أرفقوا بالمسنين/سيد صباح بهبهاني
Sun, 23 Sep 2012 الساعة : 2:40

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ)
الذاريات /55.
(ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين)
الأحقاف / 15
(من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) فصلت/ 46 .
(قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربي شقياً) مريم /3.
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ َتَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَن عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ّ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ).
وأحب أن أضيف على ذلك أن بر الوالدين لا يقتصر على فترة حياتهما بل يمتد إلى ما بعد مماتهما ويتسع ليشمل ذوي الأرحام وأصدقاء الوالدين؛ { جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله. هل بقي من بر أبواي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما } [رواه أبو داود والبيهقي] ..
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "مَثَلُ الْـمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْـجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْـجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْـحُمَّى".
والشعور بالمسؤولية لا يأتي فجأة بدون مقدمات بل ينمو هذا الشعور تدريجياً ويكتسب الإنسان خبرة من التجارب التي تعن له في الحياة، ويعرف حقوقه وواجباته ويتحمل مسؤولية أخطائه ويتعلم .
رعاية المسنين التي هي بالدرجة الأولى فرضا على الدولة وبعدها مسؤولية الولد الصالح والمواطن الغيور .
التعريف بالمسنين :
لا نجد في الواقع إجابة واحدة يمكن أن تجيب على تساؤل بسيط حول متى تبدأ الشيخوخة وليس في الإمكان أن نحدد الفترة التي نقول عندها لقد انتهت مرحلة منتصف العمر ثم بدأت مرحلة الشيخوخة .
ويستطيع البعض أن يتعرف على بوادر الشيخوخة بملاحظة الحالة الصحية والجسمية التي يعكسها المظهر الخارجي للشخص الذي ينتمي إلى زمرة المسنين .
وقد يتصور الفرد نفسه انه أصبح يعد من بين المسنين ، وكلما أقترب مظهر شخص أخر من هذا التصور ويعامل عادة وكأنه أخذ يمر بمرحلة الشيخوخة . وقد نلتقي ببعض الأشخاص فنعتبرهم من المسنين لأنهم وصلوا إلى سن معينة وعندها يعفون من أداء ما سبق أن حدده لهم المجتمع من مهام في سن العمل أو في محيط أسرهم .
ومعنى ذلك أنهم فقدوا هويتهم الاجتماعية وأصبحوا في حكم المسنين طبقا للعمر الزمني الذي وصلوا إليه والواقع أن هذا المنظور يستند إلى معيار تعسفي لأنه لا يعبر إلا عن توقعات الآخرين دون توجيه أي اعتبار للحقيقة أمر هذا الإنسان الذي انتقل إلى فئة المسنين بمجرد بلوغه عمرا زمنيا محددا .
وبالنظر إلى قوانين وقرارات معظم بلدان العالم المتقدمة تحدد سن التقاعد عندما يبلغ الشخص سن الخامسة والستين بينما تحدده معظم البلدان العربية بسن الستين .
وأن دور الدولة في أعداد وتأهيل كبار السن ( قبل وبعد ) التقاعد هي تبدأ من النقاط الثلاثة أدناه :ـ
ـ أعداد وتأهيل كبار السن قبل التقاعد لسهولة تقبل متغيرات المرحلة العمرية المقبلة و هي الشيخوخة حيث تغير في كافة أجهزة الجسم ويجب أن ترتكز هذه الخطة على ركيزتين و هما :
ـ توعية وتثقيف المقبلين على الشيخوخة للحفاظ على الصحة الجسمية والنفسية والاجتماعية
ـ توعية الفئات الأقل سنا وهى الأطفال والشباب الراشدين بحقوق كبار السن وضرورة احترامهم وتوقيرهم
دور المنظمات الحكومية لرعاية المسنين : تشمل توجيه وزارة الصحة والسكان لإدخال خدمات الرعاية الصحية الوقائية في المستشفيات وتوجيه حملة إعلانية مكثفة توضح خصائص مرحلة الشيخوخة وعمل ندوات ومؤتمرات بكليات الطب وتوجيه وزارة التربية والتعليم لإدخال هذا في المناهج
. دور المنظمات غير الحكومية : عمل ندوات ثقافية لكبار السن وتأهيلهم لسن التقاعد في إطار برامج توعية وحصر هذه الفئة لوضع تصور وأدراجهم في مشروعات إنتاجية
. أعداد وتأهيل كبار السن بعد التقاعد ويشمل : الارتقاء بدرجة الوعي الوطني بقضايا التنمية – ترسيخ سياسات وبرامج توفير الانتماء الاجتماعي والاقتصادي - تحويلهم من فئة تحتاج إلى رعاية إلى فئة منتجة .
ورعاية المسنين أمر إلهي هام وكفائي وعلى شبابنا أن يعتبروا أن هذه المسؤولية أمر إلهي من الله لقوله تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) الإسراء/23. وسأل الإمام جعفر بن محمد عليه السلام لتوضيح قول الله عز وجل " وبالوالدين إحسانا" ما هذا الإحسان ؟ فقال : الإحسان أن تحسن صحبتهما ، وأن لا تكلف هما أن يسألاك مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين إن الله عز وجل يقول " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" . ومن المؤسف أن الكثيرين من شاب اليوم ـ بسب التربية الخاطئة ، أو البيئة المنحرفة ، أو الثقافة الوافدة ـ يكيلون السباب واللعان للوالدين ، على أتفه الأسباب ، ويصبون جام غضبهم عليهم عندما يسديان لهم النصيحة المخلصة ،مما يترك أثرا سيئا على نفسيهما ، فيصابان بخيبة أمل مريرة. وأرى أن الوقت المناسب اليوم لتوعية الشباب ، وهنا الفت نظر الشباب بأن لا ينسوا أنهم أشياخ الغد..! فلذا يجب عليهم أن لا ينسوا الوالدين وأن مسألة
احترامهم ورعايتهم هو حق من الحقوق المؤكدة في القرآن والسنة والأحاديث والروايات الإسلامية ، تؤكدان معاص على الإحسان للوالدين حتى ولو كانا مشركين ، وأن كان مشركين لا تطعهما وفي أمور الدين ، ولكن أرحمهما. وبارك الله بمن سمع وبادر في شد حزام التآخي والرحمة للجميع للوالدين والأيتام والأرامل والصغير ، قيل " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" وقال الإمام زين العابدين عليه السلام في وصاياه في رسالة الحقوق يقول في حق الأم
Rights of the Mother
فحق أمك :
أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا ، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا ، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك ، فرحة ، موبلة، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي وتكسوك وتعري وترويك وتظلك وتضحي وتنعمك ببؤسها ، وتلذذك بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاءاً وحجرها لك حواءاً وثديها لك سقاءاً ونفسها لك وقاءاً، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودنك ، فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه .
Rights of the Father
حق الأب :
وأما حق أبيك فتعلم أنه أصلك وأنك فرعه وأنك لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فأعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه واحمد الله واشكره على ذلك ، ولا قوة إلا بالله .
Rights of the Elderly
حق المسنين :
وأما حق الكبير فإن حقه توقير سنه وإجلال إسلامه إذا كان من أهل الفضل في الإسلام بتقديمه فيه وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه إلى طريق ولا تؤمه في طريق ولا تستجهله وإن جهل عليك تحملت وأكرمته بحق إسلامه مع سنه فإنما حق السن بقدر الإسلام ، ولا قوة إلا بالله . وأن المسنين قد يكونوا من أرحامكم أو لعله أبوك أو جدك أو أمك أو جدتك ! فأنهم يعشون في زمن ليس بزمانهم
تحملوا ي أعزائي كثرة كلامهم
وانتقاداتهم المستمرة
فأنتم لا تعلمون بماذا يشعرون !
فهم أحوج الناس للمجالسة والاهتمام
فأحبابهم يحتضنهم التراب
والسنين أكلت عمرهم
ويترقبون الموت كوجبة قادمة
آنسوا وحشتهم .
فيوما ما : ستكونون مثلهم .. ولا تنسى أن رد الجميل لهم ستذكره يوماً عندما يأتي دورك في المرحلة القادمة وبها تتذكر أن يوم طلب منك أن تساهم بمساعدتهم فكنت بطئ بدعهم ! ويجب أن لا نسى الخبرات التي يكتسبها المسنين ومجالستهم خير من مشاهدة التلفزة والجلوس في الطرقات والتحدث بما لا يليق أو الجلوس في المقاهي ..أن خبرات المسنين هي ثروة علمية فكتاب متكامل فلا تتركه !
أما مرحلة الشيخوخة فيتمتع صاحبها بخبرة طويلة اكتسبها طيلة حياته العملية، وتمتد هذه المرحلة ما بعد الستين «قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربي شقياً» سورة مريم 3. وتقتضي سنة الحياة حدوث كثير من المتغيرات البيولوجية في هذه المرحلة، حيث تتدهور وظائف مختلف الأعضاء والأجهزة الجسيمة،
وخصوصاً السمع والبصر، وبما يعيق إدراك المسن للبيئة المحيطة به، وتقل مقاومته للأمراض والتقلبات الجوية وأمراضها كنزلات البرد ودرجات الحرارة العالية،
ويكون معرضاً للإصابة بالأمراض المزمنة مثل تيبس المفاصل وضمور العضلات، وتحد هذه الأمراض من نشاط المسن وتقلل من حركته .
يضاف إليها حدوث تغيرات في القدرات العقلية والملكات النفسية، فيتصف تفكير المسن عادة بالصلابة وضعف القدرة على التكيف مع الأفكار الجديدة، أو محاولة تطوير عاداته القديمة، وضعف الذاكرة عند استدعاء الأحداث القريبة وضعف التحصيل الذهني والاستيعاب والتذكر .
وفي هذه الآيات القرآنية إشارة إلى مراحل نشأة الإنسان وتطوره إلى أن يصل أرذل العمر، فتقول الآيات الكريمة ..الحج / 5 .{يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنك من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً، وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج }
وأصيبت المجتمعات المعاصرة بمرض اجتماعي ترك أثره على المسنين، وهذا المرض يكمن في تفكك الروابط العائلية وتفرق أفراد الأسرة لأسباب متعددة كظروف العمل أو وهن الوازع الديني والخلقي وضعفه، وهذا التغير كان له أكبر الأثر السلبي على حياة المسنين الذين يعانون الوحدة والفراغ، أو يعانون في بيوت العجزة ودور المسنين، وهذه جريمة في حق المجتمع وفي حق بعض الأفراد الذين قدموا جهوداً وأعمالاً كثيرة، فلا يكون جزاؤهم العيش بمفردهم يجترون آلامهم وأحزانهم بعيداً عن أبنائهم وأسرهم .
إن إحالة المسن إلى المعاش يعني أنه توقف فجائي لنشاطه وانتهاء لحياة العمل والإنتاج، فمنهم من يحس بأن المجتمع لم يعد في حاجة إليه وأنه أصبح عبئاً ثقيلاً عليه، ويؤدي الفراغ الممل وعدم وجود فرص عمل مناسبة للمسنين المتقاعدين ، إلى تمضية الوقت دون هدف سوى قضاء بقية حياتهم منعزلين عن النشاط الإنساني والاجتماعي .
وغالباً ما يعجز المسن عن مزاولة هواياته التي اعتاد مزاولتها في شبابه، بسبب تدهور حالته الصحية وابتعاد أصدقائه بسبب المرض أو الموت، وهذا يزيد من شعوره بالفراغ والملل والضيق .
وفي أن المجتمعات الصناعية يضطر المسن إلى العيش وحيداً وبعيداً عن المجتمع، بسبب عدم تكيفه الفكري مع ظروف البيئة وإكثاره من التحدث عن الماضي والأيام الغابرة، ومع مرور الوقت تقل القدرة على التحكم العاطفي والسلوك الانفعالي، وقد تصل إلى درجة النكوص العاطفي إلى ما كانت عليه في زمن الطفولة، فنجد المسن سريع الغضب والبكاء لأتفه الأسباب
وقد يصل به العناء الانفعالي إلى درجة الامتناع عن الطعام وإلحاق الضرر بنفسه، وأحياناً يؤدي التدهور في القدرات العقلية وضعف التحفظ في السلوك الاجتماعي إلى تصرفات غير مسؤولة :
{هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخاً ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلاً مسمى ولعلكم تعقلون} غافر/67،
{والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً إن الله عليم قدير} النحل /70.
وأحب أن أضيف على ذلك أن بر الوالدين لا يقتصر على فترة حياتهما بل يمتد إلى ما بعد مماتهما ويتسع ليشمل ذوي الأرحام وأصدقاء الوالدين كما ذكرت أعلاه حول الحديث المروي من البهيقي.
وأن من الصعب تحديد سن الشيخوخة طبقا للتاريخ المسجل بشهادة الميلاد وأنه يوجد فروق فردية كبيرة بين المسن والأخر.. العوامل المؤثرة على صحة المسن : وهى عوامل بدنية ونفسية واجتماعية
احتياجات المسنين وهى : اقتصادية – اجتماعية – صحية – ترويحية – نفسية – سكنية – ثقافية
خدمات وزارة الشئون الاجتماعية في مجال رعاية المسنين تتمثل في : تأمين الرعاية الاجتماعية لأصحاب المعاشات – توفير الرعاية الاجتماعية بمؤسسة رعاية المسنين
مسئولية الدولة لرعاية المسنين :- ملخص في خمس مبادئ وأهداف حتى تحقق هذه المسئولية الدور الذي يمكن تؤديه الدولة في مجال رعاية المسنين وتتمثل في : الأعداد المهني للكوادر من أطباء وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين من المتخصصين في الشئون المتعلقة بالمسنين ومشكلاتهم واستخدام الوسائل التربوية والتعليمية لتوعية جماهير الشعب بأمور و مشكلات الشيخوخة من يعمل مع المسنين على علم بما يلي : معرفة الظواهر النفسية والفسولوجية المتعلقة بكبر السن – ومعلومات عن الأماكن والإمكانيات التي عن طريقها تحل مشاكلهم ، الإلمام بالنواحي التربوية ودورها في حل مشكلاتهم الاقتصادية ..
وفى كثير من المواقف لا يعنى التقاعد عن العمل فرصة للمتعة والاسترواح بقدر ما يمثل خسارة مالية كبيرة وإحساسا بضياع الدور الحقيقي للإنسان في الحياة ، وما ينجم عنه من تدهور في المستوى الاقتصادي للآسرة والأفراد بصورة قد تصل إلى حد العوز المادي والنبذ الاجتماعي ، وإضافة إلى ما يصاحب هذا الوضع من فقدان احترام الشخص لذاته ولقيمته في الحياة .
والمسنون هم عادة ما يبلغ عمرهم خمسة وستون عاما فيما فوق ومع هذا فينبغي تعريف الشيخوخة باعتبارها عملية لا مفر منها من القصور المتزايد في القدرة على التكيف والتوافق والبقاء .
والشيخوخة بهذا هي حالة يصبح فيها التناقص في القدرات الوظيفية والبدنية والعقلية واضحا يمكن قياسه وله أثاره على العمليات التوافقية ، وفى سن الخامسة والستين ينتشر التلف الحسي والحركي ، إلى أن المسنين حقيقة هم عادة أشخاص اكبر سنا من ذلك يعانون من تدهور في الوظائف يؤثر بشكل قوى على جميع الوظائف الهامة لديهم .وبعد ما عرفنا من هم المسنين المتقاعدين الذين كانوا يوماً قوة الوطن ودرعه الحصين ويجب تمجيدهم وتوقيرهم ودعهم ويداً بيد للتعاون والتآخي ونصرة الحق دوماً والوقوف بوجه الظلمة في كل المجالات ولاسيما الأرامل اللواتي يعانين من نقص في حياتهن والمطلقات ظلم من قبل الرجال الهزيل الذين ينطق بهم رجال جبر الطبيعة ولكن أن الشهامة موجودة في أكثر النطف الرحمانية وما علينا إلا لدعم المسنين والأيتام والفقراء المتعففين والتكاتف لبناء الأوطان ونصرة الحق والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين.
المحب المربي
سيد صباح بهبهاني