الأساءة والرد الحضاري/طاهر مسلم البكاء

Sun, 23 Sep 2012 الساعة : 19:18

 

كثر الحديث عن الكيفية التي يكون فيها رد المسلمون حضاريا" ،وهل أن الأحتجاجات السلمية كافية والبعض ينتقد الأحتجاجات العنيفة ،وهناك من يدعو الى ابراز الجوانب الغير واضحة من الأسلام للمواطن الأمريكي والأوربي .
أن أكبر رد واضح ظهر جليا" للعالم باكمله ، هو الوحدة العظيمة التي ظهر عليها المسلمون ،على امتداد اقطار الأرض ،والتي عبرت عن رفض لهذه الممارسات المشينة ،وظهر المسلمون متوحدين ( كأنهم البنيان المرصوص ) ولو شعبيا" أزاء هذه الممارسات اللاأخلاقية ،التي ترفضها الأديان والشرائع والأخلاق ،وبالمقابل ظهر النفاق والتسيس الغربي الملتحف باللباس الصهيوني واضحا" ،فأذا أستثنينا الكلام عن امريكا والتي يؤثر فيها أكبر لوبي صهيوني عالمي ،فأن فرنسا تسمح بعد بضعة أيام ،برسوم مسيئة وكأنها تصب الزيت على النار في تحد واضح لمشاعر المسلمين في فرنسا والعالم ،وفي الوقت الذي تتذرع فيه بحرية الرأي والحريات الشخصية ،ولكنها تتناسى أنها تمنع بعنف المسلمات في فرنسا من أرتداء الحجاب ،متخذة ممارسات بالضد من الحرية الشخصية وتعايش الأديان ،كما منعت التظاهرات الأحتجاجية التي كانت ستنطلق في فرنسا بسبب الفيلم المسئ ،و بشكل مشابه لهذا حدث في دول أوربية أخرى ،فعجبا"من حرية الرأي هذه التي تسمح للمسئ في التمادي في أساءته أذا كان ضد الأسلام ،ولكن هذه الحرية تتوقف أذا كان المسلمون هم المطالبون بها !
أننا ندعو لولادة أفكاريقوم بها القادرون في المجتمع الأسلامي ،كأنتاج فيلم مثلا" يحكي الجوانب العظيمة لدين الحرية والعدل والمساوات وأحترام الأديان الأخرى والسلام ،ديننا الأسلامي و يبين الجوانب العظيمة من حياة رسولنا الكريم (ص) ،ويتم التطرق فية للمحاولات الدنيئة التي تجري في عصرنا الحاضر للنيل من كرامة رسولنا وتشويه ديننا الحنيف ومحاولات ألصاق تهم الأرهاب به وتزييف الأحداث ،أن مثل هذا الفيلم سيكون أنتاج يتوحد فيه المسلمون ويقدمون مثلا" لوحدة المصير أمام التهديدات الحقيقية التي تواجههم وتهدد بتفكيك وحدتهم وقوتهم ،على الرغم من أنهم يشكلون أغلبية واضحة على الصعيد العالمي ،وأن ثرواتهم من أهم الثروات الموجودة في العالم والتي يجري التصارع عليها وأن المستفيد منها اليوم هم من يظهرون العداء العلني للأسلام والوقوف مع أعداء المسلمين المصيريين .
كما ندعو جميع الكتاب والأدباء والساسة ،ممن يتواجدون في المجتمع الغربي ،بالرد باللغات الغربية المفهومة من قبل شعوبهم ومن خلال قنواتهم الأعلامية وأبراز الجوانب السمحاء لديننا العظيم وبراءته من كل مايلصق به ،وان ما يحصل اليوم لهو الدليل القاطع على عظم التآمر على دين السلام ،ومقدار الفبركة السياسية المعدة على مستوى دول للنيل من هذا الدين العظيم الذي أخذ يقض مضاجعهم بأنتشاره الواسع في أرجاء المعمورة .
أن المواطن الغربي اليوم ،وبدون ادنى شك ، يبحث عن الحقائق ،بعد ان يرى التزييف الغربي ورد الفعل الأسلامي الواضح ويبدأ يتساءل عن هذا النبي العظيم الذي يخشاه أعداءه فيزيفون ديمقراطيتهم لتسمح لطفيليين من الجهلة بمحاول النيل منه ،وان هذه المرحلة ليست غريبة علينا كمسلمين فقد مر بها رسولنا الكريم (ص) في بداية الدعوة الأسلامية عندما تعرض الجهلة من مشركي قريش لرسولنا الكريم وأنا على يقين أن الله تعالى سيكفي نبيه جهلة العصر كما كفاه شر أسلافهم ،وانها مرحلة ستمر سلبيا" على أعداء السلام ،وان تأثيرها الأيجابي سيكون انتشار الأسلام العظيم في أرضنا الواسعة ،قال تعالى :
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) } (الحجر – 92- 95 ) .
Share |