العرب سجناء الدكتاتورية/صالح نعيم الربيعي - هولندا
Tue, 25 Sep 2012 الساعة : 0:42

كل يوم نرفع الف شعار و شعار ضد الدكتاتورية و نحن اول من نعمل بها !!! لا اعلم هل لا نريد ان نصدق أن التكنلوجيا الحديثة و عصر السرعة الذي جعلن من العالم قرية صغيرة ...و هذا ما يترتب عليه التماس في التعامل المباشر بالعادات و التقاليد و التطور . اي اصبحنا اولاد قرية واحدة . واصبحنا كل يوم لا بل كل ساعة نقابل فيها بعضنا البعض من غير حدود أو عقبات و نتعامل تعامل مباشر مع ابن الصين , امريكا ,افريقيا و اسيا الخ ..مع كل هذا التطور و التغير المصاحب في الحياة يتبادر إلى ذهني سؤال لماذا نصر على اخطاء فتكت بنا و ما زالت تنخر في وهن العظم منا من اجل عناد فارغ يحركه تعصبنا و وشدة نعرات دينية طائفية و قويمة لا فائدة منها سوى الدمار. دكتاتوريتنا وصلت بنا حد النخاع.. أود أن أتطرق وبشكل موجز سريع الى البعض المزمن من انواع هذه الدكتاتوريات . 1 _ دكتاتورية الحكومة ... في كل حكوماتنا التي مرت ميزة ثابته لا تتغير اما يحكمها حزب واحد!! قائد واحد او مجموعة احزاب و التي اثبتت فشلها و الحمد لله . لماذا لا نستبدل الاحزاب بمنظمات مجتمع مدني متعددة الاختصاصات خاضعة الى دستور و قوانين تصب في الصالح العام 2 _دكتاتورية الاحزاب ...في كل الاحزاب يترأس الامين العام للحزب حتى وفاته ان لم يورثها احد من اهله و هذا ما يحدث الان حتى في الاحزاب التي تدعي الديمقراطية و كأن الجيل الحزبي الجديد عاقر ليس لديه الاستعداد للقيادة ( ناسين ان العمر مر بهم و عمر الشباب هو الاكثر تجديد و الاقرب الى الواقع ) . 3 _ دكتاتورية البيت ...في البيت يتراس الأب قيادة البيت بعصى الطاعة العمياء شئت أم ابيت و عندما تفتح فمك يردفك الالاف من الاخرين ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه وبالوالدين إحساناً ) طيب أنا ليس ضد الاباء و لكن هناك الكم الكبير من الاباء انهم اناس بسطاء سذج و هذا ليس بعيب ان لم يكن الكثير منهم أميون !! فكيف لهم بقيادة الاسرة الحديثة ؟؟؟وهناك الكثير من الشواهد اليومية التي تثبت عدم مواكبة الآباء إلى التطور المعاصر. أنا و غيري من الآباء لازلنا نجهل التكنلوجيا الحديثة اليوم فكيف نريد أن نفرض سيطرتنا على أبنائنا و نمارس دور الأبوة البدوية عليهم ونحن نجهل علمهم الحديث يقول الأمام علي ع (لا تربوا اولادكم على اخلاقكم فانهم خلقوا لزمان غير زمانكم . أنا لا اقصد في كلامي أن نترك الأبناء يسيئوا أدبهم لكن نترك لهم باب الاختيار لصناعة مستقبلهم مع تقديم بعض من النصيحة لهم 4 _ دكتاتورية التعليم. آما مدارسنا و جامعاتنا العلمية اليوم اصبحت رهينة طائفية و تكتلات سياسية بعد ان اصبحت الوزارات محاصصة فكل منهم يقود الاخرين الى جنته الموعودة و بالتالي ان تبقى بين خيارين ( اما معي أو ضدي ) !!!حيث تغلق امامك جميع ابواب الرأي الذاتي لربما انت مختلف مع الأثنين و ان جادلتهم فيما يدعون قالوا انه قول من الله و رسوله !!!!. وبهذا يقف الأمر اما ان تكون معهم أو ان تكون معهم !!! 5 _ دكتاتورية الأدب و الفن ...و قد يستغرب البعض من هذه الدكتاتورية اقول مثلاً بسيط .. يقول لك فلان من الأدباء انت ليس بشاعر مالم تكون اسير القافية و التفعيلة .نعم هذا ما وجدناه و تعلمناه سابقاً و عملنا به الى يومنا هذا .. اقول هل وجب علينا الالتزام به ؟ و هل حاضرنا عاقر لم يولد بجديد؟ !!! و هل الشعر مبارزة احاسيس و مشاعر ام مبارزة المفردة ( الكلمة ) التي ينتهي بها الشطر؟ ... او مقايس اللوحة بالحجم و اللون و الاطار ؟؟؟ اذن لماذا لا نفسح المجال امام المتجددين من الأدباء و الفنانين الشباب الجدد من اجل ابداع اكثر حداثة . صالح نعيم الربيعي هولندا