فالعرب الان يعيشون بمواجهة تحديين اساسيين هما تأثير القوى الغربية ووجود اسرائيل من جهة وضرورة الاخذ بالإصلاحات الدستورية داخل تلك الانظمة السياسية من جهة اخرى الا ان التحدي الثاني هو في حقيقة الامر حصيلة للتحدي الاول سواءا بحكم التكوين والرعاية لبعض الحكام العرب او خشية بعض تلك الانظمة مما يحيط بها من مخاطر كسوريا مثلا والديمقراطية ما لم تسر جنبا الى جنب مع سلامة المسار القومي الذي يحفظ التكوين الاجتماعي ووحدة البلد وبخلافه يصبح مفهوم الديمقراطية (طوباويا) لا بل وخطرا على تلك المجتمعات فالإصلاح السياسي يتعلق بنمو الوعي وهذا ما عانت منه جميع مجتمعات العالم الثالث والوعي في مجتمعاتنا العربية الان بدا يتزايد بحكم التحديات والنكسات التي اصابت هذه الامة في هذا العصر ولو تحرينا بقاع اخرى من مجتمعات العالم الثالث كجنوب شرق اسيا مثلا ففي منتصف القرن الماضي كانت اغلب دولها تعاني تخلفا واضحا الا انها استطاعت اللحاق بركب الحضارة الانسانية اخيرا ويعلل بعض المؤرخين بان ما حصل لتلك المجتمعات ناجم عن روح النضال والمواجهة كما هو الحال في فيتنام او التأثر بالمجتمعات الغربية واخطر ما في الحالة الثانية هي ان تأتي الديمقراطية معدة من قبل الغرب ففي مثل هذه الحالة يكتنفها مخاطر التآمر والتدخل بشؤون تلك المجتمعات لضمان مصالح تلك القوى وبقاء ذلك البلد اسيرا لتك المخططات وعودا لاجتماع المعارضة السياسية السورية فقد عكس ذلك الاجتماع خلاف ما يزعمه دعاة السوء من ان الحكومة السورية لا تستطيع سماع صوت المعارضة ولا تسمح بالراي الاخر وليس لها الاستعداد بالتوجه نحو اصلاحات اساسية وجذرية باتجاه التغيير الديمقراطي ووفق مسار شعوب هذا العصر فقد اكد ذلك الاجتماع عكس ذلك تماما الا ان اي تسرع بالانقياد لدعوات تصدر بعامل رد الفعل او بدفع اجنبي ستكون ذات خطر كبير على وحدة سوريا ارضا وشعبا لان سوريا وكما ذكرنا لها خصوصية تختلف عن اي بلد عربي اخر حيث وعبر تاريخها هي من صدت الرياح الاتية من الغرب باتجاه الوطن العربي كما ان مجاورتها لإسرائيل يعطيها اهمية كبرى كون الكيان الصهيوني محل اعتماد الغرب في كل شيء لا بل ويعتبر المؤشر فيما يحظى به من رعاية او يكلف به من مهام وبالتالي لا بد ان يسير الاصلاح الدستوري متوائما مع الحفاظ على تركيبة المجتمع السوري ووحدة اراضيه وربما افضل مثال ما تواجهه سوريا الان فنجد المعارضة السياسية عبرت بما هو اكثر بكثير مما تعبر عنه اي معارضة سياسية في بلد اخر ومع هذا وجدنا ان من يحملون السلاح من المرتزقة ويمعنون تخريبا لا يأخذون بما ورد باجتماع تلك المعارضة التي يفترض بانها تمثلهم في حين يصرحون بانها تمثل النظام على حد قولهم وبذلك يبرهنون وبشكل جلي بان توجههم ليس من اجل الديمقراطية والاصلاح وانما تجمعوا بفعل تدفق الاموال عليهم من قبل السعودية وقطر وبالتالي فان الحل الذي اخذ يقترب من نهايته للحفاظ بما يتطلع له الشعب السوري هو الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الارض حيث طهرت جميع المحافظات في سوريا واستتب الامن فيها والمعارك تدور في مراحلها النهائية في مدينة حلب حيث يقول وزير الاعلام السوري السيد الزعبي باستطاعتنا ان ننهي القتال خلال ساعة واحدة الا اننا نخشى على حياة المدنيين وفعلا عندما يتتبع الانسان مسار ما يواجهه الجيش العربي السوري في حلب لوجد ان تلك العصابات تقيم اوكارها في المحلات السكنية بتلك المدينة مما يجبر القوات المسلحة السورية التي تتعامل معها ان تسير وفق ما يتبع في اسلوب حرب العصابات ومع كل هذا تشير الدلائل على ان النصر محسوم لتلك القوات وقد عبر عن ذلك المندوب الدولي الاخضر الابراهيمي بقوله (ان سوريا تخوض حربا ضد مجاميع اوتي بها من خارج الحدود السورية ويشكل الاجانب من اولئك المقاتلين الذين يواجههم الجيش السوري قرابة خمسة الاف اجنبي) والسيد الابراهيمي اصبح اكثر تشبثا بمتابعة مهمته على عكس ما تدعيه بعض القنوات الفضائية بانه صرح ان مهمته مستحيلة فتلك القنوات بمثل قولها هذا ترفع من معنويات العصابات التخريبية التي اخذت تتقهقر مولية الادبار امام القوات المسلحة السورية وملقية بأسلحتها ارضا وخلاصة القول ان سوريا قد تجاوزت الى ما يفضي للنصر الكامل وقد ادركت دول الجوار السوري بان من مصلحتها ضبط حدودها مع سوريا كما ادركت الدول الممولة بان اموالها تذهب هدرا لان من يستلمون تلك الاموال بودهم ان يستمر دفع الاموال لهم دون ان ينجزوا شيء اما القوى الغربية فأنها اخذت تحس بان النتائج تسير عكس ما كانت تتوقعه ولم تعد اي فائدة تتأتى من اجتماعات ما يسمونه بأصدقاء سوريا ولا بد ان ندرك بان اي مؤتمر دولي يضم اعداء سوريا سواء الدوليين منهم او الاقليميين يعقد المسالة ويستهدف الوصول لما تعلن عنه القوى الغربية واعداء الشعب السوري ولا حل الا عبر الحوار السوري السوري وتكليل جهود القوات المسلحة السورية بالنصر .