بين الحقيقة والنفاق في مواقف القوى الغربية من سوريا/عبد الامير محسن ال مغير

Sat, 22 Sep 2012 الساعة : 15:13

يبقى الغرب وكما خبرناه في خداعه للشعوب وان تطبيل اعلامه بما يسميه بالدفاع عن حقوق الانسان مع انه في كل يوم يعطي الدليل القاطع بممارساته العدوانية ضد تلك الحقوق تنفيذا لخطط يضعها لضمان مصالحه ودعم الكيان الصهيوني وكل اجراء يتخذه وفي أي بقعة من بقاع العالم لابد ان يكون ورائه قصدا مبيتا لحماية تلك المصالح فهو يتكلم على ما يحصل في سوريا وينعت ذلك بمختلف النعوت مع ان تلك القوى وامام أنظار العالم كله هي التي ابتدأت ممثلة بالولايات المتحدة بدفعها بالمرتزقة وفلول القاعدة وادخالهم مسلحين الى سوريا عبر الاراضي اللبنانية ويتذكر الجميع ان هؤلاء المنافقين كانوا ولا زالوا يوزعون الادوار على اذنابهم في المنطقة فالسعودية تقوم بدفع رواتب اولئك المرتزقة وقطر تقوم بعملية التمويل ودفع كلفة التسليح والنقل والتدريب لتلك الزمر اما تركيا فهي متورطة بفتح حدودها لإقامة مراكز ذلك التدريب ومقر القيادات على مقربة من مخيمات اللاجئين السوريين التي لا تضم سوى النساء والاطفال وكبار السن اما من يستطيع حمل السلاح فيتم تدريبه واعادته الى الاراضي السورية ليقوم بالقتل والتخريب واستمر الغرب بمهزلته بما يسميه بمؤتمرات اصدقاء سوريا التي سيذكرها التاريخ الانساني يوما ما بانها اكبر صورة للنفاق والرياء والضحك على الذقون فأي مؤتمرات هذه التي يديرها هولاند ومن لف لفه من الذين يواصلون ارسال اجهزة الاتصال والاسلحة ورعاية عمليات التدريب للمرتزقة وقد ادركت بعض دول المنطقة هذه اللعبة فرأينا اخيرا كيف تحاول لبنان والاردن النأي بنفسيهما عن وقيعة خبيثة كهذه خشية ان يأتيهما الدور كما ان الغنوشي في تونس اخذ يحذر التونسيين بان الاصوليين يشكلون اكبر الخطر على امن تونس وقد شكل اخيرا حزب باسم حزب المؤتمر في مصر برئاسة عمرو موسى الامين العام السابق للجامعة العربية كل ذلك يعطي الدليل على ما بدا يتضح لجماهير وبعض ساسة هذه المنطقة من مخاطر على مستقبلها ومع ظهور ملامح تحقيق النصر الكامل للشعب والجيش العربي السوري بإعادة النظام في اغلب المحافظات السورية وتحقيق تقدم واضح بتطهير حلب من فلول اولئك المرتزقة الذين عاثوا فسادا في الارض وقد اقترن كل ذلك بتحول كامل في الرأي العام العالمي بجانب حق الشعب السوري وحكومته الذي كان ولا زال ضحية مؤامرة وضعت خيوطها وبدأ الاشراف على تنفيذها من قبل القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وقد لوح اخيرا السيناتور (جون كيري) في الكونغرس الامريكي بقطع المساعدات عن العراق كما يقول في حالة السماح باستمرار تقديم العون من قبل ايران الى سوريا عبر الاراضي العراقية والحقيقة ان المساعدات الامريكية المزعومة والتي يتقول الامريكان بتقديمها للعراق ما هي الا امعانا بإحكام القيود بأيدي هذا الشعب فما يسمونه بالتدريب يستلمون مقابل كلفته اضعافا ويقفون بوجه أي تنوع لتسليح القوات المسلحة العراقية ليبقوا العراق رهينة بأيديهم وقد خبرت الجماهير العربية ما مر بدول هذه المنطقة عند حربها المزعومة عام 1948 مع العصابات الصهيونية وان الشرعية الدولية تحولت الان بيد القوى الغربية الى لعبة يمارسونها دون حياء فهم يرسلون بالمخربين الى داخل الاراضي السورية علنا ويعطون لأنفسهم الحق بذلك في حين يعارضون تنفيذ اتفاقيات مبرمة بين الحكومة السورية ودول اخرى وهي دولة مستقلة ذات سيادة ومن حقها ان تدافع عن نفسها وشعبها واذا استمر مثل هذا الوضع وبهذه الصيغة التي تسير بموجبها القوى الغربية فان المجتمع الدولي يتجه نحو فوضى كاملة حيث ستعامل الولايات المتحدة اذا ما حققت احلامها في الشرق الاوسط الدول الكبرى التي لا تسير وفق مشيئتها بنفس الصيغ المستعملة الان مع سوريا ولم يعد ميثاق الامم المتحدة الان يسري وحتى بنصوصه الحالية التي اصبحت قاصرة لقدمها على امريكا والرهط التابع لها بل بالعكس وكما ذكرنا تعتبر تلك النصوص وسيلة لإحكام قبضتها على دول العالم وقد شاهدنا اخيرا كيف ان منظمة التعاون الامريكية في روسيا الاتحادية قد طردت من الاراضي الروسية لثبوت قيامها بالتدخل والتجسس على المصالح الروسية فإذن الولايات المتحدة تعتبر قدمتها الاولى وفق المنطوق العسكري هي ما تسميه ببؤر تقديم المساعدات مع ان تلك المساعدات ما هي الا سم زعاف تقتل بموجبه الشعوب وقد وصلت المسألة السورية الى نهايتها طبقا لتصريح السيد الحلقي رئيس الوزراء السوري حيث ان الابراهيمي سيقدم تقريره لمجلس الامن مع ظهور ملامح توفر قناعة لدى المجتمع الدولي بان المرتزقة في سوريا يوالون عملياتهم التخريبية خلافا لمبادئ حقوق الانسان وبدفع من دول اقليمية تؤتمر بأوامر الولايات المتحدة في حين لا يمكن ان يصل النزاع السوري وبقناعة المندوب الدولي الابراهيمي والرأي العام العالمي الا بقطع الاسلحة عن اولئك المخربين الذين ثبتوا بانهم يمارسون ابشع الجرائم بالخطف واقامة المقابر الجماعية للمدنيين الذين لا يتعاونون معهم وكما قيل ان الكذب حبله قصير مهما تخرصت القنوات الفضائية التي تستلم ثمن نعيقها من قطر كالشرقية وقناة بغداد معززة اقوال القرضاوي الموغل بطائفيته المقيتة وتزعم بانها قومية ظلما لان من يمثل القومية بعد هذه الهجمة الشرسة على الوطن العربي هو من ثبت صموده ممثلا بالجيش العربي السوري الذي لم توقع حكومته لحد الان أي معاهدة مع اسرائيل وبقيت متمسكة بالقيم التي نشأت عليها منذ البدء وبدلا من ان يتوجه (العربان) لحماية القدس من الاستيطان الصهيوني وايقاف عملية هدم القرى الفلسطينية لإقامة المستوطنات فهم يعبرون عن عمالة جلية للغرب وعلى جميع ذوي الحس القومي والانساني الشريف ان يدركوا خطورة اللعبة الغربية التي تستهدف هذه المنطقة لتفتيتها ونهب خيراتها وتمكين اسرائيل منها وقد بدأ بعض ساسة الغرب يفقدون صوابهم بنتيجة صمود الشعب والجيش العربي السوري فان ذلك الصمود اعطى برهانا يقترب يوما بعد يوم من صمود الشعب الفيتنامي في جنوب شرق اسيا مع ان ذلك الشعب كان يتمتع بعمق جغرافي ودعم تشكله روسيا والصين آنذاك مما مكن فيتنام بان تحقق نصرا ساحقا على القوى الغربية وتلحق بها هزيمة شنعاء والولايات المتحدة يبدو انها تغالط نفسها والعالم ايضا رغم ضخامة التسليح وحداثته التي تتمتع به ووفرة المال الغزير من دول النفط الا ان الهزائم اخذت تتوالى بحقها اخيرا في كل من العراق وافغانستان بحكم كراهية اغلب الشعب الامريكي للحروب التي تجعل ابناء ذلك الشعب حطبا لحماية مصالح اصحاب المصانع والشركات الذين يرومون توفير الاسواق والمواد الاولية لمنتجاتهم الصناعية وان ملامح اعادة الاحتلال المباشر لمنطقة الشرق الاوسط تنفيذا للمخطط الغربي الجديد اخذ اخيرا يظهر للعيان بعد بدء دسيسة الفيلم الصهيوني الامريكي الذي عرض ولا زال يعرض في الولايات المتحدة حيث اخذ الشعب اليمني يرى بأم عينه الان انتشار جنود البحرية الامريكية في صنعاء مما ادى ذلك الى استفزاز تلك الجماهير ومباشرتها بمظاهرات حاشدة كما ان الولايات المتحدة بدأت بالتحقيق المباشر بمقتل السفير الامريكي في بنغازي وانزلت جنودها في البر الليبي بحجة حماية المصالح الامريكية وستتضح قريبا ابعاد تلك المؤامرة يوما بعد يوم وتنكشف الاهداف الغربية التي كانت متخفية في بادئ الامر اما اوردكان فسيتم عزله كليا كما توقع له ذلك اغلب المحللين والساسة الاتراك انفسهم حيث ان الشعب التركي شعر بمدى تابعية اوردكان للغرب واسرائيل في حين يزعم بانه أخوانيا كمسلك للنفاق وبدأ يتضائل دوره كلما اقتربت هذه الهجمة الغربية من نهايتها بنتيجة صمود الشعب والجيش العربي السوري وسيكون مآل العصابات التي دفع بها الى داخل سوريا الى الهزيمة .

Share |