أحدث تحليل ؛ المجلس الأمني هو القبضة العائلية فوق السلطة القضائية !-هيْمن حسن/الترجمة والهوامش مير عقراوي
Thu, 27 Sep 2012 الساعة : 22:50

الترجمة والهوامش ؛ مير عقراوي / كاتب بالشؤون الاسلامية والكوردستانية
[ يقول أحدث تحليل ، إن المجلس الأمني لإقليم كوردستان له في المستقبل مخاطر إضافية ، وإنه يعتبر السلطة المافوقية للبارتي ( 1 ) والعائلة على السلطة القضائية . وفي المستقبل القريب سوف يتم إطّلاع مواطني كوردستان عبر تقرير خاص عن مخاطر هذا المجلس .
أعد التحليل محمد كريم رئيس المنتدى الاقتصادي الكوردستاني وقدمه في يوم السبت ( 12 / 09 ) ، في ندوة بالسليمانية . وذلك بحضور مجموعة من الأكاديميين والأساتذة الجامعيين والخبراء في السياسة والاقتصاد . وقد إنعقدت الندوة ضمن إطار المحاولات والمعارضات لمنظمات المجتمع المدني والأساتذة الجامعيين ، لأجل التمهيد لقانون المجلس الأمني الذي تم إقراره العام الماضي بدون حضور أطراف المعارضة ! .
وبحسب التحليل لرئيس المنتدى الاقتصادي الكوردستاني ، إن مخاطر المجلس الوطني ليس سياسيا وأمنيا وحسب ، ( بل له مخاطر كبرى على الاقتصاد أيضا ) ! .
ويرى هذا التحليل ، إن المجلس الأمني قد أنشيء على ثلاثة أركان هي ( التحكم بالمجلس من قبل عائلة ، حيث تظهر عليه ما فوقية البارتي أيضا ، إضافة الى ما فوقية المجلس نفسه على السلطة القضائية ) ! .
وهكذا يعتقد التحليل بأن المجلس الأمني يهدف الى ( الإستمرار في إبقاء الأوضاع على ما كانت عليه قبل إنشاء المجلس ، بهدف عدم شيوع النتائج الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، مع الحفاظ على المصالح الاقتصادية ) .
قال كامران مَنْتَك الأستاذ الجامعي للعلوم السياسية في جامعة صلاح الدين لهاولاتي ؛ ( إن المخاطر تكمن في القانون وإدارة المجلس ، حيث لها جميع الصلاحيات ) ! .
إن رئيس المجلس الأمني هو مسرور بارزاني نجل مسعود بارزاني ، وقد تَشَكَّلَ من الزانياري ( 2 ) والباراستن ( 3 ) ومنظمة الأمن ، وهم يستلمون الأوامر مباشرة من رئيس الاقليم ) ! . مضافا ، إن البرلمان لايتمكن من مساءلته ، وهذا جزء من خلافات المعارضة ونشطاء المجتمع المدني .
قال كامَران ؛ ( إن هذا المجلس خطير ، وفي المستقبل له مخاطر أكبر على المواطنين ) . إن الهيئة الاقتصادية للمجلس ، وفق التحليل قد تكوّن للحفاظ على أمن الاقليم من ناحية الفساد والخروقات المالية ، مع هيئة إقتصادية أخرى بغية ( إخفاء كافة المعلومات التي يراه من المصلحة عدم إعلانها ، أو اذا أعلنها فستكون مشوهة ) ! ، كما ذهب التحليل طبعا .
علاوة وجود تسلط آخر وهو التحكم بأمن العلاقات لضبط المعلومات الفردية والإنتاج والرأسمال للآخر ، مع التحكم بأمن الغذاء والصحة عن طريق وزارتي الزراعة والصناعة ، يضاف اليه التستر على فساد الشركات المرتبطة بالحزب ، مع التحكم بتجارة الأدوية والنظام الصحي ! .
يقول زانا رؤوف الناشط في حركة التغيير ، من الناحية القانونية هناك العديد من المشاكل الكبيرة في المجلس ؛ ( إن المجلس لم تتشكل إداراته بحسب القانون ، بل إنه تشكل على خلفية الادارات السابقة – الباراستن والزانياري - ، حيث آستمد سلطانه منها ، لهذا لايمكن التحقيق معه أومساءلته . وأشار الناشط التغييري في شكوكه بالمجلس بأنه ؛ ( يستخدم أسلحة الحكومة وأموالها في الصراعات الحزبية والسياسية ، وبخاصة في أوقات الانتخابات أمام الأطراف الأخرى ) ! .
أيضا شك التحليل في قدرة المجلس على ضبط الحسابات النفطية التي تتكون من الإنتاج والتصفية والتجارة . وإن جميع المشاركين في الندوة إتفقوا على أن المجلس سيكون له في المستقبل ( مخاطر كبيرة أمام الديمقراطية وتطور إقليم كوردستان ) ! .
وهكذا آعتقد المشاركون في الندوة بأن المجلس تأسس للحفاظ على المصالح السياسية والاقتصادية للحزبين الحاكمين ، وبخاصة البارتي ، حيث وصفوا بأن هذا أكبر خطر على إقليم كوردستان ! .
يعتقد فتاح زاخويي المراقب السياسي ، إن الخطر الأكبر للمجلس إنه ؛ ( أساسا أنشيء للحفاظ على المصالح العائلية ) ، مع تأكيده ، إن المجلس الأمني لا يتمكن من الحفاظ على أمن الاقليم ، فقال بأنه ؛ ( سيصبح أداة لقمع جماهير كوردستان وآستخدامه في الصراعات السياسية ) ! .
وسابقا قال أرسلان بايز رئيس برلمان كوردستان لهاولاتي ؛ ( إن القوانين ذات الطابع الوطني سوف ترجع الى البرلمان ، وسوف يتم مراجعتها ) ، لكن حتى الآن لم يتم إرجاع هذه القوانين ! .
أيضا تحدث فتاح زاخويي ، إن القانون قد منح سلطة إظافية لمستشار المجلس الذي أصبح فوق كل السلطات ، ويعتقد بأن ( المجلس الأمني هو حكومة صغيرة داخل حكومة الاقليم ) !ّ .
وأعلن فاروق رفيق المحلل الفلسفي ، إن جميع هذه الآراء للمشاركين سوف تُجمع كتقرير ليوضع أمام الرأي العام لجماهير كوردستان ، لأجل أن يطّلعوا الى ( الأخطار الكبيرة ) لهذا المجلس الذي سيكون له في المستقبل ! ] .
الهوامش ؛
1-/ البارتي : هو الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يترأسه السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان . هذا الحزب يُعرف في كوردستان بإسم ( البارتي ) كإسم مختصر في الإشارة اليه .
2-/ الزانياري ؛ هو مصطلح كوردي معناه ( المعلومات ) ، والقصد منه المعلومات ذات الصِبْغة الأمنية . والزانياري هو جهاز الأمن والمخابرات للاتحاد الوطني الكوردستاني الذي يترأسه السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية .
3-/ الباراستن ؛ مصطلح كوردي معناه / الحفظ ، الحفاظ والمحافظة ، وهو جهاز المخابرات للحزب الديمقراطي الكوردستاني . وفي ثورة أيلول لعام 1961 من القرن المنصرم ، أو مابعده بقليل بحسب بعض المعلومات والروايات تأسس في داخل الحزب المذكور جهازا أمنيا مخابراتيا تحت مسمى ( الباراستن ) . الحق يقال إن هذا الجهاز المخابراتي في السابق كان لايتمتع بالسمعة الطيبة في المجتمع الكوردي للأسف الشديد ، لأنه كان معروفا بالقسوة والعنف والغلظة والفظاظة والرعب والتنكيل والاعتقال بمجرد الظن ، بدون أيّ محاكمة عادلة . لهذا ما يؤسف عليه كثيرا إن الغالبية العظمى من الأجهزة الأمنية والمخابراتية للأحزاب والحكومات في الشرق ، وفي حكومات وأحزاب العالم الثالث عموما تتمتع بهذه الخصائص السلبية واللاقانونية والعنيفة ، وفي ظل هذه الأحزاب والحكومات فإن المواطن البريء يخشى على نفسه قبل المتهم !!! .