ديناصورات الخضراء وزبالة الفقراء/علي الغزي
Tue, 18 Sep 2012 الساعة : 23:22

منذ اكثر من 230)) مليون سنه ولنهاية العصر الطباشيري كانت الديناصورات مهيمنه على سطح الكره الارضيه بكبر حجمها وضخامة جسمها ,لكن بتقادم السنين والتطور النوعي وفوق ذلك كله القدره الربانيه ( ولله في خلقه شؤون) فان هذه الديناصورات قد اختفت وانقرضت كليا من ارض المعموره .
وما تعلمناه في المراحل المبكره من الدراسه عن دورة المياه في الطبيعه , وعلى ما اتذكر في اواخر الستينات من القرن الماضي وفي ليل شتائي ممطر حتى الصباح فقد داهمت منازلنا و قفزت فوق سطوح المنازل ضفادع صغيره وامتلئت الشوارع منها وكانت هذه الظاهره غريبه جدا علينا , لكن هي مشيئة الله وقسم اخر عللها دورة المياه في الطبيعه .
لكن لم نعلم ولم ندرك ام دورة المياه تجلب لنا ديناصورات من نوع خاص وتجعل مقرها مكانا يمتاز بالخضرة حيث ان هذه الديناصورات عادت هذه المره وظهر تواجدها في غابة الخضراء , لتنعم بالنفط وخيراته وبكنوز العراق المتعدده من فوسفات وزئبق وكبريت وموارد الماء والكهرباء والكمارك والضرائب وغيرها من الموارد لتتحول الى دولارات في البنوك الاجنبيه وفلل وعقارات في الاردن ودبي والامارات وبعض الدول الاجنبيه الاخرى .
واصبحت هذه الديناصورات المتخمه بالمال السحت من اغنى الطبقات في العراق والوطن العربي ,والغريب في الامر ان اغلب هذه الديناصورات قد سرقت المال العام وغادرت العراق تحت حماية امريكيه او الجنسيه المزدوجه دون اي متابعه او تقديم دعاوي ضدها عن طريق الانتربول .
بينما طبقات الفقراء في العراق بقت محرومة من ابسط الحقوق وكما قال الشاعر (يمشي الفقير وكل شيء ضده حتى الكلاب اذا راته عوت وكشرت انيابها ) وبسبب هذه الديناصورات زدات اضافة البطاله وكثرت الارامل والايتام والمطلقات وبسبب العوز المادي وصل الحال في فقراء الذهب الاسود ليعيشوا على مزابل التجار والميسوريين والطبقات الوظيفيه مما شجعوا ابناؤهم على ترك المدارس كي يعملوا في جمع القناني والخبز اليابس من المزابل .
واصبحت االيوم الزباله مصدر رزق لمئات العوائل المعوزه والتي تسكن في احياء من التنك تفتقر لابسط وسائل الخدمات .
وهكذا في كل مدينة عراقيه اصبحت الزباله راس مال الفقراء , والنفط راس مال ديناصورات الخضراء... ومادمنا نملك النفط لابد ان نحترق من اجل عيون ديناصورات الخضراء...( والله حسبنا ونعم الوكيل)