الطب مهنة إنسانية ...... ولكن -سعد جودة الزيدي
Tue, 21 Jun 2011 الساعة : 11:08

قد لا يختلف اثنان على أنّ مهنة الطب تعد في مقدمة المهن الإنسانية لارتباطها بحياة الإنسان مباشرة , كما أنّ لها تأثيراتها الاجتماعية الكبيرة من خلال ما تفرزه من نتائج سلبية أو ايجابية في أثناء ممارسة الطبيب والكادر المرافق له لمهنتهم , فمثلا وفاة مريض بسبب قصور أو تقصير من قبل الطبيب أو الممرض تعني ترمل زوج أو تيتم طفل أو فقد أخ أو صديق وإنقاذ ذلك المريض إنقاذ لهم جميعا .
وقد لا نكون منصفين إن لم نقل بأن مدينة الناصرية وبعد سقوط النظام السابق شهدت تطورا كبير في المجال الصحي وفي أصعدة شتى فمن المباشرة ببناء مستشفى جديد في صوب الشامية من المدينة مكان المستشفى العسكري القديم مرورا بفتح عدد من المراكز التخصصية كمراكز القلب والسكر والأسنان إلى إنشاء مركزين لاستقبال الحالات الطارئة على مدار الساعة في كل من حيي الفداء والثورة , فضلا عن الصيانة والترميم في المستشفيات والمراكز الصحية القديمة حتى أضحت وكأنها حديثة البناء على الأقل فيما يظهر للعيان منها , وإضافة بنايات جديدة في مستشفى الحسين التعليمي , حتى صبغ جدران المستشفيات بألوان جميلة ونشر الورود واللوحات الفنية على تلك الجدران له تأثيره الايجابي على نفسية المريض المراجع أو الراقد في هذه المستشفات كذلك استيراد أجهزه طبية حديثة لم تكن موجودة في القطاع الصحي في المحافظة و إدخالها الخدمة في معالجة كثير من الحالات المرضية التي كان الميسورون فقط يتعالجون بها من خلال سفرهم خارج البلاد أو خارج المحافظة على الأقل .
نقول أن كل هذه الانجازات الكبيرة التي قامت بها دائرة صحة ذي قار وبعض الدوائر المرتبطة بها قد لا تكون لها أهمية تذكر في حال قصّر طبيب في واجبه وتسبب في موت إنسان . فقد نرى في بنايات طوارئ بعض المستشفيات وفي لوحة الخفارات إن الدكتور فلان خفر الاختصاصي الفلاني لهذا اليوم وقد يمر ذلك اليوم بليلته دون أن نرى ذلك (الدكتور) الخفر وعن السؤال عنه عند دخول حالة حرجة إلى المستشفى تستدعي وجوده قرب هذه الحالة يقولون أنه في عيادته الخاصة معللين عدم حضوره بأن الطبيب المقيم الأقدم ـ الذي هو قد يتأخر أيضا بحضور هذه الحالة أما لتواجده بدار الأطباء أو مشغول بحالات مرضية بأقسام أخرى – يمكنه الاتصال بالأخصائي واستدعائه عند الحاجة إليه ولعمري هل إن الحالة الخطرة تبقى تنتظر السيد الأخصائي حتى يأتي إن كان يأتي أم إن المريض المسكين سوف يفارق الحياة ثمنا لحفنة من الدنانير يمكن أن يكسبها الطبيب الأخصائي الخفر من العمل بعيادته
إن الخفر كما نفهمه هو الشخص المتواجد في مكان ما للتعامل مع طوارئ الأمور وان لايفا رق هذا المكان حتى انتهاء خفارته وهذا ما معمول به في كثير من الدوائر التي تحتاج للعمل بنظام الخفارات لذا فأن دائرة صحة ذي قار مدعوة اليوم أكثر من إي يوم أخر للحفاظ على ما أنجزته من خلال تطبيق القانون وبصرامة على كل من يخل بواجبه كائن من كان فلا احد فوق القانون .