السيد الشهيد محمد الصدر (رضوان الله عليه) مجدّد النهضة الإسلامية !!/عبدالامير الخرسان
Sun, 23 Sep 2012 الساعة : 14:56

بعد الحصار الاقتصادي الذي فرضته الأمم المتحدة على حكومة العراق المهزومة في الاحتلال الأمريكي عام 1991 م .. وإخضاع العراق للوصاية الدولية ولا يزال العراق تحت الفصل السابع .. لقد قامت الحكومة العراقية المهزومة آنذاك بحصار الشعب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا .. وقتل أبنائه على التهمة والظن .. وحاول النظام البائد في تلك الفترة أن يستلب الناس عقائدها ومقدساتها وديانتها وأرغمهم على تقديسه وطاعته والانضواء تحت حكمه بالقوة والقهر .. ولم نرى أحدا حرّك ساكنا أو تفوّه بكلمة ضد ذلك الطاغوت الجبار .. الذي عاث بأرض العراق فسادا وقتلا وتدميرا ..
لقد خيم الصمت الكبير والخوف الرهيب والقمع المرير .. على الشعب فلم يكن هناك مخرجا وفرجا من هذه المحن والكوارث .. ولم تصدّر منظمة مدنية او دينية داخل العراق باستنكار الوضع المأساوي القاسي والمتردي الذي يعيشه الشعب .. أو رفع مذكرة احتجاج تطالب بإنهاء هذا العنف والقمع والجوع بحق أبناء الوطن الكرام .. بعد سلب الحريات وانتهاك الحرمات وتدمير البنية التحتية للوطن وانهيار النفسية السيكولوجية للشعب .. فلم يبقى من يجاهد ويناضل من أجل التحرير غير الثوار على الحدود الشرقية من الوطن وبالتحديد (في الأهوار) وكانت طاقاتهم محدودة وعددهم قليل بالنسبة للجيش الجرار الذي كان تحت قيادة الحكومة .. ومن بين كل هذه المعاناة والأزمات والقيود والأغلال .. التي قيدت أبناء الشعب عن النهوض مرة أخرى بواقع الوطن .. برز رجل دين عظيم وعلّامة كبير ومرجع فريد استمد قوته من جده أمير المؤمنين (ع) وأبنائه الحسين وأبناء الحسين صادق بعد صادق وصالح بعد صالح .. أسس حوزة علمية مثقفة واعية ثورية ناطقة باسم الحسين (ع) وممهدة للظهور الميمون للامام الحجة المنتظر (روحي فداه) .. صامدة بوجه الطغاة والحكام الخونة ..
لقد تبنى السيد الشهيد الصدر الثاني (رض) مدرسة إسلامية كبيرة على غرار مدرسة جده الإمام الصادق (ع) لتكون أساس الثقافة الإسلامية والإنسانية ومصنع الثوار ومنبع الثورة ضد النظام ألبعثي المقبور .. وأساس متين تتعلق عليه آمال الشعب العراقي خصوصا وشعوب العالم الإسلامي والعربي عموما .. لتغيير الوقع الفاسد وإصلاح الأمة الإسلامية والنهوض بها من جديد .. كما نهض جده الإمام زين العابدين (ع) تماما بعد استشهاد أبيه الإمام الحسين (ع) وأبنائه وأخوته وأصحابه الكرام الأوفياء (سلام الله عليهم) .. وتسلّط يزيد الفاسق على الشعوب المسلمة بالحديد والنار .. استطاع الإمام السجاد تعديل مسار الإسلام وتقويم سلوك الناس وتعديل ميول غريزة الخوف من القتل والفتك وتهديم الدور ليجعل الإيمان الراسخ والتحدي والثورة بدل الخوف والوهن والقلق الذي يعيشه الفرد المسلم ..
نستطيع توضيح بعض مسئوليات السيد الشهيد الصدر الثاني (رض) بالنقاط التالية :
1_ تجديد واقع الحوزة العلمي والفكري وإنشاءها نشأة علمية ثقافية رسالية تبليغية .. أخذت على عاتقها توعية الناس وامتصاص خوفهم وقلقهم وضعفهم , وتوعيتهم ثقافيا وعلميا وأخلاقيا .. وبث الروح المعنوية في نفوسهم واستنهاض هممهم الثورية ليجعل من كل مواطن مشروع ثورة ثقافية وعلمية وإنسانية فضلا عن ثوريتهم الحسينية الاستشهادية .. التي عبّدت الطريق لكل الأحرار في العالم .. ومهّدت للحرية والإنسانية من جديد ..
2_ إقامة صلاة الجمعة في محافظات العراق كلها .. رغما على الطاغية الذي كان يخاف من المساجد والمصلين ويرتعب منهم رعبا شديدا لذلك طاردهم مطاردة شدية بواسطة جواسيسه وجلاديه وقتلهم ظلما وعدوانا بلا ذنب سوى الصلاة وزيارة الحسين (ع) لأنه كان جبارا لا يؤمن إلا بنفسه الشريرة السيئة ..
لقد تبنّى السيد الشهيد (رحمه الله) مشروع الصلاة الرباني المقدس واستطاع من خلال خطب الجمعة التي نشرها في أنحاء العراق كسر حاجز الخوف وتوعية الناس على العقائد الإسلامية الأصيلة والأخلاق الإنسانية الكريمة والثبات على مبدأ الإسلام الحنيف والاستقامة في السلوك والتحدي للظلم والظالمين .. وإقامة العدل في الأرض وانتظار الفرج للظهور الميمون للإمام الحجة (روحي فداه) ..
لقد كان أول من قام بالإعداد السليم والتهيئة الروحية الإسلامية لصلاة الجمعة في العراق .. منذ عقود طويلة ...
3_ حرّم العلاقة مع إسرائيل وأمريكا وأمر بمقاطعتها وحرّم شراء البضائع الأمريكية والإسرائيلية لأن كل دينار يذهب لإسرائيل يتحول إلى عيار ناري يطعن قلب المسلم في العالم .. لأن أمريكا وإسرائيل يمثلان الشر والعدوان على الأرض ..
4_ حرّم العمل والتعامل مع الأنظمة الفاسدة والحكومات الظالمة وأمر بمحاربتها واجتثاثها من فوق الأرض باعتبار لا يرجى منها خيرا أو عدلا سوى الظلم والعدوان والباطل ...
5_ استقبال الناس في بيته والتواضع لهم والنظر في أحوالهم والجواب على أسئلتهم الفقهية والعقائدية والاجتماعية والسياسية .. ليكسر بذلك حاجز الرهبة والخوف من النفوس لتشعر بالعزة والكرامة .. والتحدي لكل أنواع الضلال والكفر والعدوانية .. ويعيش الإنسانية والحرية والسعادة ..
6_ فتح باب التكافل الاجتماعي وأمر الناس أن يتكافلوا ويتراحموا ويتزاوروا وأن يعودوا على الفقراء والمحتاجين بالغنى والثروة ولا يدعوا فقيرا أو محتاجا أبدا .. لأن الدين الإسلامي دين انساني دين التكافل والتراحم والتواصل .. دين العفو والمسامحة والرحمة ..
7_ التحدي والوقوف بوجه الطاغية المتجبر والمتكبر .. خائن الشعب والوطن (صدام العار والجريمة) وقف بوجه هذا الطاغية متحديا قوته ودروعه ودبابايه .. بعد أن وضح للناس أهداف حزب البعث اليهودية الضالّة المارقة لكل النواميس والأعراف .. التي دمرت الشعوب العربية والمسلمة لأن أهداف حزب البعث الماسونية هي خدمة إسرائيل ومصالح إسرائيل ونهجها الاستيطاني التوسعي على حساب الأرض العربية , لاحتلال البلاد العربية والسيطرة عليها .,. فتصدى السيد الشهيد (رض) لهم بكل قوّته وثقله وشعبه حتى كاد أن يسقط النظام في زمنه .. لولا أن غدروه , هو وأبنائه العلماء النجباء الكرماء الشهداء ليلتحقوا بركب سيد الشهداء أبا عبدا لله الحسين (عليه السلام ) ..
8_ تربية جيل واعي مثقف يعرف مسئولياته وتكاليفه الشرعية أخذ على عاتقه العمل الإسلامي النبيل ولو أدى ذلك لإبادته وشهادته أو سجنه .. لأن التربية الواعية الحقيقية تهيأ الجيل الواعي المثقف الذي يستطيع أن يخدم الإنسانية برمتها .. ويتحدى الصعاب والطواغيت ويحتوي أبناء شعبه وأمته ويربيهم تربية إسلامية أخلاقية فاضلة ويخلق منهم قيادات واعية لمسيرتها وجهادها .. ودوافع ثورتها الإنسانية النبيلة .
يمر العراق اليوم بضروف صعبة وأزمات شديدة ومعاناة كبيرة .. يحتاج فيها لمن يخرجه من محنته ومعاناته .. يحتاج فيها إلى السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر والسيد الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر (رضوان الله عليهم) ولو كان أحدهم حيا لما وصل العراق لهذا المستوى المتردي والمتدني من كل النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الخلقية !! ولم ينتشر هذا الظلم والجور والنهب والسلب والقتل الجماعي وانتشار الإرهاب والفساد .. في كل مفاصل الدولة .. إلى المشتكى وهو المستعان ومنه نستمد التوفيق والهدى والتقى ... سلام على الشهيد السيد محمد الصدر يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ليقتص من القتلة والجناة ..
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين ..