الدور القطري في تنفيذ المشروع الصهيوني/عبد الأمير محسن آل مغير

Tue, 25 Sep 2012 الساعة : 21:41

 

كنا فيما مضى نقرأ ونسمع عن طموح الحركة الصهيونية بدولة تمتد من الفرات الى النيل وربما البعض منا كان يسخر من ذلك قائلا كيف يتسنى لقلة من الناس ان تحقق مثل هذا الطموح الا ان جميع المتتبعين للأحداث والمؤرخين يؤكدون بأن الحلم الصهيوني هو اكبر من ذلك بكثير حيث مع شيوع حملة الافساد للمعتقدات والمثل الدينية والقومية والوطنية وتفتيت الكيانات السياسية وتخريب اسلوب التعامل الدولي فأن الطموح الصهيوني يتضمن بالدرجة الاولى السيطرة على منطقة الشرق الاوسط ومن ثم بقاع اخرى هامة في العالم ويتركز تفكير منفذي هذا المخطط على دول وحكام لتنفيذه وفي مقدمة تلك الدول الولايات المتحدة الامريكية بحكم موقعها البعيد عن الاستهداف العسكري وسيطرة القوى الصهيونية على مراكز القوى فيها من مؤسسات مالية واعلامية وتسيير سبل التفكير الثقافي وفق ذلك الاطار اما منطقة الشرق الاوسط المستهدفة الان فأن الحركة الصهيونية تركز على كل من قطر وتركيا والسعودية لتنفيذ مشروعها ولعوامل خاصة بكل دولة من هذه الدول فالاولى هناك روابط وطموحات بين بنود ذلك المشروع والوضع القطري كما ان الروابط التي تربط بين الكيان الصهيوني والاوضاع في تركيا ابتدأت منذ وجود الحركة الصهيونية بزعامة هيرتزل اما السعودية فبحكم سيطرتها على اراضي اخذت بدعم بريطاني خارج امارة نجد التي كانت تحت سيطرتها فيما مضى واتسعت لتشمل مجمل اراضي جزيرة العرب والتفكك الواضح الذي تعاني منه الان في تركيبتها السياسية فهي منفذة لطموحات الحركة الصهيونية لحماية نفسها والاكثر وضوحا للالتزام بهذا التسلسل الذي اشرنا له هي مشيخة قطر ذلك الكيان الصغير الذي ركزت عليه الحركة الصهيونية بحكم ثروات النفط والغاز فيه وبالتالي ومنذ تولي امير قطر الحالي السلطة ولحد الان تنفذ قطر المشيئة الصهيونية وطبقا لما ينقله المؤرخون بدأ تنفيذ تلك الشروط التي ملئت على شيخ قطر وفق ما يبدو قبل توليه تلك السلطة وقيامه بالتآمر على والده واخذها عنوة منه لقاء ضمان تحمل تلك المشيخة بدفع الاموال في سبيل انجاز ذلك المشروع مما دفع بعض المحللين السياسيين الى القول بأن قطر مجرد محاسب وليس حتى امرآ بالصرف لدفع تلك الاموال واذا كان الامر في تلك المشيخة لا يمتلك شيخها سلطة الأمر بالصرف وبالتالي فهو ليس بحاجة لمزاولة اوجه ذلك الصرف سواء الى مؤسسة او وزارة فتركيبة تلك المشيخة تلزمها بمباشرة الدفع بمجرد ورود الاشارة لها لذا رأينا كيف انها تسارع لدعم احداث ما سمي بربيع الثورات العربية عند ابتدائها في تونس ثم اشتراك طائراتها في شن الهجمات على الجيش الليبي ومن ثم دعمها للأحداث في مصر ورفدها احتياجات السيد (محمد مرسي) بملياري دولار حتى رأينا الرئيس المصري المذكور يستجدي عند اجتماع المجلس الوزاري الاخير للجامعة العربية في الطلب الى قطر والسعودية ان يتصدقا على الدول العربية التي بحاجة الى العون بشيء من المال بدلا من ان يضع برنامج للجامعة بإيجاد صندوق لتمويل الدول المحتاجة وهكذا لو تتبعت الامور في هذه المنطقة منذ بدء ما سمي بربيع الثورات لوجدت مجمل الاحداث تلعب من خلالها قطر دورا هاما وبأسلوب هدام وبشكل يكاد ان يكون مفروض وملزم لتلك المشيخة من سلطة عليا عليها ورأينا كيف انها تنافس السعودية بإشعال نار الفتنة في اليمن والاقتتال بين ابناء ذلك الشعب لتفكيك وحدته السياسية التي توصل لها بعد جهدا جهيد وعندما وصلت احداث ربيع الثورات المزعومة الى سوريا اخذ المجهود القطري يتصاعد نظرا لما لسوريا من اهمية في موقعها المجاور لإسرائيل وبمواقفها المتصدية للطموحات الصهيونية وبالدور الريادي الذي تلعبه في نمو الوعي القومي بعد ان استطاع المستعمرون والصهاينة ان يؤثروا تأثيرا كبيرا في مجرى ذلك الوعي واخراج دول عربية معروفة بثقلها وذات دور فعال في عملية تلك المواجهة مع ذلك الكيان كمصر مع ان وجودها في تلك المواجهة كان عاملا قد ترك اثراً بالغا ليس في المفاهيم العسكرية والسياسية فقط وانما في الجوانب النفسية للمواطن العربي الا ان صمود سوريا أيقض جذوة النضال القومي في النفوس وألهم المواطنين العرب وعيا وحماسا لمواجهة الاحداث الخطيرة التي تواجهها هذه الامة بمستقبلها ومستقبل اجيالها فالمنطقة مقبلة ووفق المخطط الصهيوني على عملية تفتيت كاملة ولكافة كياناتها السياسية وتخريب للقيم المتعارف عليها فالمصطلحات التي افرزت عبر التطور الحضاري الانساني كالديمقراطية والتي اصبحت بمفهومها العام تعني ترسيخ الحريات العامة وقبول الرأي الاخر اضافة لمعناها الاصلي وهو حرية الشعب باختيار حكامه كل هذه المعاني والتي تلقاها الانسان سوآءا من خلال الرسالات السماوية او التطور الحضاري كما ذكرنا تستهدف بالتخريب من قبل حملة الافكار الصهيونية فبعد ان يمعن الصهاينة تخريبا لتلك القيم يصدروا لها مختلف اوجه الانحراف السلوكي فلو اخذت ما الم بقيم متوارثة لتركيا مثلا وهي شعب شرقي حيث احلت القيم الجديدة في ذلك البلد إنشداداً الى الغرب بدلا من تاريخ طويل لتلك الامة وتعرض ذلك التاريخ لكثير من التحلل في السلوك بفعل ما كان يلوح بإفرازات المجتمعات الغربية ولكن ذلك التطور لم يأخذ بمثل هذه المفاهيم في جنوب شرق اسيا ويعلل فلاسفة التاريخ السياسي الحديث لبعدها عن التأثير الصهيوني وبقيت تركيا تركض وراء سراب الانضمام للوحدة الاوروبية وبعامل رد الفعل لما وصلته الدولة العثمانية من تخلف حتى اصبح ذلك البلد مثقلا بشروط تملئ عليه وقد احست الاجيال المتأخرة بعمق الكبوة واخذت تعدل بمسيرتها بالعودة لبلدان الشرق الا انها للأسف الشديد بقيت اسيرة في كثير من اوجه التعامل الدولي للمخطط الصهيوني دون ادراك من قبل حكامها بأن الحركة الصهيونية اول ما تهدف له هو تفكيك الوطن التركي الى دويلات وعودا على الدور القطري المنفذ للإرادة الصهيونية في هذه المنطقة فأن الرسالة الاسلامية المتسامحة بنصوص القرآن الكريم وسنة رسول الله (ص) حولها القرضاوي وامثاله الى تبني استباحة دماء الناس في الذبح وتدمير المؤسسات طبقا لمضمون (التلمود) لدى الصهاينة الذي احلوه محل التوراة ليبيح تدمير الشعوب والامم والافراد تمهيدا لخطة الهيمنة الصهيونية التي اشرنا لها وبدلا من الاخذ في احاديث رسول الله (ص) حيث يقول (تواددوا فأن المودة رحمة وهل ادلكم على وسيلة لهذا التوادد عليكم ان تحيوا بعضكم بعضآ) ولا اعظم او ايسر من سبيل كهذا لإحلال التوادد والمحبة محل البغضاء ونرى الان للأسف الشديد كيف استطاع القرضاوي وامثاله من مشايخ الشر بالدعوة لاستباحة دماء الناس بدلا من سمو الخلق والتسامح .
Share |