يا رسول الإنسانية الأعظم (نرضى لرضاك لأن الله يرضى لرضاك) !!/عبدالامير الخرسان - فنلندة
Thu, 20 Sep 2012 الساعة : 23:14

يا رسول الإنسانية الأعظم (نرضى لرضاك لأن الله يرضى لرضاك) !!
السلام عليك يا رسول الله .. السلام عليك يا رحمة الله الواسعة .. السلام عليك يا أمل المستضعفين ومنقذ الغرقى والهالكين من بحر الظلمات إلى النور المبين .. السلام عليك يا رجاء المذنبين .. السلام عليك يا شفيع يوم الدين .. السلام عليك أبدا ما بقيت وبقي الله والنهار سلاما سرمديا أبديا لا نفاد له ولا انقطاع .. وصلى الله عليك وعلى آل بيتك الطيبين المعصومين ..
لقد أرّقتنا الإساءة إليك .. وبعثرت أوراق الحرية والسلام .. وأضاعت قيم العدل والحق .. وسحقت الكرامة والسيادة .. وأسقطت المثل العليا والإنسانية كلها .. لتعود الجاهلية الرعناء والأحقاد البغيضة .. والفتن العمياء .. وتصنع الحرب والقتال.. لتأكل البشرية .. وتريق الدماء .. وتنشر الظلم والفساد.. وتعم الدنيا بأسرها الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فلم يعد هناك أمن أو أمان ولا راحة أو اطمئنان .. عندما يغضب المسلمون وينشروا لواء الحق ويطالبون بثأر رسول الله (ص) هنالك لا يوقفهم سد منيع .. أو بحر عميق .. أو طائرات حربية .. أو صواريخ عابرة القارّات .. أو أسلحة نووية أو قوة هائلة !! لأنهم سيقاتلون بقلوب قوية استمدّت قوّتها من الله ورسوله .. لتسحق كل عدو غادر وأفّاك أثيم .. ومعتدي باغي .. وظالم مفتري وأشر كذاب .. وتنتقم من كل الذين يريدون بنا كيدا وتدميرا !! زورا وبهتانا .. لأن الجماهير أقوى من الطغاة والمعتدين .. والمسلمين أحق بالرد على الكافرين والضّالّين .. ومروّجي الفتن والاضطرابات .. والعاملين على إشاعة الضلال والمنكر .. كما قال تعالى (إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا . فمهّل الكافرين أمهلهم رويدا ) .. ويكيد الله على أيدي المسلمين المؤمنين الأبرار الذين ينتزعون الحق انتزاعا من أصحاب الفساد والباطل . كما قال تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) ..
لقد كان المسلمون في زمن رسول الله (ص) يحبون رسول الله حبا جمّا ويحترمونه احتراما عظيما وإذا رأوه أهابوه وقبلوا يديه إجلالا وإكبارا ويدافعون عنه بأموالهم وأنفسهم وأبناءهم وبكل ما يملكون ..( لقد كان هناك شخص يحارب مع رسول الله (ص) في غزوة أحد وعندما سمع نداء جيش الكفر قتل رسول الله فجاهد جهادا عظيما حتى سقط في المعركة وعندما انتهت المعركة ذهب إليه المسلمون وجدوه في أنفاسه الأخيرة فهنّئوه على الشهادة , ولكنه أول ما سأل عن رسول الله !! فقيل له بخير, فقال الحمد لله روحي فداك يا رسول الله !!) وكلنا فداءا لرسول الله ..
إن رسول الله (ص) لا يقبل رد الإساءة بالإساءة ولا رد العدوان بالعدوان ولكن كان ينصح أصحابه أن يردّوا على المسيء بالعفو والإحسان إليه والكلمة الطيبة التي تؤثر فيه وتمنعه من عصبيته وعدوانيته !! كما كان ينصح أصحابه بقوله لهم(إياكم والغضب فانه من نار جهنم ) وقال أيضا ( من تعصّب عصّبه الله بعصابة من نار يوم القيامة ) .. وهكذا كان رسول الله مع أصحابه يوجّههم التوجيه الصحيح ويسلك بهم الطريق المستقيم ويبعدهم من الزلّات والعثرات والانحراف .. ويعلمهم بما جاء في كتاب الله من الحكمة والموعظة الحسنة .. ليجعل منهم مشروع عمل وإنتاج .. ومشروع ثورة ثقافية وفكرية وعلمية .. ومشاريع خيرية وتنموية وإستراتيجية وأيدلوجية لينتفع بهم العالم كله .. ويكونوا قدوة تقتدي بهم البشرية جيل بعد جيل وزمن بعد زمن .. لأن رسول الله نعم المربّي ونعم الناصح الأمين .
لقد كان رسول الله (ص) صاحب شفقة وعطف كبيرين على المسيئين والمعتدين والضالين .. وكان يدعو لهم بالإصلاح والهدى والإيمان كما كان يدعو بقوله ( اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون ) ويقول أيضا ( اللهم اهدي قومي فإنهم مساكين) والمسكين هنا هو الذي لا يعلم شيئا ويفتقر للنصيحة والتعليم والتوجيه .. انه أراد هداتهم وإصلاحهم بالتوجه إلى الله والدعاء لهم بالخير والإصلاح .. وهكذا عندما نريد أن نحافظ على أبناءنا من الضلال والانحراف لا سامح الله علينا أن نوجههم التوجيه الصحيح , وان يشاهدون منا السلوك المستقيم ومن ثم ندعو الله أن يصلحهم ويهديهم للتي هي أقوم لينتفع بهم وطنهم ومجتمعهم وعوائلهم ..
علينا أن ننصح هؤلاء العتاة والمردة الذين مردوا على النواميس والأعراف والتقاليد ولم يراعوا حرمتها وقدسيتها .. ولم يحترموا الرموز والهداة والسادة والقادة .. ولم يراعوا الرعية بمقدساتهم ومعتقداتهم وزعمائهم وكبارهم .. وجرحوا العالم الإسلامي كله وجميع طوائفه ومذاهبه .. واعتدوا على حرمة رسول الله وقدسيته وكرامته وأساءوا إليه بالكلمة النابية الجارحة .. إعلاميا بالصحف والمجلات تارة و بالتلفاز والراديو تارة ثم بالسينما والمسرح !! لماذا ؟؟ وما هو المقصود من هذا العمل المشين ؟؟ هل جرح رسول الله مشاعرهم أو مقدساتهم ؟؟ هل سلبهم رسول الله نعمتهم وخيراتهم ؟؟ هل جرّدهم من أعرافهم وعقائدهم ؟؟ هل فتح رسول الله بلدانهم بالقوة والهيمنة ؟؟ كما فعلوا هم وسيطروا على أرضنا واستولوا على ثرواتنا وحكمونا بالنار والحديد .. والآن يريدون العبث بمقدساتنا وأولياء أمورنا ورسولنا الأكرم على الله وملائكته ورسله ..
لقد كان قصدهم واضحا يريدون صناعة الفتنة والاضطرابات في العالم وحياكة الحروب والقتال .. ليكونوا أصحاب القوة والسيادة والاستيلاء على العالم كله ونهب خيراته !! لأنهم يجعلونه سوقا رائجة لبضائعهم وسلعهم الحربية البائرة والمقيتة .. هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى يريدون أن يسلبونا ديننا وعقيدتنا وشرفنا !! لأن الدين يمثّل شرف الإنسان وهويته فإذا نزع الإنسان رداء الدين من روحه وعقله وفكره وتجرد منه يعني تجرد من الحياء وتجرد من الإنسانية وصار يعمل ما يشتهي وما يحلو له كالوحوش والبهائم ..وصار تبعا لهم لأنهم يمثلون هذه الوحشية والبهيمية فتراهم يعيشون بلا روح ولا ضمير ولا كرامة ولا حياء .. همهم السطوة والسيطرة بالقوة على العالم كله بعد صياغة الفتن والاضطرابات داخله وبعد تفرقته وتمزيقه إلى طوائف ضعيفة ليسهل لهم احتلاله والهيمنة عليه ..
إن رسول الله (ص) لم يجرح مشاعر أحد ولم يمس عقائد أحد بل قال لهم (لكم دينكم ولي دين) .. ولكنه نفعهم أيما نفع نفعهم بالفكر الرباني الأصيل وبالأخلاق الكريمة والعلم النافع لهم وعلمهم ما لم يعلموا به من قبل .. حيث علّمهم مبادئ القوانين الإستراتيجية السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. حتى أنهم أثنوا على رسول الله بعد ألف وأربعمائة(1400) سنة من رسالته وقالوا أنه الشخصية العالمية الأولى بين مائة شخصية عالمية خدمت العالم كله .
إن رسول الله (ص) نعمة للبشرية كلها لأنه رسول الله جاءهم بالحق من عند الحق وجاءهم بالعدل من عند العدل الحكيم رب العالمين وخاطبه الله (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) لأن الدنيا قائمة برمتها مادام رسول الله قائم بها أو أحد خلفائه من الأئمة(عليهم السلام) قائم بعده .. لذلك الدنيا باقية ما بقي سيدنا ومولانا الإمام الحجة المنتظر ( روحي فداه) لأنه خليفة رسول الله ومظهر دينه ونوره وعدله وإنسانيته للبشر جميعهم .. فأي نعمة أعظم من هذه النعمة , نعمة الوجود والفكر والعلم والإيمان والصلاح والخير والسلام .. وأي رحمة أكرم من رحمة الله التي بها يرحم عباده في الدنيا والآخرة ..
لقد آثر رسول الله (ص)على نفسه وأهله وأبنائه وأصحابه بكل حياته وكيانه ووجوده ليرتقي بالبشرية نحو سبل السلام والعدل والحق والوحدة والإنسانية لأنه أراد لهم الخير كله والمعروف كله والرحمة كلها والسعادة الأبدية كلها ..
إننا نغضب لغضبك يا رسول الله ونرضى لرضاك كما يرضى الله لرضاك ويغضب لغضبك ويسخط لسخطك لأنك المرضي الأول عند الله وملائكته ورسله وأنك الحبيب الأول لله وملائكته ورسله وأنك الصدّيق الأعظم والفاروق الأكبر وأنك خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد البشر أجمعين من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين ..
نحن نقول للمسيئين والمعتدين ونحذرهم من مغبة تماديهم وطغيانهم والإساءة إلى نبينا الأعظم ورسولنا الأكرم ونقول لهم إياكم ونشر هذا الفلم وغيره من الأفلام الدنيئة والخسيسة لأنها تمثل الشر والعدوانية والشيطانية !!!. وتفقدنا صوابنا لنغضب لغضب الله ورسوله وننتقم له أشد انتقام ونجتثكم من فوق الأرض لأنكم تمثلون الخبث والخبائث كلها فما لكم فوق الأرض من قرار!! والله الموفق وهو المستعان .. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ...