طارق ينزّه اياد وانت من ينزّهك عن الطائفية/سعد الحمداني
Tue, 25 Sep 2012 الساعة : 22:44

العراق ومنذ سقوط نظام البعث فيه لم تمر اعداد جريدة الشرق الاوسط دون ان تتحدث عن الطائفية في هذا البلد ولا حديث يأنسوا به غير هذا الموضوع الذي اصبح ارشيفا كاملا لديهم ومرجعا في عنوان الطائفية لمن يريد ان يرجع اليه ويتعرف على البعد (الطائفي) المزور في العراق سيجده في هذه الصحيفة التي حملت على عاتقها تلك المهمة من دون الصحف العربية الاخرى وان كانت غيرها على وقع اهدأ منها ، وهذا ما يعني ان هناك توجه اعلامي وعملية تضليل للرأي العام العالمي بـتأجيج كل الفاعلين على الساحة الدولية وتضليلهم بأن ما يجري في العراق هو ليس بناء دولة خرجت من تحت انقاض الديكتاتورية والطائفية المقيتة وإلا ما معنى ان يحكم العراق أقلية مع اعتبار الاكثرية بمثابة المواطنة من الدرجة الثانية والثالثة وهو كذلك ما جرى على الشعب الكردي اسوة بباقي الوسط والجنوب ،، هذه الحقائق لم يتطرق اليها كتّاب جريدة الشرق الاوسط السعودية وعلى رأسهم رئيس تحريرها طارق الحميد الذي يصف الدكتور اياد اياد علاوي بأنه غير طائفي ويشهد بذلك، ثم يقول فيما لو اصبح(علاوي) رئيسا للعراق فمن يضمن عدم اغتياله وهو يشير هنا الى القول بأحقية الاكراد في رئاسة الجمهورية وكأنه يضرب عصفورين بحجر ، أعتقد ياسيد حميد انك تحاول بذلك زرع الفتنة بين الكرد والعرب وتريد ايصال رسالة الى ان من سيغتال علاوي هم اما سنّة العراق او شيعته ليضعوا وزر ذلك برقبة الاكراد .
وعلى ذكرك الثوب الطائفي القصير فهو ملائم جدا هذا الوصف للطائفية المقيتة التي يتم تصديرها الينا من منطقة الجزيرة العربية وبالذات من دولة سادتك وأولياء أمرك في السعودية وجارتكم قطر فهناك حملة منظمة لتنشيط الطائفية التكفيرية التي تعملون عليها اليوم على الاراضي السورية لتعميمها في المنطقة العربية ومنها العراق الذي تريدون تأجيج الطائفية فيه وعلى أوسع نطاق ترغبون الوصول اليه ، فلم يعد خافيا الاجندات التي تقوم على ترسيخها لضرب الوحدة العراقية والزام الاخرين في مناطق الوسط وغرب العراق بالتمسك في العداء المفتعل من قبلكم تجاه الشيعة في العراق والشواهد كثيرة في محاولة السيطرة على مناطق تسكنها اغلبية سنية لترسموا من خلالها اقليما سنيا يكون الحديقة الخلفية للامارة الاسلامية التي ستقوم في سوريا بعد زوال نظام الاسد هناك.
التنزيه عن الطائفية للسيد علاوي ليس امرا غريبا لتتحفنا فيه فالرجل علماني ولا تعنيه تلك القضايا والتوجهات الدينية سواء كان سنيا اوشيعيا او غير ذلك وفي المحصلة هو لديه توجه وفكر علماني فلا حاجة الى شهادتك بعدم طائفيته وهو في النهاية ضمن السقف العراقي وحدود تفاهمات العراقيين فيما بينهم ولكن السؤال الموجه اليك ياسيد طارق أنت من ينزّهك عن الطائفية ؟؟ خصوصا وجريدتك هذه تقطر طائفية من اول صفحة فيها حتى اخر صفحة .