النفط والبنى التحتية/طاهر مسلم البكاء
Tue, 25 Sep 2012 الساعة : 1:38

من بعد سبات، يتسائل كل عراقي عن ماهية أنتباهة حكومتنا وبرلمانها الى نفسها وتعاهدها مع الناس أن تبدأ عملا"جادا" فيه خدمة الشعب ،وهي تناقش برنامج البنى التحتية ، ولكننا نراه من بعد ذهول طال .
ومع أن هذا الانتباه،فيما لو حصلت موافقة البرلمان على البرنامج ، فيه بارقة أمل يستشعرها الناس ولكنه لايزال بحاجة الى تخطيط علمي وفق طريق منظم ،وأولا" محاسبة أنفسنا هل كل ما يحتاجه العراق اليوم هو بعض مفردات البطاقة التموينية والحصول على الكهرباء من المولدات ،أم يفترض أن ندرس واقعنا الحالي وخاصة الواقع الاقتصادي للبلد لنرى أين نحن من العالم وما هي افاق المستقبل .
ففي وقت فجر الانسان القنبلة الذرية عام 1945 م ولامست قدماه سطح القمر عام 1969 م ،لانزال في العراق نستورد كل شئ من الصابون وماء الشرب والخضار صعودا" الى الاجهزة الكهربائية وغيرها ،في سياسة أقتصادية سلبية ،معتمدة على ثروة النفط وحدها لاغير ،ويعتصرنا الألم ونحن نستمع الى بعض ساستنا يتندرون بأن العراق يستورد ماء الشرب من الصحراء !،وهذا يحصل على الرغم من وجود كل مقومات الصناعة والزراعة والسياحة ،لابل أننا أكثر من ذلك قمنا بركن منشآة وزارة الصناعة والمعادن التي تعد على النيف والخمسون منشاة ضخمة تمتد على عموم العراق .
أن هذا لايعني أننا يجب غدا" أن نوقف الاستيراد ونعتمد على أنفسنا ،ولكننا يجب ان نهتم بالتخطيط الجدي لاستقلال اقتصادي يمتلك فيه البلد كرامته ويتحسب فيه للمستقبل ،بحيث نصل بعد سنوات الى منتج عراقي ينافس ما موجود من المنتج الاجنبي الموجود في السوق فمن الثابت أن لاأستقلال سياسي وكرامة بدون أستقلال أقتصادي .
وعلى ساستنا الذين يديرون دفة البلد اليوم ، أن يدركوا أن العالم من حولنا قد وصل في العلم والتقنية الى مراحل بعيدة ،وأنه ماض بعزم لأيجاد بدائل جديدة للنفط كقوة الرياح والطاقة الشمسية وعشرات المصادرغيرها.. وهذا أن دل على شئ فأنه يدل على أن الثروة التي نعتمدها وماضون في أستهلاكها بشراهة دون تخطيط لوجود بدائل غيرها أو على الأقل الأستفادة مما توفره لنا اليوم من عملة صعبة ،سنجلس يوم من الايام لنجد ان لااحد في العالم يرغب بشراءها ! فهل من المنطق أن نبدأ في ذلك الوقت من الصفر بدون المال، أم أن نكون قد اعددنا العدة وقمنا بدعم البنية التحتية للبلد،ووضع أساس متين ترتكز عليه دعائم البلاد اليوم ونحن نملك ثروة النفط .
أن بلدانا" عديدة لاتملك ثروات كثرواتنا النفطية ،كبلدان شرق أسيا على سبيل المثال ، أعتمدت على أنفسها ووجهت كفاح شعوبها نحو طريق المستقبل هي اليوم اكثر رقيا" وتقدما"في سلم التكنلوجيا منا ،وبالتالي هي قادرة على خدمة شعوبها اليوم وفي المستقبل .
هل من الصحيح أن نبقى نعلق مصائبنا على شماعة النظام السابق ،الذي بسببه دمرت البلاد ،أم إننا نعيد بناء بلدنا كما فعلت الشعوب التي سبق وأن تعرضت لظروف مشابهة لما مر معنا ، كشعوب اليابان وألمانيا مثلا" .
أن العراق هو بلد الخيرات ،حيث حباه الله بكل أنواع الخيرات فهو مهد الزراعة،التي أبتدأت في بلاد النهرين في بدايات التاريخ على ارضنا، وفيه كل مقومات الصناعة ،وفي السياحة لايمكن ان يضاهيه بلد لو عم الأمان أرجاءه ، إذ أن هناك بلدانا" تتخذ من بعض الحكايات التاريخية سببا" لبناء بعض المرافق السياحية كي تجتذب اليها السائحين ولكن أرضنا من شمال الوطن الى جنوبه ،بما تحويه من تنوع هي مقصد للسياحة العالمية ،سواء أكانت الدينية او الأثرية او الطبيعية .
أن علينا ان نترك الخلافات جانبا" ونهتم بثوابت البلد ونتجه بالشعب الى ان يعمل كخلية نحل ،ونعمل للقضاء على الخدر الذي يستشعره الانسان العراقي اليوم ،حيث أن الفلاح وصاحب الورشة والذي يعمل في التجارة .. الخ ينشد اليوم الراتب الحكومي ويعتبر نفسه في عداد العاطلين عن العمل و معطلا"،على الرغم من أن الرزق في الأعمال الخاصة هو رزق ممدود وراتب القطاع العام هو رزق محدود ،وهذا يعود الى قصور وتعطل القطاع الخاص عندنا .
أن علاج البطالة ،حتى في الدول المتقدمة ، هو في تشجيع الحياة الاقتصادية للبلد ورفع مستواها وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة جنبا" الى جنب كما نهتم بالمشاريع العملاقة ، اذ انها لاتقل عنها أهمية في المنظور العام لأقتصاد البلد ، وسنجد أن شعب العراق ، الذي اخترع الحرف الأول في التاريخ ،لايزال مكمن الأبداع والتطور .