معظم سكان الاهوار عادة ما يعيشون في تجمعات سكانية في مناطق معينة، وذلك ما يمنحهم القدرة على التواصل الاجتماعي من جهة، ومن جهة اخرى فان ذلك عامل مهم جدا على الصعيد الاقتصادي اذ يساهم ذلك في تنشيط عامل التبادل التجاري بين الناس، فرغم بساطة الحياة هناك الا ان بيئة الاهوار ايضا تتطلب شيئا من التخصص والمهارة في بعض المجالات، هناك من يمتهنون مهنة صيد السمك بالدرجة الاولى، وهناك من يختصون بصيد الطيور اكثر من اي شيء اخر، هناك من يتخصص في شراء السمك وتجميعه ثم ايصاله للمدينة، هناك من يتخصص في صيد بعض الحيوانات من اجل بيع جلدها. ورغم ان اغلب سكان الاهوار يمارسون معظم تلك المهن الا ان المهارة دائما ما تفرض نفسها في كل شيء. ان تلك الطريقة في العيش مكنت سكان الاهوار من التغلب على فترات الحصار والتضييق التي يتعرضون لها لسبب او لآخر. منحتهم القدرة على الاكتفاء بما توفر من مستلزمات الحياة في اسهل الظروف واصعبها.

 

شتاءا تتكاثر الطيور المهاجرة في الاهوار، وهو موسم منتظر لهواة الصيد والمنتفعين منه، منهم من يصيد بالبندقية القديمة المحلية الصنع" الجعازة" ومنهم من يفضل صيد الطيور بالشباك الخاصة لصيد الطيور.

 

وكما تتنوع الاساليب المستخدمة في صيد الطيور كذلك الحال بالنسبة لصيد السمك، اذ يستخدم سكان الاهوار اساليب مختلفة جدا في صيد الاسماك، التنوع متأتي من تعدد المهارات بين جماعة واخرى، واختلاف اعماق المياه من مكان الى آخر، اضافة الى نوع الاسماك المتوفرة حسب الموسم وما الى ذلك.

 

هناك الصيد عن طريق الشباك المثبتة باعمدة مغروسة في القاع، وهناك الشباك المسحوبة والتي تجرف الى الشاطيء، الصيد بشبكة ترمى فوق المياه "السليّة" وتسحب بطريقة خاصة. هناك من يصطاد بما يسمى في عرف سكان الاهوار" الفالة" وهي عصى من القصب مثبت في نهايتها كف حديدية باصابع مختلفة الطول حادة جدا، وهذه الالة هي ذاتها التي استخدمت في محاربة البريطانيين عام 1920 والتي توجد نماذج منها في المتحف الحربي البريطاني في لندن.

 

وللصيد بالفالة ايضا تفاصيل مهمة ومستلزمات خاصة منها على سبيل المثال استخدام مصابيح نفطية " لوكس" تعلّق في عنق الزورق ليلا مما يساهم في وضوح القاع وكشف المنطقة التي يراد الصيد بها بالكامل وتسمى تلك الطريقة بـ" السراج". مضافا لما تقدم توجد طريقة قليلة الاستخدام وقديمة بعض الشيء تسمى بـ " الدست"، والدست عبارة عن شبك خاص يكفي لمسافة متر او مترين، ينصب وسط القصب والبردي يثبت باحكام، يعرف الصياد دخول السمكة الى الشباك من خلال ما يشبه الاجراس يتضمنها الدست.