ادارة السياسة الخارجية لاي بلد مسؤولية مركزة تتولى صياغتها دوائر مهنية متخصصة وهي حقيقة لا يختلف عليها اثنان .. لكن ما يجري في العراق يختلف تماما عن غيره من البلدان ، فالتصريحات مسموحة لمن شاء وكيفما شاء وتتقاذفها المصالح والاهواء الى درجة لا تصدق .. فهل يعقل ان يغازل ويمتدح مسؤول كبير ومهم في الدولة العراقية؛ جارة مثل السعودية وهي التي تحمل العداء العلني والسافر لبلده؟؟

طبعا الامر ممكن اذا كانت اسبابه :

1. الخلفية الطائفية المقيتة للمسؤول الكبير ، ولان السعودية تعتنق نفس مذهبه .

2. الامتداد العائلي .. لان عائلة المسؤول الكبير تعيش في السعودية وتحت رعايتها.

3. حسابات المال الخليجي المشبوه ومصالح الاجرام والحقد والارهاب التي تجمعهم على مائدة الدم العراقي الطاهر .

اذن كل شيء ممكن ومباح ضمن هذه الشروط ، لكن في الخفاء .. وهو بالضبط ما نوه اليه السيد رئيس الوزراء في حديثه بمحافظة النجف الاشرف مؤخرا : عن وجود قوى في العملية السياسية توالي الارهاب وتعمل في الخفاء .. لكن ان يصل الامر الى العلن وبصورة تخالف سياسة الدولة الخارجية وتتحداها تماما ومن دون اختصاص ومن مسؤول في قمة هرم المؤسسة الامنية؛ ولا يعترض احد على الموضوع او يرد عليه الرد المناسب ، فهو امر غير معقول ولا مقبول ولا يمكن السكوت عليه .

نعم التصريح حدث؛ وتداولته مختلف وسائل الاعلام ، لانه صادر عن وزارة الدفاع العراقية تارة وعلى لسان احد مستشاريها تارة اخرى ، نعم هو امر صدر عن وزير الدفاع بمدح السعودية والكويت والاردن لتعاونها وقيامها بضبط حدودها مع العراق خلافا للحقيقة والواقع؛ الذي تعلمه الوزارة والوزير وحتى المستشار ، لان السعودية عمرها لن توالي العراق او تحافظ على حدوده وهي التي تحيك المؤامرات تلو المؤامرات للنيل من حكومته الوطنية التي وللاسف الشديد السيد الوزير المسؤول احد اهم اعضائها ويدعو رغم ذلك جهارا نهارا جميع الدول الاخرى للاقتداء بها ، تخيلوا ان تقتدي الدول الاخرى بتجربة السعودية في ذبح الشعب العراقي ، والاردن في تمرير السلفيين والارهابيين والكويت في الاصرار على بقاء العراق ضمن البند السابع رغم تطبيقه لكافة قرارات مجلس الامن الدولي .. واليكم نص التصريح حسب ما تناقلته وكالات الانباء :

اعربت وزارة الدفاع عن املها في ان تتبنى جميع الدول خطوة السعودية والكويت والاردن بضبط حدودها مع العراق لمنع دخول المتسللين من الدخول الى اراضيه !!!!!! ووصفت فرض دول الجوار رقابة صارمة على حدودها بأنها مواقف داعمة للعراق وشعبه ؟؟؟؟..

ان خروج وزير الدفاع عن الحقيقة في وصف العلاقات الخارجية الحساسة تجاه الدول التي تحمل مخططات مشبوهة ضد التجربة الديمقراطية في العراق وتعاديه ارضا وشعبا ومذهبا ونظاما ، مر مرور الكرام على الساسة الكرام .. ولكن ان يوغل هذا الوزير المسؤول المشؤوم في الاستهانة بدماء العراقيين الابرياء التي تسيل دون توقف بسبب احلام الانظمة القبلية في الخليج ومالها المسموم ومصالح ذاك المسؤول .. ليوجه لها الشكر وعبر وسائل الاعلام وبأسم الشعب العراقي على "" مواقف داعمة للعراق وشعبه "" فانه امر لا يمكن السكوت عليه ، بل يجب ان يحاسب عليه هذا الوزير عن فعلته تلك .. الف مرة؛ وامام الرأي العام وذوي الضحايا ، انتصافا لدماء الابرياء الزكية الطاهرة .

واليكم رابط التصريح المشؤوم .. ولن تجدوا صعوبة في ايجاد الكثير غيره على روابط المواقع والوكالات الاخبارية

 

http://www.radiosawa.com/content/article/209657.html