(جعجعة علي السيد: لا تنتج صحافة تقرأ)/علي غالي السيد
Thu, 27 Sep 2012 الساعة : 23:07

صحف ومجلات صدرت مؤخرا بعد 2003 رغم انفة ما يحدث من تجاذبات واسقاطات واتهامات سياسية ورغم انف مصدري الارهاب ومن لف لفهم ورغم كل التحديات والضغوطات الداخلية والخارجية ، وصحف ومجلات تنتظر صدورها بفارغ الصبر وهي منفرده ومجتمعة لها هدف واحد يصب في تقويم مسيرة الحياة ، رصد الايجابي والسلبي فيها اضافة الى الدور التربوي والثقافي والعلمي الذي تمارسه وسائل الاعلام بشكل عام 00
الاصدارات الكثيرة مفيدة بلا شك وهي ظاهرة صحية ومطلوبة في اي بلد ينشد التقدم ولا يخشى ديمقراطية الراي ، واذا كان البعض يحاول في جدوى الاصدارات الجديدة ، او في عودة المتوقف منها الى الصدور من حيث المضمون والاخراج الفني والتنضيد التقني ، فأن اخرين وانا منهم يبصمون بالعشرة ويؤجلون ملاحظاتهم الهامة على الاقل في الوقت الحاضر تأخذهم لهفة الاطلاع والاستمتاع المبطن بالنقد ، حتى وان كانت تلك الملاحظات من شانها الارتقاء بالمستوى المطلوب والذي نأمله ، لبعض رؤساء التحرير ممن الذين يسوقون الامتيازات لا نفسهم ، ويتفاخرون بإصدار صحفهم التي تعد من الدرجة العشرين ، والامتياز حصرا لمن يمتلك باع وخبرة وملم بكافة أبواب الصحافة من سياسة ومجتمع ورياضة وغيرها بحيث يعرفون ماذا يحتاج المجتمع، وهي ايضا ليس شهادة صحافية بل صفة نسبها لنفسه د. كاظم المقدادي قبل ان يحصل على شهادة الدكتوراه في الاعلام ، كما كان آنذاك صحفيون مهنيون يترأسون تحرير الصحف ويتدرجون في عمل الصحافة منذ بداية الشباب ، أما الان فيأتون من خلفيات أخرى، كأن يكون أديبا او شاعرا أو دكتورا في اختصاص اخر" او صحافي مبتدأ 0000
مما سبب تراجع الاقبال لصحفنا المحلية فتجد الاصدار الاول والثاني مقبولا وبتلهف من قبل المثقف والعامة وبعض موظفي دوائرنا الحكومية ثم يبدأ بالعد التنازلي العكسي ، ويعود ذلك لعدة اسباب اهمها نقص الخبرة والمقارنة ، والصحيح هناك (جوع) لغير المألوف وانانية في المقارنة فبعد ان كانت المكتبات والارصفة تعج بالكثير من المطبوعات العربية والعالمية بأنواعها واتجاهاتها المختلفة لتكون حافزا للمقارنة وسد الجوع باتت في ظروف التغيير وما أعقبها تتداول بما هو محلي وجديد فقط الا ما ندر منها الذي يحمله المسافرون القادمون معهم وهو يعد اقل من القليل ، وبالرغم من اننا نعيش في قرية صغيرة بفضل التقدم الحاصل ومعلومات الشبكة العنكبوتية والتي من خلالها نجد الافضل والارقى ، في الاخراج الفني والتنضيد التقني من بعض اصداراتنا المحلية التي يترأسها ذوي الامتيازات ( الرنانة والطنانة) وذوي الانانية المفرطة بعدم قبول رأي اصحاب الخبرة ، ويبدو انهم مصرين على تطبيق المثل القائل ( لا أغنيك ولا أخليك أجدي )وايضا متمسكون حد النخاع بكتاب دخلاء ممن لا يطالبهم بالتطور والتقدم المطلوب ، مما ينعكس سلبا على الاسرة الصحفية برمتها ، وبالتالي يفقد الناس الثقة بالجرائد والصحفيين عموما حتى أنها اخذت ترمز اليها بالكذب". وباتت غير مؤثر لدى الاوساط السياسية ، لذا انتفض فرسان الصحافة في ذي قار الى اعادة دور المدينة الثقافي والعلمي الحقيقي الذي يشهد له القاصي والداني لعقود مضت ويعدها جميع مثقفوا العراق بانها الرافد الذي لا ينضب ولا يمكن الاستغناء عنة ابدا ، مثلما هو دورها الحضاري الممتد لآلاف السنين ، وبدء مسعى الفرسان الى اولا : الخوض في تجربة الصحافة الاستقصائية وكشف ما مستور بالبحث وتقصي الحقائق غايتها تضييق الخناق على الفساد والمفسدين بكل اشكاله وأنواعه لأعلى سلم بالحكومة المحلية ،دون خوف او تردد او ملل عسى ان تكن الدولة راضية او غير راضية ، ملزمون وملتزمون بوثيقة الشرف المهني التي وقعنا عليها عام 1987 000
ثانيا : لابد من تقديم العون لزملائنا لأننا اقسمنا على انفسنا باننا لا نبخل بعمل ما من شانه اعادة دور محافظة ذي قار الثقافي ، وبما اننا شعرنا حاجة بعض الاصدارات الجديد الى الخبرة والمقارنة ، كان لابد قول كلمتنا الداعمة لأننا بحاجة الى تكاتف وتأزر الجميع ، مثلما نحن بحاجة ماسة الى متابعة المسلسل المصري (بعد الفراق ) تأليف الاستاذ محمد اشرف واخراج شيرين عادل وبطولة خالد صالح وهند صبري والذي تم بثه في رمضان 2008 واعيد عدة مرات ولازال يعرض على قناة ابو ظبي دراما لما يحمل من دروس بليغة في العمل الصحفي ، حيث تدور قصة المسلسل حول محورين هامين الاول مهنة الصحافة بخفاياها (اي كواليس العمل ) لمن يدخلها بشرف والمحور الثاني : خادمة تكافح وتناضل من اجل تحقيق احلامها والتي نستثني الخوض في تفاصيلها بقدر المحور الاول ، الذي هو شغلنا الشاغل حيث يتم خلاله القاء الضوء على عمل الصحف وسياسة الوكالات الاعلامية والمتتبع لصحافة ذي قار سيكشف بكل يسر ودون عناء ،ان العمل الصحفي الذي يمارسه اصحاب الامتياز ما هو الا ( زوبعة في فنجان ) والدليل هو تدني اقبال القارئ لا نها باتت لا تلبي حاجة المجتمع ، المهم ان الكلمة مسؤولية كيف ما تكون الصحيفة ، ولابد ان يكون كاتبها وناطقها بمستوى المسؤولية المعبرة عن الحقيقة وليس غيرها فالكلمة الصادقة كالرصاص في الميدان لها مفعول سحري في عقول الناس ، والنقد الصادق يعمل عمل المضادات الحيوية في الجسم المريض ، ولاشك ان الصحافة العراقية هي الان في مرحلة النضوج والحكمة سيما انها تشهد بناءً جبارا في ظروف استثنائية صعبة وبدعم ذاتي وحصارا داخلي ظالما يستهدف الصحافي في ذي قار بعقلة وثقافته وتطلعه الى المستقبل ، وبما انها كذلك فلا خوف منها او عليها ولاهم يحزنون ، والصحيفة الجيدة تفرض وجودها في الساحة واستمراريتها في العمل ، فما احوجنا اليوم الى نبذ الفرقة والمجاملات والتمسك بالحزم والحسم داخل نفوسنا وتشجيع الاقلام الشابة للمساهمة في تحرير هذه الصفحة والكتابة فيها ، بخاصة ان الاقلام المألوفة قالت ما عندها ومنحت الفرص الكثيرة واكيد ستبقى تمدهم بالخبرة والمشورة ، وهذا بلا شك تنسجم مع الدعوة الى ضخ الدماء الشابة في سلم الحكومة الاتحادية والمؤسسات الصحافية وبالتالي تحديث الافكار والبرامج وصولا لمستقبل افضل دائما وتذكر اننا نقرأ ما تكتب وننتقد دون تردد وملل 0000
علي غالي السيد
رئيس تحرير جريدة السلطة الرابعة